ناصر ميسر لن نتحدث عن اللصوص الذين ينتظرون اي حالة فوضى ليقتنصوا مواداً غذائية من متاجر دمر الزلزال ابوابها وشقق جدرانها ..فأتيح للصوص فقراء او تجاراً او نهازي فرص ان يسرقوا من ابوابها المشرعة ما يمكن حمله الى منازلهم او لبيعه او لمبادلته هؤلاء اللصوص هم ابسط المستفيدين من نكبات الناس … نحن نتحدث عن المستفيدين الكبار في السياسة بدءا من ثلاثة قوى متداخلة مع بعضها في السياسة وفي الامن وفي تبادل المصالح ١- رجب طيب اردوغان الذي احسن التعامل مع كارثة الزلازل التي اسفرت عن قتل عشرات آلاف الساكنين في تركيا ومعظمهم من الاتراك ، فما ترك منطقة منكوبة الا وزارها واستنفر كل امكانات ألدولة لنجدة المنكوبين وانقاذ من يمكن انقاذه من تحت الانقاض ، وتحول انقاذ طفل او امرأة امام انظار العالم ،التي تسمر منه الملايين امام المرئيات لمتابعة عمليات الإنقاذ الى تعاطف شديد من كل الدنيا فإنهالت المساعدات على تركيا ، وحصد اردوغان تعاطفين : الاول هو تعاطف عالمي الثاني هو تعاطف داخلي مع ألرئيس الذي ظهر بحالة وجدانية انسانية مع المنكوبين ومع اهالي الضحايا ( اذا بقي للضحايا اهالي ولم يقتلوا تحت الانقاض ) والاهم من ذلك ان اردوغان بوعيه او من دون وعيه ، قد يرى ان الزلازل التي تترى على بلاده ، يمكن ان تعطيه فرصة وحقاً في تأجيل الانتخابات الرئاسية المقرر ان تجري في شهر / مايو المقبل . ومن يدري كيف سيتحول مزاج الناخب التركي .. نتيجة هذه الزلازل؟ وكيف يصبح التعامل الرسمي لحزب اردوغان مع هذه المصائب ( اذا احسنوا التعامل ) جواز مرور لإعادة انتخاب زعيمهم رئيسًا للجمهورية من جديد ؟ ٢- بشار الاسد الذي قطف اولى ثمار الزلزال تجميداً اميركياً لقانون قيصر الذي فرض حصارا على نظامه منذ عدة سنوات . الامر الآخر ان المساعدات التي وصلت الى مطاري دمشق الدولي وحلب كذلك تحولت بمعظمها وبأوامر من بشار شخصياً الى منطقة الساحل السوري حيث الاغلبية العلوية التي ينتمي اليها الاسد وهي تحكم سورية بكل الوسائل التي تضمن لآل الاسد السيطرة الكاملة على مقدرات السوريين وحياتهم منذ نحو ثلاثة ارباع القرن .. من دون ان ننسى صور المساعدات الخارجية التي اظهرت بيع الكثير منها على ارصفة مدن الساحل ، وهو امر لا يقدر عليه إلا شبيحة النظام وما وصل من مساعدات انسانية عن طريق البر تم تحويل معظمه الى قوات ماهر الاسد التي فتحت معسكراتها ومخازنها للمواد الغذائية والاغطية الثقيلة والادوية وغيرها ، وحصلت اسماء الاسد على نصيب مهم من هذه المساعدات لجمعيتها المزعومة . ولا ننسى مسارعة انظمة عربية لدعم بشار الاسد سياسياً ايضاً بحجة مساعدة ألشعب السوري المظلوم للتخفيف من اضرار الزلزال ٣- داعش هو المستفيد الثالث من آثار الزلازل في تركيا وفي سورية .. لأن الفوضى الناتجة عن الكارثة اللاإنسانية اتاحت لمجموعاته ان تتحرك بشكل تلقائي خصوصا على الحدود التركية - السورية وخصوصاً داخل سورية وبالأخص في مناطق سيطرة تنظيم قسد الكردي ومعسكراته وسجونه التي نجحت مجموعات داعش في الهرب من بعضها وفي حرق بعضها لإخراج معتقلين ال دواعش منها ، وفي اعادة تنظيم المقاتلين الذين كانوا لجؤوا الى الصحاري والهضاب البعيدة في صحراء تدمر وبلدية حمص ..