بقلم / خالد الترامسي
ماذا يريد كلا منا لمجتمعه ، وبعبارة أدق من الأخر عاوزين إيه ؟! أرجوا منكم أن تلتمسون لي الأعذار فأنا أتجرد من هواجس النفس لأسبح معكم في مكنونات أنفسكم ، ويا ليتنا صرحاء مع أنفسنا لعلت وتسامت عندنا نوازعنا نحو الإندماج بعوالم الشرور التي أحاطت بنا وتعلن سيطرتها الكلية علينا ، ولا أحدا منا يستطيع أن يتجاهلها ، فهي ماضية منا مضي سيطرة الأسود من فرائسها .
وأحسب فيكم هذا التجرد أيضا إيمانا مني بطيب وسلامة نواياكم ، تعلمت أن لا أعير لليأس إهتمامي فلاذت نفسي إلي الفرار منها لتتعلم الصبر علي السيئ من الأمور وراحت نفسي تواقة إلي إستشراف عالما من الرومانسية يجعلنا نعيش فضائل الأعمال .
وأعود إلي ما بدأت به حواري ماذا يريد كلا منا لمجتمعه ؟ وألتمس العذر مرة أخري علي عفوية لساني وذاك ثقتة مني في أنكم سوف تغتفرون لي ذلاتي ، ولكن حب هذا الوطن وحلمي بأن يكون أفضل الأوطان قاطبة هو ما يدفعني إلي ولوج هذا السبيل لعله يكون تنبيها لغفلة أصابتنا ببلادة في مشاعرنا نحو هذا الوطن العظيم فبات الواحد فينا لا يكترث بهموم وطنه ولا يعبأ بمشكلاته ومصائبه .
جلنا يريد بالطبع الخير لوطنه ، جلنا يريد لها الإستقرار والرفعة ، جلنا يفتدي وطنه بنفسه وماله ، ولكن هناك فئة قليلة جبلت علي إصطناع الأزمات والشرور وأصبحت حرفة تتكسب منها ريثما يحلوا لها ، فأصبحت تقلب أبناء الوطن الواحد بل والعرق الواحد تدلس علي هذا وذاك كما يفعل الشيطان بوساوسه التي تجري من الإنسان في مجري الدم ، وحسبنا أنهم لنا مفضوح أمرهم .
ولكن لماذا يستلهم هؤلاء فكرة ومضمون الشر مع أنها مغايرة لطبائع النفوس ، أري أنه البعد عن الله وعدم الإلتزام بأومره ونواهيه ، أخذهم بريق الحياة وزخرفها الزائف ، طارت خيالاتهم إلي أفاق بعيدة فثقلت قلوبهم عن ذكر الله ، دفعهم الغرور والخيلاء إلي إستحسان أعمالهم بل دعوني أقول جرائمهم فباتوا لا يستطيعون التفرقة بين الحرام والحلال .
ما عادوا يستطعمون شيئ هم من أنفسهم شرا لأنفسهم جعلوا أجسامهم وقودا لها، فتهاوت أنفسهم إلي مواطن الهلاك .
في تلك الأيام أدعوك إلي الإبتعاد عن فرق الضلال فالأمور جد واضحة ، ومصرنا في أمس الإحتياج إلي تكاتفنا وصبرنا فلا تكونوا معاول هدم لأوطانكم فأنتم عدة وذخيرة عالمكم العربي والإسلامي .