اسليدرالأدب و الأدباء

ملحمة الفؤادين

بقلم/ خلود عبد الصمد أحمد
هل تدرك شعور أن تُحارب من قبل أعضائكَ؟، أن تلتمس حرارةَ المعركة المحتدمة الَّتي تحدثُ بداخلك، ولكنك غير قادر على إيقافها؛ لأنّك بحضرةِ أعضاءٍ متمردين، ناكري للمعروف، كلُّ واحدٍ منهم يريد أن يثبتَ نفسه ولو على حسابي أنا!.

عقلٌ تائهٌ يجابه قلبًا عنيدًا، فيصنعا ملحمةً ضحيتها أنا، أنا ذاتها الَّتي فرشتْ لهم الأرض ورودًا، ولكنهما سفكا دمائي، وهدرا راحتي، أردانني قتيلةً وأنا حيّةٌ أرزق.

حاولتُ كثيرًا التَّملص من أنانيتهما، والفرار إلى ملاذٍ آمن، ولكن سرعان ما أقع في مستنقع التِّيه والضَّيعان، على ما يبدو مكتوبٌ عليّ أن أعيشَ ضحيةً في حضرتهما، فالحلُّ الوحيد لانتهاء هذه الملحمة هي قتلهما بدمٍ بارد؛ قتل القلب بمشاعره، والعقل بأفكاره، ولكن إن فعلتُ ما أصبو إليه سأوقع بذلكَ وثيقة مماتي، إذًا ما الحل؟
لا حل لحيرتي هذه، سأقبل أن أكون ضحية ملحمةٍ لن يفوز بها أحد، فإن لم أنجو لن يعيش طرفٌ عيشةً هنيّة، فمهما زاد جبروتهما، وعلا طغيانهما يبقيان عالقان في جسدي أنا، وفنائي يعني الوداع لبقائهما على قيد الحياة.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى