من البانتيون إلى طهران: دومينيك آتياس تدعو إلى إنهاء القمع والإعدامات في إيران

في أجواء رمزية بالقرب من البانتيون في باريس، ألقت المحامية دومينيك آتياس، نائبة رئيس نقابة المحامين في باريس والرئيسة السابقة لمجلس نقابات المحامين في أوروبا، كلمة مؤثرة خلال مؤتمر نظمته بلدية الدائرة الخامسة في العاصمة الفرنسية، عبّرت فيها عن دعمها الكامل للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، ودعت إلى إنهاء الإعدامات وانتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها النظام الإيراني.
وفي مستهلّ كلمتها، استحضرت آتياس إرث فرنسا في إلغاء عقوبة الإعدام، مستشهدة بوزير العدل الراحل روبير بادينتر الذي ألغى هذه العقوبة في عام 1981، واعتبرت أن النضال ضد الإعدام في إيران هو امتداد لهذا الإرث الإنساني. كما وجّهت انتقادًا شديدًا للنظام الإيراني الذي يستخدم الإعدامات العلنية والتعذيب كأدوات ترهيب سياسي واجتماعي.
وأكدت أن هذه السياسات لا تمثّل فقط انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، بل تهدف إلى خنق أي حراك احتجاجي أو صوت معارض داخل إيران.
إشادة بدور المقاومة الإيرانية ومريم رجوي
أشادت آتياس بدور المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والسيدة مريم رجوي، معتبرة أن رؤيتها الديمقراطية الواضحة تمثل الأمل الحقيقي لشعب يرزح تحت دكتاتورية دينية. وقالت إن برنامجها المكوّن من عشرة بنود، لا سيما في دعوته لإلغاء الإعدام وضمان حرية المرأة وفصل الدين عن الدولة، يجب أن يحظى بالدعم الدولي.
وأضافت أن النساء الإيرانيات، لا سيما السجينات منهن، اللواتي يواجهن التهديد بالإعدام ويخضن إضرابات عن الطعام، يجسدن “إرادة لا تقهر”، تستحق التقدير والدعم الكامل.
كشف جرائم النظام الإيراني
في سياق حديثها عن الجرائم المرتكبة من قبل النظام، أشارت آتياس إلى مجزرة عام 1988، التي أُعدم فيها نحو 30 ألف سجين سياسي، معظمهم من أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وقالت إنها لم تكن على دراية بهذه المجزرة حتى عام 2016، واعتبرت أن جهود المقاومة الإيرانية في فضح هذه الفاجعة كانت حاسمة في وعيها بالقضية.
تضامن مع 1000 رئيس بلدية فرنسي
خصّت آتياس بالشكر أكثر من 1000 رئيس بلدية فرنسي أعلنوا تضامنهم مع حملة “لا للإعدام في إيران”، ورفضوا حملة التشويه التي يشنّها النظام لتصوير المعارضة الإيرانية كمنظمة إرهابية. ورأت أن هذه الخطوة ترسل رسالة واضحة لطهران مفادها أن المجتمع الدولي لن يصمت بعد الآن أمام الجرائم المرتكبة بحق الشعب الإيراني.
ودعت إلى دعم المواقف الدولية، بما في ذلك قرارات البرلمان الأوروبي وتوصيات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الرامية إلى وقف فوري للإعدامات في إيران.
“تحيا إيران الحرة”… نداء عالمي للحرية
في ختام كلمتها، وجّهت دومينيك آتياس رسالة تضامن قوية قائلة:
«تحيا إيران الحرة، تحيا النساء الإيرانيات، يحيا الشعب الإيراني»
وأضافت:
«هذه ليست مجرد كلمات؛ إنها نداء من القلب ومن الضمير، ومن واجبي كحقوقية وكإنسانة أن أوصل صوت المقاومة الإيرانية إلى العالم».