الأدب و الأدباء

من أجل قلبها عشقت كلبها ثلاث قصص قصيرة جدا

احجز مساحتك الاعلانية

 

بقلم : ياسر عامر
ما هذا ؟ يا نفسي ارجو ان يتسع صدرك لي، كما عودتيني دائما، فانتي تعلمي أني قرات وسمعت عن أنواع مختلفه من الحب، وحفظتها عن ظهر قلب، العديد من قصص الحب والرومانسية المشهورة، باعتبارها دربا من الخيال والأساطير، وتحكي من أجل التسلية ايام ما كان هناك وقت فراغ في عدم وجود ملهيات ومشغلات لناس مثل التليفزيون بمحطاته، والراديو، والانتر نت، بوسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي، القائمه عليه، وتعلمي أنني ولم أقتنع بمجنون” ليلي”، الذي تركته ليلي عشان صايع وضايع طبعا ولا يمتلك نقودا يشتري بها خشب لاشعال نار التدفئة، وراحت اتجوزت شخص يستطيع أن يحقق لها طموحاتها آن ذاك.
وتعلمي أني لست مقتنعا أيضا ان “عبلة” تستحق أن يخاطر “عنترة” بحياته من أجل الحصول على ألف من النياق الحمر لمهرها، فلو كانت تحبه حبا حقيقيا لكانت هربت من أهلها واستقرت معه في أي خيمة تجمعهم مع بعض الماعز والخراف كمشروع صغير يدر عليهم ربح.
ولكي أن تعلمي أنني لم أكن في مراحل شبابي الأولي من الذين وقعوا في الحب التقليدي فأحب بنت الجيران مثلا الحمد لله، فقد كان الجيران ما يتعاشروش واضطرينا لبيع البيت والسكن بمكان آخر، لم يكن فيه بنات جيران لأقع في حبهن، ولكني مررت بمراحل حب بعيده عن مرحلة حب بنت الجيران، وعايشت بعض قصص الحب الغريبه ساحكيها لكي الاولي أن زميلا لي كان يحب بنت الجيران ولا يستطع البوح لها بحبه لاسباب كثيرة منها المستوي الإجتماعي، والحالة الإقتصاديه، والمرحلة العمرية حيث كانت من عمره تقريبا والخطاب يتوافدون لجمالها، وعائلتها الكبيرة، حيث كان والدها طبيبا مشهورا، وزميلي هذا الحزين والده نجار، وهو طالب بمرحلة الجامعة، اي ما زال مستقبله لم يتضح بعد….. ولكن الحب تملك منه وكنت أري دموعه الصادقه فعلا، عندما يري من خلال وجوده بورشة والده التي تقع امام بيتها مباشرة خطاب ينزلون من السيارات الفارهة حاملين الهدايا والتورت والحلويات، ويفرح صديقي هذا عندما يري الخطاب ينصرفون بدون سماعه للزغرودة المعتادة، فيتأكد أنها لم توافق، ولست أدري كيف استطاع ان يوهم نفسه أنها رفضت لانها تبادله نفس الشعور،رغم عدم البوح لها بشعوره، وأنها تنتظر ويدها على خدها هذا المأسوف على شبابه ليتقدم لها، والغريب ان صديقي هذا كان يحب كلبها حبا لم اره من قبل، فكان عندما يراه يقف بالباب يجري عليه، ويقبل يداه ورجلاه، ويملس على شعره الناعم، بل يعانقه وتظل اصابعه تداعب شعر هذا الكلب الصغير، حتي تمكن منه العشق لحد أنه يقبله من فمه، وأغمضت عيني حينها حتى لا أراه وهو يحاول أن يلعق لسانه أيضا ، في مشهد رومانسيا بليغا مقرفا، لم نعتد نحن كمصريين عليه، وكنت دائما أتسائل أمن اجل قلبها تعشق كلبها؟وكان يرد دائما: نعم.
و كانت فلسفته ومبرراته أنه عندما يعانق كلبها، يحس انه يعانقها هي ، ويشتم رائحة البرفين الذي يعلق بشعر الكلب، من ملامسة يدها له وهي تحمله، ويقبل يده وفمه احتراما للكلب الذي فاز بحبها وتفوق عليه، وكان يحسد الكلب لانه يراها ويبقي معها طوال اليوم، بل كان يتمني أن يسخط كلبا ليكون بالقرب منها، وكنا نسمعه ونراه يهمس في أذن الكلب وكأنه يبلغه رساله لحبيبته متوقعا ان يتأثر الكلب ويشفق عليه ويقوم بتوصيل رسالة العشق لصاحبته.
ولكن الكلب لم يفعل وتمت خطبة الفتاة لشاب وسيم وثري، ورايت بأم عيني هذا العريس اللقطه، وهو ينهر صديقي ويوبخه ويمنعه من تقبيل الكلب خوفا عليه من انتقال العدوي( الكلب طبعا وليس صديقي).
والقصة الثانية يا نفسي هو نوع أخر من انواع العشق العصري لزميلا جامعيا وقع في حب زميلته، ولاحظت أنه دائما يحمل بجيبه علبة” لبان” ويصر ان تقوم تلك الفتاة بمضغها وينتظر طوال اليوم نهاية اليوم الدراسي، ليأخذ منها “اللبانه الممضوغه” والسبب غريب جدا وهو أنه يقوم بمضغ تلك اللبانه حتي صباح اليوم التالي، والغريب ان صديقي هذا كان يحلم بتلك الفتاة في اي يوم يضع اللبانه في فمه، وانتهت القصه عندما نهرها أحد الأساتذه لمضغها اللبان أثناء المحاضرة، وطردها ومنعها من الحضور، مماجعلها تتشائم من صديق هذا ولكنها ذهبت لمكتب المدرس هذا لتعتذرله فقبل اعتذارها وتزوجها، وكانت اللبانه سببا في زواجها وهجر الحبيب والغريب أن صديقي هذا كان يحتفظ بعلبة كبيرة بها أكياس من اللبان الممضوغ كتب على كل كيس بدقه اليوم والشهر والتوقيت الذي تم فيه المضغ .
والقصة الثالثة، لصديق أحب بائعة اللبن التي كانت تأتي الي بلدتنا من أحدي القري الصغيرة، المجارورة لنا راكبة على حمارها وحافية القدمين، وكان يجمع من مصروفه، ويستلف منا أحيانا، ليشتري اللبن من بائعة اللبن الحافية، ويعطي لنفسه الفرصة، لمعانقة حمارها ، وأخذه لتقديم واجب العلف والماء، أثناء قيامها ببيع اللبن لشقق العمارات بالحي الذي يسكن به، وكنت أري الفرحه في عيون الفتاة الصغيرة واظنها سعيده بوجود الحمارين في حياتها.
إنهاء الدردشة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى