ملفات خطيرة جدا :- الشيعة والإخوان أئمة الشر وجهين لعملة واحده اختلاف فى الشكل وتطابق فى المواقف
كتب عصام الخطيب
جماعة الإخوان الإرهابية منذ بدايتها وظهورها وهى دائما تبحث عن تحالفات تدعم فكرتها السياسية وتؤمن بها، وهو ما تحقق مع الثورة الإيرانية الخمينية في نهاية السبعينيات والتي قامت على أساس دينى لإقامة الخلافة الإسلامية.
وقبل الثورة الخمينية بسنوات طويلة كانت هناك اجتماعات ولقاءات مستمرة بين قيادات الإخوان وضع حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان.
حسن البنا والشيعه والمد الشيعى فى العالم الاسلامى
و أول من وضع حجر الأساس لـ«تقارب إخوانى – شيعى» في عام 1947 سعيا منه في التقريب بين المسلمين من السنة والشيعة، هو مرشد الاخوان الارهابيه الشيعيه الماسونيه عبر مقولته الشهيرة التي قالها حين زار وفد إيرانى «شيعى» مقر المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين وضم الفقيه الشيعى «محمد تقى القمى»، قال: اعلموا أن أهل السنّة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، وهذا أصل العقيدة، والسنّة والشيعة فيه سواء وعلى التقاء، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما.
تأكيدا لذلك يقول محمود عبد الحليم عضو اللجنة التأسيسية للإخوان: «كانت الطائفة الشيعية على كثرتها تعيش في عزلة تامة عن أهل السنة.. كأنهما من دينين مختلفين.. مع أن هذه الطائفة تضم قوما من أكرم العناصر المسلمة ذات التاريخ المجيد والغيرة على الإسلام والذود عن حياضه».. وأضاف: «وقد رأى حسن البنا أن الوقت قد حان لتوجيه الدعوة إلى طائفة الشيعة، فمد يده إليهم أن هلموا إلينا.. ولو كانت الظروف قد أمهلت حسن البنا لتم مزج هذه الطائفة بالطوائف السنية مزجا عاد على البلاد الإسلامية بأعظم الخيرات
وفى ذات النطاق يستطرد سالم البهنساوي أحد مفكري الإخوان: منذ أن تكوَّنت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي أسهم فيها الإمام البنَّا والإمام القمي- والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة، وقد أدَّى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي سنة 1954 للقاهرة، ثم قال: “ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين تُؤدِّي إلى هذا التعاون“.
حيث قوبل نواب صفوي بترحاب وحماس شديدين من قبل الإخوان، الذين أرادوا توطيد علاقتهم بهذه الحركة الشيعية الإيرانية المناهضة للشاه في تلك الفترة،واستمرت العلاقات بين الجانبين طول حكم الشاه، وعقب الثورة كان الإخوان أول المؤيدين لها؛ ما أتاح فرصة لقبول ظهور جماعة الإخوان في إيران- بدا مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران ووصول رجال آية الله الخميني المتأثر بأفكار الإمام حسن البنا وسيد قطب إلى سدة الحكم؛ مما شكلت طهران دعما قويًا لجماعة الإخوان.
وتوجد بين الإخوان ونظام رجال الدين الحاكم بإيران العديد من القواسم المشتركة في مقدمتها التنظيم والكفاح السياسي، وهو الطريق إلى إعادة إحياء الأصل الإسلامي وبنائه من جديد، والنظرة إلى الحضارة الغربية بصفتها حضارة متقدمة ماديًا ومتخلفة روحيًا، وأن الإسلام هو صاحب رسالة عالمية ومؤهل لقيادة العالم.
سيد قطب ودوره لدعم الثوره الشيعيه
سيد قطب والذي يحظى بحب وشعبية كبيرة في إيران دفعتها لمحاولات التدخل لرفع حبل المشنقة من على رقبته بعد صدور حكم بإعدامه في القضية المعروفة بالتنظيم الخاص 1965 والتي خططت لعمليات إرهابية كان على رأسها قطب ووفقا لقيادات إيرانية فإن كتب قطب اعتمد الخمينى عليها في التنظيم لقيام الدولة الإسلامية واعتبرت هي التنظير الأساس لقيام الدولة الإسلامية وطبيعة المجتمع المسلم كما سبق وكانت هناك اتصالات وعلاقات قوية بين الإيرانيين وسيد قطب.
كما أن كتب سيد قطت وتحديدا «في ظلال القرآن» كان أكثر الكتب تداولا في إيران بعد الثورة ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ذهب فيها «معالم في الطريق» إلى إيران وهو يحث الخطى، بل كان قد ذهب إليها بعد عام 1966، عندما تمت طباعة الكتاب في بيروت، وكان لهذا الكتاب رواج كبير وسط أهل الشيعة، بحيث لم يعرف أحد كتابا صادرا من كاتب سنى لقي هذا الانتشار والشعبية في دولة شيعية مثل هذا الكتاب كما أن الخمينى في فكرته عن ولاية الفقيه، وفى كتابه «الحكومة الإسلامية» قد تأثر بفكرة «الحاكمية» عند سيد قطب، وفى عام 1966 ترجم السيد على الخامنئى قائد الجمهورية الإيرانية تلميذ الخمينى، الذي كان أيضا تلميذا نجيبا لنواب صفوى الذي كان معروفا بصلاته الوثيقة بالإخوان ترجم خامنئى للفارسية كتاب سيد قطب «المستقبل لهذا الدين» ومن فرط تأثر خامنئى بقطب، كتب مقدمة للترجمة تقطر بالمشاعر الجياشة، وصف فيها سيد قطب بالمفكر المجاهد، وكان النظام المصرى قد أعدم قطب عامها بتهمة تشكيل تنظيم يستهدف اغتيال جمال عبد الناصر وقلب نظام الحكم بالقوة، وهو الأمر الذي اعترف به قطب في رسالة كتبها قبل شنقه بعنوان «لماذا أعدمونى»، وقال خامنئى في مقدمته لهذا الكتاب «بهذا الكتاب في فصوله المبوبة تبويبا ابتكاريا أن يعطى أولا صورة حقيقية للدين، وبعد أن بيَّن أن الدين منهج حياة، وأن طقوسه لا تكون مجدية إلا إذا كانت معبرة عن حقائقه، أثبت بأسلوب رائع ونظرة موضوعية أن العالم سيتجه نحو رسالتنا وأن المستقبل لهذا الدين.
الدعم الاخوانى الكامل للثورة الخمينية
دعم الإخوان وبكل قوة الثورة الخمينية في إيران وحشدوا المظاهرات ضد استضافة الرئيس الراحل أنور السادات لشاه إيران، وانحازوا إلى إيران في حربها ضد العراق، وفى إحدى حواراته الصحفية عام 1984 قال المرشد العام للجماعة عمر التلمسانى: «لا أعرف أحدًا من الإخوان المسلمين في العالم يهاجم إيران».
فإذا ما كان الإخوان المسلمون ينظرون إلى الجمهورية الإسلامية في 1979 باعتبارها نصرا لرؤيتهم، وأول حكومة إسلامية منذ انهيار الخلافة العثمانية، حيث أيدت جماعة الإخوان المسلمين الثورة الإسلامية في إيران منذ اندلاعها لأنها قامت ضد نظام حكم الشاه رضا بهلوي الذي كان منحازًا للعدو الصهيوني. فإن إيران تنظر أيضا إلى تصدير الإخوان المسلمين للثورة باعتباره نجاحا.
وبعد وصول الخميني للسلطة في إيران بيوم11 شباط1979،كانت من أوائل الطائرات التي وصلت مطار طهران واحدة تحمل وفدًا يمثل قيادة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين:تناقلت الألسن وسط المعارضة السورية آنذاك أخبار بأن الوفد طرح على الخميني مبايعته خليفة للمسلمين إن قبل ببيان يصدره يقول”بأن الخلاف على الإمامة في زمن الصحابة مسألة سياسية وليست ايمانية”.تقول الرواية بأن الخميني تريث ووعدهم بالإجابة لاحقاُ،وعندما صدر الدستور الجديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي يقول ب”المذهب الجعفري مذهبًا رسميًا … وبولاية الفقيه نائبًا عن الإمام الغائب”،كان من الواضح ماهي إجابة الخميني.
مع هذا،كان الإخوان المسلمون في مصر مستمرون على تأييد الحكم الجديد الإيراني،وقد سيَروا مظاهرات كبرى ضد استضافة الرئيس السادات لشاه إيران في مصر،ثم أيدوا إيران في حربها ضد العراق،وفي عدد مجلة”كرسنت”،المسلمة الكندية،بتاريخ 6 كانون أول 1984 يقول المرشد العام للجماعة عمر التلمساني:” لا أعرف أحدًا من الإخوان المسلمين في العالم يهاجم إيران”.كان هناك استثناءًا لهذا عند الفرع الإخواني السوري الذي كان خارجًا للتو من مواجهة ضارية (1979-1982)مع نظام الحكم السوري الحليف لإيران،وإن كان هذا ليس رسميًا،وإنما في كتابات لأحد قيادات الإخوان في سوريا هو الشيخ سعيد حوا.
عند وفاة الخميني بيوم 4 حزيران1989 أصدر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حامد أبو النصر نعيًا تضمن الكلمات التالية:”الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخميني،القائد الذي فجر الثورة الإسلامية ضد الطغاة”. في عهد على الخامنئي،الذي أصبح “مرشدًا”في مرحلة مابعد وفاة الخميني،أصبحت نظريات سيد قطب تدرس في مدارس الإعداد العقائدي ل(الحرس الثوري الإيراني)،كما برز نفوذ لمرجعيات دينية مثل آية الله مصباح يزدي،وهو الأستاذ الروحي لأحمدي نجاد،لا تخفي إعجابها بسيد قطب وتأثرها به.
ماهو التشابه الفكرى بين الإخوان والشيعة
ويتشابه المنهج الفكرى بين الإخوان وبين قادة الثورة الخمينية حيث الاعتقاد بعالمية رسالة التوحيد. أن الإسلام هو الطريق الوحيد للحياة السعيدة والاعتقاد بتعدد الآراء وتعدد الأحزاب على أساس حرية الفكر والتعبير في الإسلام ويشترك الطرفان في النظرة إلى آثار الهجمة العسكرية الغربية على العالم الإسلامي، وأنها لم تؤدِّ فقط إلى سيطرة عسكرية سياسية اقتصادية على البلاد الإسلامية، وإنما أفرزت أيضًا اتجاهات قوية في المجتمعات الإسلامية نحو التغريب في الفكر والثقافة والحياة الاجتماعية والنزعة الأصولية التي ترى أن هناك نقطة بدء هي الأصل، وكان الزمان مسيرة انحراف عنها، ويجب العودة بالمسلمين إليها التنظيم والكفاح السياسي هو الطريق إلى إعادة إحياء الأصل الإسلامي وبنائه من جدي – النظرة إلى الحضارة الغربية بصفتها حضارة متقدة ماديًا ومتخلفة روحيًا.
أما الإختلافات فتنحصر في اختلافات بينهم حول مضمون الإسلام الذي هو سني المحتوى عند البنا شيعي المحتوى عند الخميني وهناك تدرجية في الوصول للهدف عند البنا، تعتبر التمرحلية السياسية تكتيكًا أساسيًا، فيما الخميني يعتمد النزعة الثورية الانقلابية، ولا يؤمن بالتدرج، ويشترك في ذلك مع سيد قطب ولا يشترك الإخوان المسلمون في النظر مع الخميني إلى الغرب الأمريكي باعتباره الشيطان الأكبر مقارنة بالاتحاد السوفييتي، وإن كانا متفقين في العداء لكليهما.
وقد كتب الدكتور العلامة إسحاق موسى الحسينى، الذي كان عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة إلى أن توفاه الله عام 1990، وكان أيضا عضوا بالمجمع العلمى العراقى، فضلا عن عضويته لمجمع البحوث الإسلامية، كتب هذا العالم الكبير في كتابه الشهير «الإخوان المسلمون.. كبرى الحركات الإسلامية الحديثة» أن الود كان متبادلا بين الإخوان والشيعة، بل إن الشيعة كانوا يعتبرون الإخوان فرعا من فروعهم ومتحدثا بلسانهم وسط الأمة السنية، وكان مما قاله في هذا الصدد «إن بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون في مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان، ومن المعروف أن صفوف الإخوان المسلمين في العراق كانت تضم الكثير من الشيعة الإمامية الاثنى عشرية»، وعندما زار نواب صفوى سوريا وقابل الدكتور مصطفى السباعى، المراقب العام للإخوان المسلمين هناك، اشتكى إليه الأخير أن بعض شباب الشيعة ينضمون إلى الحركات العلمانية والقومية، فصعد نواب إلى أحد المنابر، وقال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة: من أراد أن يكون جعفريا حقيقيا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين
الشيعه وحكم الاخوان لمصر
فى أعقاب ثورة يناير، التي اعتبرها الإيرانيون، نموذجًا جديدًا للثورة الإسلامية، خصوصًا مع تنامى أيديولوجيا الإسلام السياسي، على حساب الهوية الوطنية، ومع صعود الإخوان للحكم، حاول الإيرانيون توثيق علاقتهم مع الإخوان، وخلال حكم الإخوان زار قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس في الحرس الثورى الإيرانى، مصر والتقى بالعديد من القيادات الإخوانية، للتقارب بين الإخوان وإيران.
بعد صعود الإخوان للحكم بفوز الرئيس المعزول محمد مرسي في انتخابات 2012 بدأت الجماعة سلسلة عودة التقارب والعلاقات مع إيران من جديد حيث أستغل مرسي قمة عدم الانحياز في أغسطسى 2012 بعد قطيعة في العلاقات الرسمية الإيرانية لمدة 35 سنة وسط حفاوة إيرانية بالغه بالرئيس الإخوانى وعناق حار بين مرسي ونجاد إلا إن مخاوف الإخوان من الغضب الشعبى من التعامل مع شيعة إيران أقلقهم.
الملفت أيضا أن الإخوان حاولوا الاستفادة من خبرات الحرس الثورى الإيرانى وإنشاء مثلة في مصر لحماية الرئيس المعزول محمد مرسي لكنهم تراجعوا وسط سخط شعبى كبير وتنكروا للفكرة تماما.