بعد أکثر من 4 عقود من سياسة اللف والدوران و الاحتيال والخديعة التي استخدمها ويستخدمها نظام الملالي مع المجتمع الدولي، والتي کان من خلالها يقوم بإستغلال عامل الزمن لصالح برامجه ومخططاته المشبوهة، يبدو أنها وبعد ماقد تمخض عن الانتفاضة الشعبية الاخيرة وعن آثار وتداعيات الحرب المدمرة في غزة، قد أوصلته أخيرا الى مفترق طرقات تکتنف معظمها الضباب والغموض.
هذا النظام الذي تمادى کثيرا في جرائمه وإنتهاکاته لحقوق الانسان وتدخلاته السافرة في بلدان المنطقة وتصدير التطرف والارهاب، وبعد أن إستنفذ المجتمع الدولي مختلف الخيارات المطروحة أمامه للتعامل و التعاطي معه لحل الإشکالات المختلفة العالقة معه ولاسيما فيما يتعلق ببرنامجه النووي الذي يماطل فيه ويواصله سرا، من المهم جدا أن يتم التفکير في سياسة ونهج دولي جديد للتعامل معه وعدم الاستمرار في التعامل المبني طوال الاعوام السابقة والتي من الواضح جدا إنه کان في ولحد الان في صالح هذا النظام.
التشديد والتضييق على النظام الايراني من جانب المجتمع الدولي، تشاء الاقدار أن يصادف مع مرحلة يعاني فيها هذا النظام من العديد من المشاکل والازمات الحادة على مختلف الاصعدة خصوصا على الصعيد الداخلي ولاسيما بعد إنتفاضة سبتمبر2022، حيث إزداد الرفض الشعبي لسياسات النظام وإتسعت الهوة بين النظام وبين الشعب بحيث أن العديد من قادة النظام باتوا يتخوفون من هذه المسألة ويطالبون بإيجاد حل مناسب لها قبل أن تتفاقم الامور و تصل الى نقطة اللاعودة ولاسيما فيما يتعلق بالفساد الذي تجاوز کل الحدود المألوفة، لکن، وفي ظل عدم الوضوح والضبابية التي تحيط بأوضاع النظام المختلفة وبمصيره الذي يتجه نحو الغموض أکثر من أي وقت آخر، فإن خيارات الملالي المتاحة لحل ومعالجة الاوضاع الاقتصادية الداخلية ستکون قليلة جدا بل وحتى تقترب من حافة المستحيل، والذي يدفع للإعتقاد بأن خيارات النظام ستضييق وتضييق أکثر فأکثر هو ميل المجتمع الدولي الى عدم الاطمئنان لهذا النظام والتشکيك في سياساته ولاسيما بعد أن بات موضوع إدراج جهاز الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب والذي طالبت به المقاومة الايرانية، يتم طرحه والمطالبة به في مختلف الاوساط والمحافل الدولية.
المقاومة الايرانية التي طالبت المجتمع الدولي دائما و حثته على إتباع سياسة متشددة مع النظام الايراني وأکدت مرارا وتکرارا من أن هذا النظام لايفهم و لا يمکن أن يتم التعامل والتصرف معه إلا بمنطق واسلوب القوة، أکدت أيضا بأن الحل لايکمن في ممارسة الضغوطات السياسية والاقتصادية الدولية لوحدها فقط على الرغم من تأثيرها، وانما يجب أن يشفع ذلك بدعم ومساندة عملية النضال والمواجهة للشعب الايراني والمقاومة الايرانية في النضال من أجل الحرية والجمهورية الديمقراطية إذ أن إغناء الموقف الدولي المتشدد من النظام بهذا البعد الاضافي المهم والحساس جدا سيکون من شأنه جعل العقوبات في منتهى التأثير ويعمل على تحقيق أهم هدف أساسي يخدم الامن والسلام العالمي، وهو التغيير الجذري في إيران.