مات محمود هاشمي شاهرودي يوم الاثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٨ مات الملا محمود هاشمي شاهرودي رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام وأحد أعلى وأرفع مسؤولي الفاشية الدينية الحاكمة في إيران نتيجة مرض في مستشفى طهران. وقد كان أحد أكثر المرشحين المحتملين لخلافة خامنئي في منصب الولي الفقيه.
فهاشمي شاهرودي كان أحد الملالي العراقيين ولد في عام ١٩٤٨ م في مدينة النجف وحصل على تعليمه هناك وتم إلقائه بالسجن مرة واحدة لمعارضته مع حكومة حزب البعث العراقي ولكنه شمل بالعفو وتم إطلاق سراحه وقام بإتمام دراسته وتحصيله.
أبوه سيد علي حسيني شاهرودي أحد مدرسي حوزة النجف وأمه تنحدر من قرى جنوب خراسان.
وقد قدم هاشمي شاهرودي إلى إيران بعد وصول خميني للسلطة تحت عنوان صلة وصل بين بعض الملالي النجف مع خميني.
وبعد عام ١٩٧٨ قام هاشمي شاهرودي في طهران بإطلاق تيار “جمعية رجال الدين المناضلين” و” المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق” بشكل متزامن وبعد ذلك تقلد مراتب أكبر من السلطة والقوة الدينية في إيران.
مناصب هاشمي شاهرودي أهم المناصب الرسمية والمعلنة لمحمود هاشمي شاهرودي في إيران هي عبارة عن: رئاسة المجلس الأعلى العراقي، ورئاسة السلطة القضائية في إيران، عضو في مجلس صيانة الدستور، نائب رئيس مجلس الخبراء في المرحلة الأولى، عضو جامعة مدرسي الحوزة العلمية في قم، رئيس مؤسسة” دائرة معارف الفقه الإسلامي وفقا لمذهب أهل البيت(ع)”، عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية و عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام. وأهم منصب له هو رئاسة الهيئة العليا لحل الخلافات وتنظيم علاقات القوى الثلاث حيث تسلم هذا المنصب في عام ٢٠١١ من قبل خامنئي.
وإلى جانب هذا العمل فقد أعطته رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام قوة وسلطات جامحة فهو مرجع من مراجع السلطة في الدكتاتورية الدينية في إيران.
نظرة لتاريخ هاشمي شاهرودي الإجرامي الملا محمود هاشمي شاهرودي كان أحد أكثر المجرمين وحشية من بين مسؤولي نظام الملالي حيث تولى رئيس السلطة القضائية التابعة لخامنئي لمدة عشر سنوات وأمضى على العديد من أحكام الإعدام التي لا حصر لها وفي نفس هذا المنصب كان له يد في قمع انتفاضة الشعب الإيراني في عام ٢٠٠٩.
الذراعان الإجراميتان لهاشمي شاهرودي خلال فترة رئاسة هاشمي شاهرودي للسلطة القضائية كان يعتبر القاضي السيئ السمعة سعيد مرتضوي “اليد اليمين” و والوكيل التنفيذي له.
وسعيد مرتضوي بصفته مدعي عام طهران كان جلاد كهريزك وقاتل زهرا كاظمي والعديد من الشخصيات المعارضة.
وفيما بعد اعترف مرتضوي في رسالة بقتل أمير جوادي فر ومحسن روح الاميني ومحمد كامراني الذين كانوا من معتقلي عام ٢٠٠٩ في كهريزك.
“اليد اليسار”لهاشمي شاهرودي أيضا كان الملا محسني المعروف بـ «آكل الأذن» الذي كان أيضا يعتبر أحد مجرمي نظام ولاية الفقيه وهو يتولى الآن منصب نائب السلطة القضائية.
