اخبار عربية وعالميةاسليدرمقالات واراء

من يتحمل مسؤولية ضياع مدينة القدس ؟؟

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم الكاتب محمد فخري جلبي

لا يزال أعلان رئيس الولايات المتحدة “دونالد ترامب” القدس عاصمة (لأسرائيل) المثير الكيمائي وراء أنطلاق عشرات المظاهرات والأعتصامات في الدول العربية أحتجاجا على منح من لا يملك لمن لا يستحق ، ولكن متى كانت المظاهرات تنوب عن الصراع من أجل نزع الحق المغتصب ؟؟

وبينما تشهد بعض مدن العالم الغربي مظاهرات مؤيدة لأحقية الشعب الفلسطيني بالحفاظ على عاصمته خارج دائرة حسابات البيت الأبيض ، مما ينذر بأمتداد ألسنة اللهب الشعبية إلى بقية دول العالم ،

يبقى السؤال البديهي حاضرا .. متى كانت واشنطن تأبه للحرائق خارج حدودها ؟؟

وعلى الضفة الأخرى ، وفوق منصة الهوان العربي الظاهر للجميع ، إليس من المنطق محاسبة حكام الدول العربية الذين سعوا لخلق ظروف مثالية وأحوال مواتية تتيح لرئيس دولة ما يحمل أفكارا شاذة وطموحات لا متناهية بأهداء أحدى عواصمهم إلى كيان محتل ؟؟

وقبل الأجابة على تلك التساؤلات الهامة يجب أدراك حقيقة مايلي ، لقد عاين ترامب بأم عينه دلالات الضعف العربي الرسمي ، و لامس الرجل العجوز البيئة المتردية العربية الحافلة بالنكسات مما شكل لديه قناعة راسخة بأن الكاسحة الأمريكية قادرة على سحق الدول العربية وبأفل الخسائر !!

ولقد أسفرت الأحداث خلال الأيام الماضية عن سقوط أربعة شهداء وإصابة نحو 1200 آخرين، خلال المواجهات مع جيش الاحتلال في الضفة الغربية (بما فيها القدس)، وغارات جوية على قطاع غزة .

كما سببت القفزة (الترامبية ) فوق حواجز القانون الدولي الرافض (لفظيا ) عجرفة الأدارة الأمريكية الكثير من القلق في الوطن العربي حول مألات أنكفاء الرد العربي الرسمي خلف عبارات التنديد والأستنكار والشجب فقط .

هل يستعاض بالمظاهرات والأحتجاجات الشعبية عن الدخول في حالة صراع مباشر مع العدو الصهيوني تحت وصاية المشروع الأمريكي القائم على العربدة والهيمنة ؟؟

الجواب ، لقد شهدنا خلال مرحلة الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني الممتد عبر عدة عقود مئات بل ألوف المظاهرات المنددة بهمجية الكيان المحتل المتزامنة مع الرغبة الدولية بأفساح المجال للاعب الأسرائيلي بالفوز بجميع النزالات في ظل أزدواجية التعاطي مع الملف الفلسطيني !!

فمن جمعة الغضب إلى زلزال العودة ووصولا إلى مقابر الأنتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية والثالثة لاتزال القضية الفلسطينة في طور فقدان المكانة المركزية التي كانت تحتلها على الساحة الدولية في السابق ،

أما اليوم ومع عودة القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد الدولي مؤقتا عقب الخسارة المدوية التي “مني” بها الشعب الفلسطيني والعربي بشكل عام تزامنا مع قرار واشنطن إلغاء تبعية القدس للشعب الفلسطيني ، تتشكل الأنتفاضة الفلسطينية الرابعة ، فما الذي يمكن تعويله على تلك الأنتفاضة المرتقبة ونحن نسير في أزقة خيبات الأمل العربي

ونشاهد لوحات المظاهرات والأنتفاضات السابقة التي لم تنجح بإنهاء العدوان وكبح جماح ( أسرائيل ) .

وقد دعا قائد حركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية، حماس، الخميس إلى انتفاضة فلسطينية جديدة !!

وعلى مايبدو بأن بعص القادة الفلسطينين قد أستصاغوا أستبدال البزات العسكرية بالبزات الرسمية ، وبرعوا في المناورات السياسية وتناسوا عن عمد مهارات المناورات العسكرية !!

فهل تستعاد الحقوق المسلوبة بقوة السلاح في أروقة المحادثات الدولية (حيث هناك يفقد كل ذي حق حقه) بفعالية الحوار المباشر وغير المباشر مع العدو ؟؟

هل تخشى واشنطن المجتمع الدولي ، ممايدفعها للعودة عن قرارها التعسفي بمسألة مدينة القدس ؟؟

يشار إلى أن عدة مدن أوروبية -خاصة لندن وبرلين- شهدت في اليومين السابقين مظاهرات حاشدة للتعبير عن الغضب إزاء قرار ترمب الأخير بشأن القدس .

