مشكلة النظام السياسي في العراق هو أن جميع الكتل والأحزاب تريد ان تشارك في تشكيل الحكومة بغض النظر عن عدد المقاعد التي تحصل عليها داخل قبة البرلمان ،
والمشكلة الأكبر هو أن تلك الكتل تسعى لأن تتحالف مع بعضها البعض بشتى الطرق والوسائل من أجل تمرير موضوع إستكمال الكابينة الوزارية برغم فارق الأهداف والتوجهات التي تتبناها كل واحدة منها ،
أي أن كل ما في الأمر هو محاولة إرضاء جميع الأطراف لتفادي انسحاب مكون معين من جلسات البرلمان أو تعليق مشاركته فيه ما يتسبب في خلق مشكلة ينعكس أثرها على الشارع العراقي ،
خمسة عشرة عاما لم نرى فيها معارضة حقيقية قامت بمحاسبة الحكومات السابقة بسبب التقصير في تنفيذ برامجها التي وعدت بها في بدايات تشكيلها ، كل ما كنا نسمع به ونشاهده هو انسحاب وزراء و نواب بإيعاز من زعمائهم قادة الكتل حال حصول مشكلة ظاهرها انتقاد عمل الحكومة وباطنها تضارب مصالح حزبية لا تلبث أن تزول بعد حلها وفق برنامج تطييب الخواطر ،
فيعود المنسحبون من جديد وتعود الحكومة إلى مزاولة أعمالها وكأن شيئا لم يكن ، نتمنى من السياسيين الداخلين في معمعة تشكيل الحكومة الرابعة أن تكون لهم الجرأة والشجاعة في تحمل المسؤولية التي ألقتها عليهم جماهيرهم ، وليس بالضرورة أن يكون تحمل المسؤولية فقط خلال عملهم داخل أروقة الحكومة ،
وإنما حتى إذا مااختاروا طريق المعارضة التي يجب أن يكون هدفها تقويم وتصحيح مسار الدولة العراقية وهذا شرف مابعده شرف ، لكن قل لي مَنْ مِنَ القوم يجرأ على السير في طريق المعارضة؟