هاشمي شاهرودي، عراقي أم إيراني؟! يوم ١٧ نوفمبر ١٩٨٢ قام خميني الدجال بتنصيب الملا محمود هاشمي شاهرودي كعراقي في منصب أول رئيس للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ووضع أيضا باقر الحكيم أيضا كمتحدث باسمه.
وقد حضر شاهرودي لقاءات عديدة في فترات مختلفة مع كل من خميني وخامنئي وكان يتمتع كليا بدعمهم في تنفيذ جرائم ضد الشعب والقوات العراقية التقدمية وأيضا مجاهدي خلق الموجودين في مخيم اشرف في العراق.
ومع تجميع المجلس الأعلى العراقي من قبل قوات الحرس خلال فترة الحرب الإيرانية العراقية أصبح اللواء الإرهابي المعروف باسم لواء بدر الذراع العسكري للمجلس الأعلى.
وهذه القوة الإرهابية كانت في البداية الذراع العسكري لتشكل معروف باسم مجلس قادة الثورة العراقية الذي تم تجميعه من قبل شاهرودي وأسر العراقيين الموجودين في إيران ( مجموعة مسماة بالأحرار).
لواء بدر كان مسؤولا عن الجرائم الطائفية والعرقية والإبادة وعمليات الاغتيال السياسي والطائفي التي لا تحصى في العراق.
وفي بعض الأوقات كان يأخذ أوامره من المؤسسات التابعة لشاهرودي. هاشمي شاهرودي شريك في قمع انتفاضة ٩ يوليو ١٩٩٩ في شهر سبتمبر ١٩٩٩ تم تعيين الملا هاشمي شاهرودي من قبل خامنئي تحت عنوان شخص إيراني كرئيس للسطلة القضائية.
ومنذ البداية سعى شاهرودي لإبادة الاحتجاجات الطلابية وبقية شرائح المجتمع وعلى الرغم من أن تعيينه لم يمضي عليه شهرين منذ بدء الانتفاضة الطلابية في ٩ يوليو ١٩٩٩ ولكنه سعى لاجتثاث وقمع الحركات الاجتماعية وخاصة الطلابية في كل نقطة استطاع الدخول لها ولم يتورع أبدا عن الاستمرار بجرائمه بحق الطلاب.
هاشمي شاهرودي معلم خامنئي وفقا لتصريحات مقربين من خامنئي وتسريبات محطات النظام الاستخبارية فإن الملا شاهرودي في أعقاب تعيين خامنئي في منصب الولي الفقيه بعد خميني فإنه كان يقدم له دروسا لفترات حتى يتمكن خامنئي الذي لم يكن قد أتم حتى تحصيل علومه الحوزوية على الأقل من الحصول على المراجع.
هاشمي المختلس لا يحتوي سجل وتاريخ هاشمي شاهرودي على الجريمة والقسوة فقط بل كان له يد طويلة في النهب والاختلاس أيضا.
وبما في ذلك عشية انتخابات رئاسة مجلس الخبراء في عام ٢٠١٤ كشفت الجريدة الأسبوعية “صدا” التابعة لعصابة رفسنجاني في عددها السادس والعشرين في أحد فقراتها عن الفساد المالي للملا هاشمي شاهرودي.
وكتبت هذه الجريدة الأسبوعية تحت عنوان قضية الفساد المالي لأحد قادة القوى الثلاث في الفترات السابقة مايلي: ووصلت” أخبار عن دراسة القضية” على لسان أحد المسؤولين رفيعي المستوى في القوى الثلاث خلال فترة رئاسة احمدي نجاد.
ووصلت معلومات عن اثبات وشواهد موجودة تدل على أنه خلال فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد تم أخذ ١٢٠ مليار تومان من ميزانية الهلال الأحمر حيث تم تخصيص مبلغ ١٠٥ مليار تومان منها لشراء محرك طائرة ومبلغ ١٥ مليار تومان تم إعطائها لهذا الشخص من أجل تكاليف ثقافية في العتبات.( المصدر موقع سحام نيوز ٤ مارس ٢٠١٦).
