قرأت لك

من ذاكرة التاريخ ومن كتاب (كيف قتل فاروق)

احجز مساحتك الاعلانية

كتب _اشرف المهندس
«هل قتل إبراهيم بغدادي الملك فاروق عام 1965 بأن كلف إحدى عشيقات فاروق بوضع سُم الأكونتين له في كأس الشمبانيا مقابل مليون دولار؟
ولماذا عمل إبراهيم بغدادي جرسونًا لمدة 3 سنوات في المطعم الذي كان يتردد عليه الملك فاروق؟
وما هي تفاصيل الليلة الأخيرة في حياة الملك فاروق كما رآها بغدادي المعروف برجل الصناديق؟
وهل كانت مكافأة (بغدادي) على قتل الملك فاروق تعيينه محافظًا للمنوفية بعدها بشهور؟ ومن هن عشيقات الملك فاروق وما الذي عرفه (بغدادي) منهن عن العجز الجنسي للملك؟».
هذه الأسئلة المذكورة كانت محور الاهتمام فى كتاب «كيف قتلت الملك فاروق!»، حيث الاسئلةعلى إبراهيم بغدادي، أحد «أخطر» الضباط الأحرار في ثورة يوليو 1952.
وتوفي «بغدادي» عام 2009، بعد رحلة معاناة مع المرض عن عمر ناهز 84 عامًا، وهو حاصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية وليسانس آداب قسم صحافة‏، وعمل ملازمًا بسلاح المشاة بعد تخرجه ومراسلًا لـ«أخبار اليوم» في الفالوجا‏، ثم في المخابرات الحربية بالإسكندرية‏، ومحافظا للمنوفية‏، ثم كفر الشيخ‏، والمنيا وأخيرًا القاهرة‏.‏
و الهدف من الكتاب «لم يكن الإساءة أو التشهير بشخص بعينه»، مؤكدًا أن يريد «كتابة التاريخ بصدق ودون تزييف» لأنه وفقًا لرأيه «تاريخ الشعوب المتحضرة ليس بلازم أن يكون كارت بوستال جميل وأنيق مصقول أو تورتة تحلى بأجمل الفواكه والزهور».
وتقديمة الكتاب ، الصادر عن دار نشر «هاتييه» بمناسبة ذكرى ميلاد الملك فاروق في 11 فبراير 1920.
في عام 1945، كان إبراهيم بغدادي الأول على دفعة الكلية الحربية فاستدعاه الملك فاروق للقائه في قصر رأس التين بالإسكندرية، حيث اعتاد على مقابلة الثلاثة الأوائل من كل كلية.
وعندما بدأ «بغدادي» سرد تفاصيل أول لقاء له مع الملك فاروق إن «الملك فاروق كان فعلًا قدوة لشباب مصر عام 1945، وكان مثالًا للوطنية، التي كنا نأمل أن تستمر»، معتبرًا أنه «كان في شبابه الأمل الذي يمكن أن ينتشل مصر من براثن الاستعمار البريطاني»
ويحكي «بغدادي» أنه «كان هناك آنسات من خريجي الجامعة وحتى من خريجي المدارس الثانوية والتجريبية مثل كلية البنات في الزمالك في ذلك الوقت» يحضرن هذا اللقاء.
«كان الملك فاروق يقيم عادة حفلًا لتكريم أوائل الطلبة في الجامعات والكليات العسكرية، وكان هذا تقليدًا أحب أن أوضحه للأمانة التاريخية، فهذه المبادرة من الملك لتكريم أوائل الخريجين لم تكن فكرة الملك أساسًا ولكنها كانت فكرة بعض المحيطين به من المصريين المخلصين، الذين يفكرون في خدمة مصر حقيقة، وهم الذين أقنعوه بأن يتبنى نشاط شباب مصر، ولهذا السبب أنشأ ما سمي بكأس فاروق، حيث كانت تتبارى عليه الكليات الجامعية والعسكرية في جميع الألعاب الرياضية».. يقول بغدادي، الذي يتذكر المشهد الذي حضره كبار رجال الدولة في حديقة قصر رأس التين.
ولم يخلُ مشهد مصافحة الملك فاروق وتناول الشاي في حضرة الطلاب المتفوقين من واقعة طريفة رصدها بغدادي بقوله: «أحد المتقدمين في الترتيب في التخرج في كلياتهم كان يرتدي بدلة وقميصًا من غير كرافته، وكانت التقاليد في ذلك الوقت لا تسمح بأن يقابل أي إنسان جلالة الملك دون بدلة وطربوش وكرافته، وحين وصل الملك فاروق إلى هذا الطالب قال له: (إنت مش لابس كرافته ليه؟!)، فأجاب الطالب على الملك قائلًا: (علشان ماعنديش يا مولانا فلوس أجيب بيها كرافته)».
وجاء رد الملك فاروق بأن نادى على أحد الأمناء في القصر وقال له: «اطلع هات تلات كرافتات من فوق.. من الكرافتات بتوعي»، فيما يضيف بغدادي أن الملك توجه بالحديث إلى الطالب عندما أتت له الكرافتات، قائلًا: «خد البس كرافته».
وقال الطالب للملك: «طيب لما الكرافتات دي يقدموا ويدوبوا أعمل إيه؟!»، فأجابه فاروق: «أبقى أعطى لك غيرهم»، بينما يعلق بغدادي: «هذا هو الملك فاروق قبل عام 1945، كان لا يزال شابًا نظيفًا لم يلوث بعدد من الألقاب السياسية.. وكان يتجاوب مع روح الشباب الطموح، الذي كان يرغب في مستقبل مشرق لمصر في ذلك الوقت».
ويرسم «بغدادي» مشهد لقائه مع الملك فاروق، فيقول: «صافحني ووقف معنا وتحدث مجرد كلمتين، لكن هذا كان قطعًا في ذلك الوقت كان مدعاة إلى الفخر أن يقابل جلالة الملك فاروق ضابطًا حديث التخرج أو طالبًا ويتحدث معه في تبسط حتى ولو كان ذلك مجرد كلمة أو كلمتين، كأن يقول لك مثلًا: مبروك.. إزيك.. وغيرها من كلمات المجاملة والثناء».
ويبرر «بغدادي» رأيه بما سماه «المجد الوطني الذي كان موجودًا، والموقف الذي اتخذه الملك من جهة الانتماء لشعب مصر، وما كانت تنشره الصحافة وأجهزة الإعلام في ذلك الوقت عن كرم الملك واحتضانه للشبيبة المصرية».
ومنح الملك فاروق سيف الشرف إلى «بغدادي» لتفوقه وهنأه لكونه الأول على دفعته فكان رد «رجل الصناديق»: «الله يبارك في جلالتك»، مؤكدًا أن فرط إعجابه بشخصيته كان أيضًا محل تقدير وإعجاب من الجيش المصري في ذلك الوقت ولا يستطيع إنكار ذلك.

 

Related Articles

Back to top button