لقد عرف فيروس سى بالوباء والقاتل الصامت فهو وباء لانه يصيب ما يقرب من 130الى و150 مليون شخص على الصعيد العالمي و تحتل مصر المركز الاول فى نسب الاصابة التى تعادل 10 اضعاف مثيلاتها فى اوروبا وامريكا و يتعرض الملايين من المصابين بعدوى مزمنة تؤدى الى تليف الكبد أو سرطان الكبد. و يموت نحو 500000 شخص سنوياً من جراء أمراض الكبد المرتبطة بالتهاب الكبد C الفيروسي.
و المشكلة التى تواجهنا دائما ان اغلب المصابين لا يشكون باى اعراض و لا يتماكتشافهم الا عن طريق الصدفة او بعد حدوث المضاعفات لهذا كان من الضرورى ان نوصى ان من اهم وسائل الوقاية من المرض و مضاعفاته هو الاكتشاف المبكر للحالات
و لكن اصبح الان من الممكن علاج مرضى فيروس سى بالادوية الحديثة المضادة للفيروسات التى اثبتت فاعلية كبيرة فى هذا المجال واصبح من الممكن تقليل الاصابة بخطر الوفاة من جراء سرطان الكبد وتليف الكبد.
منذ اكتشاف فيروس سى عام 1989 لم يكن هناك علاج سوى حقن الانترفيرون التى لم يتعدى معدل الشفاء بها اكثر من 10% و عندما تم اضافة حبوب الريبافيرين فى منتصف التسعينات لم تتعدى نسب الشفاء 40% و ظل هذه النسب ضعيفة على الرغم من تطوير النترفيرون ليكون حقنة اسبوعيا و ظل هذه العلاج هو المعتمد لعلاج فيروس سى لمدة 10 سنوات على الرغم من مضاعفاته الكثيرة و اعراضه الجانبية المتعددة التى كانت تمثل رحلة عناء و عذاب للمرضى
و لهذا و مع ازدياد شراسة المرض وانتشاره أولى العلماء جهدا خاصا للوصول الى نسب شفاء عالية عن طريق ادوية جديدة و اصبح هذا الحلم ممكنا عندما تم فى 2007 اكتشاف الحامض النووى للفيروس وتركيبه الجينى والانزيمات المسئولة عن تكاثره ومن ثم اصبحت الفرصة سانحة لانتاج اول علاج عن طريق الفم مضاد مباشر للفيروس فى 2009 و توالت الاتجارب ولابحاث حتى ظهر فى عام 2013الدواء الشهير سوفوسبوفير (سوفالدى) و تم اعتماده من منظمة الغذاء والادوية الامريكية و كان هذا نصر جديد فى معركة الانسان ضد المرض
و تدفق اكتشاف الكثير من الدوية الاخرى واصبح الان هناك اكثر من دواء له فاعلية كبيرة ودرجة امان عالية واعراض جانبية اقل هذه الرحلة من رحلات الصراع مع المرض تكللت بنجاح و اصبحنا بعد ان كنا نصاب بالحزن والياس عند الحديث عن علاج فيروس سى اصبحنا نشعر بالنصر و الامل
