كتب _اشرف المهندس
” أحـب الصالحيـن ولسـت منهـم
لعلـي أن أنـال بـهـم شفـاعـة
وأكـره مـن تجارتـه المعاصـي
ولـو كنـا سـواء فـي البضاعـة
يخاطبنـي السفيـه بكـل قـبـح
فأكـره ان أكــون لــه مجيـبـا
يزيـد سفاهـة فـأزيـد حلـمـا
كعـود زاده الإحـراق طيـبـا
شكوت إلى وكيـع سـوء حفظـي
فأرشدني إلـى تـرك المعاصـي
وأخبرنـي بـأن العـلـم نــور
ونـور الله لا يـهـدى لعـاصـي
علـي ثيـاب لـو يبـاع جميعهـا
بفلس لكان الفلس منهـن أكثـرا
وفيهن نفس لـو تقـاس ببعضهـا
نفوس الورى كانت أجل وأكبرا
وما ضـر السيـف إخـلاق غمـده
إذا كان عضبا أين ما وجهته فرى
نعيـب زماننـا والعيـب فيـنـا
ومـال زماننـا عـيـب سـوانـا
ونهجو ذا الزمـان بغيـر ذنـب
ولـو نطـق الزمـان لنـا هجانـا
وليس الذئب يأكـل لحـم ذئـب
ويأكـل بعضنـا بـعـض عيـانـا
تموت الأسود في الغابـات جوعـا
ولحـم الضـأن تأكلـه الـكـلاب
و عبـد قـد ينـام علـى حـريـر
وذو نسـب مفارشـه الـتـراب
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقـه جيـف
وتستقـر بأقصـى قاعـه الـدرر
وفي السماء نجـوم لا عـداد لهـا
وليس يكسف إلا الشمـس والقمـر
أخي لـن تنـال العلـم إلا بستـة
سأنبيـك عـن تفصيلهـا ببـيـان
ذكاء وحـرص واجتهـاد وبلغـة
وصحبـة أستـاذ وطـول زمــان
قالو سكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجواب لبـاب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرفا
وفيه أيضا لصون العـرض إصـلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة
والكلب يخسى لعمري وهو نبـاح
وعيناك إن أبدت إليـك معايبا
فدعها وقل يا عين للنـاس أعيـن
فلا ينطقن منـك اللسـان بسـوءة
فكلـك سـوءات وللنـاس ألسـن
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
ودافع ولكن بالتي هـي أحسـن “