كما ذكرت أسبوعية دير شبيغل الألمانية أن الاتحاد الأوروبي خطط لإصدار رفض موحد قوي لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ، لكن دول شرقي أوروبا حالت دون تحقق إجماع داخل الاتحاد بشأن خطوة ترمب .

فيما صرح سفير السويد أولوف سكوف بإن قرار ترمب لا يؤثر في بلاده أو موقف الاتحاد الأوروبي إزاء القدس، موضحا أن اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل يناقض قرارات مجلس الأمن و القانون الدولي ، ونحن نعارضه، محذرا من أن يتحول “هذا النزاع إلى نزاع ديني” .

وأجمع أعضاء مجلس الأمن الدولي على رفض قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في بيان مشترك صدر عن المجلس أمس، الجمعة 8 كانون الأول ،

وجاء في بيان مجلس الأمن الذي وقعت عليه كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والسويد وإيطاليا، أن قرار ترامب “غير مفيد لعملية السلام في الشرق الأوسط”، مطالبين الإدارة الأمريكية بطرح مقترحات تفصيلية للتوصل إلى تسوية إسرائيلية- فلسطينية !!

وهنا يجب التوقف مطولا والتفكير بروية ؟؟

فأعضاء مجلس الأمن طالبوا واشنطن بطرح مقترحات تفصيلية للتوصل إلى تسوية إسرائيلية – فلسطينية وليس العودة عن القرار ،

وبمعنى أخر بأن قضية جعل القدس عاصمة ( لأسرائيل ) أمر مفروغ منه ، وكما شاءت واشنطن !! وتعليقا على تخبطات المجتمع الدولي العديمة الجدوى كشف ديفيد ساترفيلد، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكى، الأحد، عن أن قرار دونالد ترامب القاضى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل “لا رجعة فيه” .

عزيزي القارىء ، ينبغي بنا تغير القناعات السائدة بأن المجتمع الدولي يسير وفق نظم إعمال العدالة الدولية وتحمل مسؤولياته تجاه الأزمات العالمية ، فالدول الفاعلة على مستوى العالم اليوم تقوم بتحركاتها وفقا لموضع مصالحها ولا وجود للاخلاقيات في المجتمع الدولي .

وضمن ذات السياق يجب المرور بالقاعدة الذهبية في عالم السياسية ( من يمتلك النفوذ قادر على فرض أرادته ) ومن هنا نستطيع فهم اللغة (الفوقية) التي تستخدمها واشنطن مع دول العالم “حيث واشنطن دائما تطالب وتضغط وتحذر وتوبخ المجتمع الدولي والأخير في حالة صمت مرضي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ” .

مع العلم ، بزوال الدور الأحادي القطب بقيادة واشنطن وعودة الدب الروسي إلى واجهة الأحداث الدولية ولكن يبقى لواشنطن كلمة الفصل في نهاية المطاف من خلال الأتفاقيات العلنية والمعاهدات السرية ، ولا يسعنا المجال هنا للتعمق في هذا الصدد

وقد تحدثنا بالمرات السابقة عن الأدوار التي تتناوب واشنطن وموسكو على ممارستها لإقناع دول العالم بوجود حالة صراع دائم بين الجانبين مما يتيح للمعسكرين الفوز على مختلف الأصعدة الدولية .

نأتي للسؤال الأخير ضمن هذا المقال ، إليس من المنطق محاسبة حكام الدول العربية الذين سعوا لخلق ظروف مثالية وأحوال مواتية تتيح لرئيس دولة ما يحمل أفكارا شاذة وطموحات لامتناهية بأهداء أحدى عواصمهم إلى كيان محتل ؟؟

وقبل الأجابة على السؤال ، فقد ذكرت قبل عدة أيام من أعلان ترامب مدينة القدس كعاصمة ( لأسرائيل ) وبتاريخ 3 ديسمبر وضمن مقال ” أستحقاقات الواقع لاتفرض المحاسبة في ضوء مجتمع مصاب بالأيدز الأخلاقي !!

” بأن التحقيقات المتعلقة بقضية تخابر ترامب وفريقه مع الروس قد أوشكت على تصفية أقرب المقربين لترامب مما يضع ترامب في موضع الطرد التعسفي من البيت الأبيض

مما يدفع الأخير إلى دفع الجزية للوبي الصهيوني مقابل طي صفحة التحقيقات ، والجزية هي تغيير جغرافية القدس ضمن خريطة العالم .

