لست أدري لماذا لا أصدق ما يثار حول الأحداث العالمية الأخيرة عبر وسائل الإعلام المختلفة ولا تروق لي نظرية توجيه الاتهام حولها لهذا الطرف أو ذاك . لدي اعتقاد يكاد يكون جازما أن سبب أحداث الدمار التي تنتشر في بقاع كثيرة من البسيطة ، سبب هذا الدمار أن أجهزة المخابرات العالمية والتي ألقت وراء ظهرها كل القيم الإنسانية التي كانت سائدة في الأزمنة القريبة ،هي في الحقيقة من يمسك بمجاديف السياسة العالمية الآن عبر شخوص تأتي بهم هذه الأجهزة وتضعهم فوق كراسي الحكم ليبدو الأمر في أعيننا وكأن هذه الشخوص المصنوعة هي من يدير الدفة وتبقى الحقيقة خافية على أكثر الخلق وهي أن من يحكم يقبع وراء الستار يوجه بما يريد وكأننا في مسرح عرائس.
ومما لايخفى على أحد أن أجهزة المخابرات لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالأخلاق والقيم ويسلكون أي طريق لتحقيق الأهداف المنوطة بهم أيا كان ما على هذا الطريق من قتل وتفجير وتشريد وتدمير وزنا وسرقة ورشوة وكل مستنكر معروف أو غير معروف ، كل هذه القاذورات الممقوتة إنسانيا هي في عرف أجهزة الاستخبارات وسائل مشروعة لتحقيق أهداف دنيئة . وهذه الخواص المخابراتية هي التي تضفي على العالم هذه السحبة السوداء وتنشر حالة التشاؤم في ربوعه .
هذه الأجهزة هي النقيض الواقعي للهيئات المدنية بل والعسكرية المعلنة كوزارات الخارجية ووزارات الدفاع ووزارات العدل في أماكن قليلة من العالم . هي في الغالب الدول التي تسيطر على هذه الأجهزة المخابراتية ، وهذا ربما يفسر لنا سبب الاختلاف بين السياسات المعلنة لهذه الدول والسياسات غير المعلنة التي تنفذها عبر الاستخبارات.
ولأنه لابد من فاعل ومفعول لأي حدث ، فإن التوجيهات تصدر للشخوص المصنوعة بتوزيع الاتهامات هنا وهناك بعيدا عن الفاعل الحقيقي الذي يبقى دائما وراء الستار.
ومن هذا المنطلق فإنني أقف كثيرا أمام أي اتهام لأي جهة عن أي حدث ومن بينها الآن الاتهامات حول إسقاط الطائرتين الروسيتين وأحاث أخرى ، وأتركها جانبا وأبحث دائما عمن يقف خلف السار . والسؤالذي يطرح نفسه ، هو لماذا يفعلون ذلك ؟ إنها نزعة شيطانية تهدف لإعادة إحكام السيطرة على العالم بقيضة أشد إحكاما من الماضي تجاوزت الإقتصاد وعبرته إلى العقول والقيم .