وكتبت وكالة الأنباء الحكومية مهر أيضا في تاريخ ٢٥ يوليو ٢٠١٣ نقلا عن ديوان محاسبات النظام حول مخالفات حكومة أحمدى نجاد: ” لقد تم تخصيص مبلغ ١٥٠ مليار ريال من حصة إحداث وترميم العتبات لمؤسسة الفقه ومعارف أهل البيت (ع) وذلك خلافا لقانون الميزانية”.
الجدير ذكره أن مؤسسة الفقه ومعارف أهل البيت كانت تابعة للملا هاشمي شاهرودي وذلك المال في الحقيقة كان يصب في النهاية في جيبه.
والجدير ذكره أيضا بأن موضوع وضع أموال وثيقة المتهمين في الحسابات الشخصية لرؤساء السلطة القضائية التي تم فضح ١٧٠٠ مليار منها على العلن في عهد الملا لاريجاني لم تكن متعلقة ب «لاريجاني» فقط وأكثر منه أي خلال كل فترة رئاسة هاشمي شاهرودي في السلطة القضائية وهذه الأموال كانت تصب في النهاية في حساب شاهرودي.
هاشمي شاهرودي تحت الملاحقة الدولية في تاريخ ١٠ يناير ٢٠١٨ كتبت رويترز: ” المسؤولون الألمان سيستمرون في تحقيقاتهم حول هل كان هاشمي شاهرودي قد ارتكب جرائم ضد الإنسانية.
وحينها أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أنه طالب ألمانيا باستصدار امر اعتقال فوري بحق هاشمي شاهرودي ومن المعلوم حينها أنه قد تم حجز ٧ تذاكر طيران لهاشمي شاهرودي ومرافقيه في رحلة إيران إير.
وكان ينوي مغادرة ألمانيا يون الخميس وحكم الاعتقال يجب أن يصدر من قبل محكمة الدستور الألماني.
وأضافت رويترز: طلب المجلس الوطني للمقاومة من برلين عدم السماح لهاشمي شاهرودي أن يغادر ألمانيا”.
واستطاع هاشمي شاهرودي خلال ما جرى بالاستفادة من الإمكانات الدبلماسية للنظام والدعم الخفي! أن يهرب من قبضة العدالة وعاد إلى إيران ولم يكن قد فرغ من نصف أعمال برنامجه المقرر.
هاشمي شاهرودي وقمع الفضاء الافتراضي أفاد تلفزيون شبكة خبر التابعة للنظام في ٥ يوليو ٢٠٠٩: ” هاشمي شاهرودي ومن خلال اصداره لائحة توجيهات قضائية كلف كل المناطق بالتعامل قضائيا بموجب مواد قانونالعقوبات الإسلامية مع الأشخاص الذين يتعاونون مع شبكات والفضائيات أو ينشطون في مجموعات الانترنت التابعة لهذه الشبكات
وأكد رئيس السلطة القضائية بأن القضاء سيتعامل بشكل جدي مع ظاهرة التوسع الكيفي والكمي لشبكات الفضائيات المعارضة للنظام.
هاشمي شاهرودي أحد رموز الفاشية الدينة الحاكمة في إيران الملا شاهرودي كان أحد أبرز رموز الثلة القلة الحاكمة في إيران حيث لم يكن هناك قانون ولا حتى قانون مصطنع من قبله يمنعه عن الدجل والجرائم والوحشية واستمر في رأس الدكتاتورية الدينية ولم يتورع عن ارتكاب الجرائم بكل وقاحة ودنائة.
نتائج موت شاهرودي مع موت محمود شاهرودي خسرت الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران أحد أهم مسؤوليها الذي كان أحد المرشحين المحتملين لخلافة خامنئي وهذا الأمر سيكون له تأثيرات سلبية وسيحدث انشقاقات كبيرة في الجهاز السياسي غير المنسجم وغير المتناسق.