وبمعنى أدق ، بأن ترامب بأعلانه التعسفي يحافظ على مكانته كرئيس للولايات المتحدة ويقفز عاموديا خارج قفص الأتهام بالتخابر مع الجانب الروسي ، ولكن ما الذي يدفع الحكام العرب إلى تأييد قرار ترامب والتواطؤ مع هذا القرار وذلك من خلال مهرجانات الشجب وسجالات التنديد والأستنكار ؟؟

وقد قال الكاتب البريطاني ديفد هيرست في مقالة بموقع “ميدل إيست آي” إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لم يكن ليقدم على قراره بشأن القدس لولا الدعم الغريب والطارئ الذي تلقاه من حكام السعودية والإمارات والبحرين ومصر ممن وصفهم بـ “الصبية العابثين” !!

في حين ، علقت القناة العاشرة العبرية حول الموضوع ، بأن أعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل جاء بتنسيق وتفاهم مسبق مع السعودية ومصر، وبيانات الشجب من الدول العربية غير جدية !!

وبطبيعة الحال ، فأن جلسة الجامعة العربية المنعقدة قبل يومين بالأضافة إلى القمة المصرية الأردنية الفلسطينية المقرر عقدها اليوم ، لن يفضوا سوى إلى مزيد من عيارات الشجب والأستنكار

( ويجب التنويه هنا بأن تلك العيارات عديمة الصوت والفعالية ) !!

ولعل لسان الحكومات العربية كلسان حال حكومة دولة البحرين والتي تمتعت بالشجاعة الكافية للكشف عن تؤاطئها مع العدو الصهيوني على عكس معظم الدول العربية !!

حيث قام وفد بحريني بزيارة إلى إسرائيل حاملا ما قال إنها رسالة سلام من ملك البحرين ، وهي الزيارة التي تتزامن مع الاحتجاجات العربية على القرار الأميركي بشأن القدس ، في حين أكد ناشطون بحرينيون أن هذه الزيارة لا تمثلهم .

وختاما ، لا يسعني سوى القول رحم الله العرب … رحم الله العرب

عبثا نحاول أن نقاوم عبثا نحاول أن ننتصر فهنا شهيد ما زال ينتظر الشهادة وهناك أمة تخشى الأنتظار !!

خمسون ألف خريف لا يوازي خريف أرواحنا الصدئة فمحال أن نجتمع لأجل قضية معينة لاقدر الله أو نحارب عدو مشترك وأن قدر الله !!

أو على أقل تقدير أن نتفق على ساعات الشروق والغروب في بقعة جغرافية محددة من هذا الوطن الممتد من الشهيد إلى الفقيد إلى الوليد المعد للأنفجار

ولكننا مارسنا لعبة الأنكسار وفرحنا لتمثيل أدوار الضحايا ومن سوانا يركض للأنهيار ؟؟

نستعيذ من الجيران بالشيطان الرحيم فواشنطن خير من كل العرب الصغار هكذا فسر القوميون المنتشرون في المقاهي والملاهي كاللقطاء تصريحات قائدنا الهمام !!

يا سائق حافلة الأنتماء المهترئة .. أنزلني هنا فلم يعد في الرحلة سواي يحمل على ظهره المقوس حبل النجاة للعاطلين عن الحياة فقد كفروا بالقبلتين وبالزيتون والياسمين

فأنزلني وعد إلى حفرة التاريخ تحمل أخبارنا المدججة بالعار والأستسلام بلا قتال أو حصار !!

من بغداد إلى دمشق إلى صنعاء تتحد ألامنا والحمدلله فالجوع والضياع والبرد والأنفصام والصداع والموت المحتم والخيام كلهم والحمدلله ..

للعرب الشجعان أجتمع مجلس الأمن أنفض مجلس الأمن أختلفوا على أعداد الضحايا العرب في العام القادم وأخلتفوا على كمية الأوكسجين والضوء المسموح بها للأجساد النحيلة وأختلفوا على من سيرث الحكم المؤبد في بلادنا ؟؟

أبن القائد أو أخيه أو عشيقه السري أو جنراله السادي ؟؟

أم سيضخون الدماء ضمن أوردة قائدنا المتوفي منذ عشرين عام ؟؟

فأنزلني أيها السائق إينما شئت على تلك الأرض الباردة لأمضغ عدمي في الوطن أو خارجه فقد مشى المنفى يتهادى على أرجاء الخريطة واثقا من قدومي

فأنا ولدت من رحم الأنهزام ( العربي ) فكل ما تبقى لنا من سيناريو الحرب وغريزة للبقاء مع الوقت كان جزأه الأول للعرب فلا تشد يدي للصمود فقد تنازلت عن حصتي من العرب وتركت لك قبر جاهزا للغد !!

عن قصد نجوت من حادثة الموت عندما أصطدمت حافلة الحياة بمايسمى مجازا العرب وعن غير قصد كتبت مرثية تنعي موت العرب !!

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى