المؤلف د . أشرف الحواط الداعية الإسلامي واستشاري الموارد البشرية والتدريب
يتناول هذا الكتاب فنون القيادة الحديثة ولكن من منظور نبويٍ محمدي حيث تمتّع النبي عليه الصلاة والسلام قبل بعثته بصفاتٍ قياديةٍ أهّلته لحمل الرسالة وقيادة الأمة، ومن تلك الصفات الصدق، فقد كان النبي يُعرف قبل البعثة بالصادق الأمين،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير بخطوات ثابتة نحو هدفه والذي كان يتمثل في توصيل رسالة ربه دون أن يستسلم ويتنازل عنها.
ولكن كل ذلك لم يحدث بالصدفة العابرة، بل كان نتيجة لإتباع أساليب القيادة التي تفرد بها سيد البرية صلوات الله عليه وسلامه فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيَّاً وحاكماً للمسلمين، فهو القائد الأول لهم في كل الشئون، دينياً وسياسياً وعسكرياً واجتماعياً وغير ذلك، وقد تمتع بصفاتٍ قياديةٍ مميزة، جعلت من المسلمين أمة عظيمة مُهابة، وبَنَت لهم دولة قوية راسخة.
بعدما كانوا ضعفاء مغلوبين، فأصبحوا سادة الدنيا وقادتها، وقهروا أقوى دولتين في العالم في ذلك الوقت، دولة الفُرس في الشرق ودولة الروم في الغرب.
وما كان ذلك إلا بفضل الله -تعالى- ورسوله، ذلك الرسول القائد الحكيم، والنبي العظيم، والإنسان الرقيق الرحيم، الذي جمع أفضل الصفات وأجملها وأكملها، ومنها صفات القائد الناجح، الذي يستطيع الوصول إلى أهدافه، والانتصار في معاركه، ونشر رسالته وتبليغ دعوته، والحفاظ على أمته، وتقديم النصح والإرشاد لأتباعه، وكسب تأييدهم وامتلاك قلوبهم ومحبتهم، وإقامة العدل والإحسان .
وكتاب ” سيد البرية وفنون القيادة العصرية “، يطرح عدداً من الأطروحات المهمة التي يحتاجها الآن كل قائد ومربٍ ومعلم، بل إن شئت قل: كل مسلم في حياته، وتخصصه العلمي المختلف، فيتساءل المؤلف فيه، قبل أن تبدأ القيادة ؟ ولماذا يحتاج الناس إلى القادة؟ وما مفهوم القيادة؟، وما أدوات تحريك الناس ؟،
سارداً عدداً من الأقوال عن القيادة، والقيادة وعلاقتها بالفكر، وهل القادة يولدون أم يصنعون؟، وما هي آليات البيئة القيادية؟، ونظريات القيادة ؟، ومصادرها ؟، وهل تختلف القيادة عموماً عن مبادئ القيادة الإسلامية؟ وما العلاقة والاختلاف بين الديموقراطية والشورى؟
كما يحدثنا عن أنواع القادة، وأهمية القيادة الإدارية، وعناصرها، وخصائص قيادية، وعلاماتها، وسمات القائد الفعًّال، وأنواع الأتباع، والتابع والمتبوع، والمهارات القيادية المختلفة التي ينبغي على القائد التحلي والاتصاف بها، وخطوات صناعة القائد، والصفات الفعالة للقائد ، موضحاً الفرق والتباين بين القائد والمدير، وكيف نتدرب على القيادة، مُمِيطاً اللثام عن الأدوار الرئيسة للقائد، ومراحل وعوامل اكتشاف القادة.
وعبر سطور مؤلفه، يسبح بنا المؤلف إلى تعريفنا بفنون القيادة المختلفة، ضارباً لنا العديد من الأمثلة التربوية القيادية التي اتصف بها نبينا صلى الله عليه وسلم، وطبقها عملياً على صحابته الأكارم الأجلاء، ومنها القيادة بالمشاعر، ضارباً المثل بغزوة بدر الكبرى كأقوى نموذج للقيادية النبوية.
مختتماً بأهم عوامل أسباب فشل القادة، واضعاً لهم عبر ورقته العلاجية الناجعة إرشاداته لتجنبهم الوقوع في الفشل والإخفاق غير المبرر والمتوقع.
وأسأل الله أن يضيف هذا الكتاب شيئاً للعلوم القيادية والإدارية والمكتبة الإسلامية وأن ينفعنا بسيرة سيد البرية صلوات الله عليه وسلامه.