بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
حاولت إسرائيل إعادة هيبتها أمام العالم ورد القوات المصرية التى عبرت القناة ومع الساعات الأولى من يوم 23 أكتوبر عام 1973 أدرك الأبطال أن إسرائيل على وشك مهاجمة المدينة ولذلك أستعد كل من في المدينة تم تعديل أماكن الكمائن وكما توقعوا بدأت الدبابات الإسرائيلية التقدم على ثلاث محاور الأول محور المثلث وهو المدخل الغربي للمدينة ناحية الطريق الرئيسي القادم من القاهرة إلى السويس وامتداده هو شارع الجيش وميدان الأربعين ، والثاني محور الجناين عبر الطريق القادم من الإسماعيلية حيث المدخل الشمالي للسويس حتى منطقة الهويس ثم شارع صدقي ومنه إلى ميدان الأربعين ، والثالث محور الزيتية وهو المدخل الجنوبي لمدينة السويس من ناحية ميناء الأدبية وعتاقة بمحاذاة الشاطئ ويمتد حتى مبنى محافظة السويس والطريق المؤدي إلى بور توفيق ، هذا بالإضافة إلى عدة أكمنة فرعية .
قام الطيران الإسرائيلي في قصف السويس وما حولها في يومي 23 و 24 أكتوبر 1973 للقضاء على أي مقاومة بها والتمهيد للقوات الإسرائيلية باقتحامها وفي صباح يوم 24 أكتوبر 1973 بدأ الهجوم الإسرائيلي بعدة مفارز من لوائي آرميه وجابي وتم تخصيص مفرزة بقوة كتيبة مدرعة مدعمة بالمظلات للتقدم من عدة محاور رئيسية مؤدية إلى قلب المدينة وتمكنت المفرزة الأولى من الوصول إلى ساحة محافظة السويس واصطدمت أخرى بمقاومات عنيفة أوقفتها ثم تقدمت القوة الرئيسية من لواء آرميه للهجوم على السويس من اتجاه منطقة المثلث في عدة موجات متتالية وصلت الأولى منها إلى ميدان الأربعين.
بدأت القوات المعادية التقدم ودخلت المدينة دون مقاومة وكانت خطة الفدائيين هى إدخال القوات الإسرائيلية الشرك ثم محاصرتها وهى نفس الخطة التى أستخدمها أهالى مدينة رشيد المصرية ضد حملة فريزر الإنجليزية عام 1807وبدأت الدبابات الإسرائيلية في السير بما يشبه النزهة داخل المدينة التى بدت خالية حتى أن بعض الجنود الإسرائيليين نزلوا لالتقاط بعض التذكارات من الشوارع.
فجأة فتحت السويس أبواب الجحيم في وجه العدوان الإسرائيلي ودارت معركة طاحنة بين الفدائيين وقوات العدو وكانت أشرس المواجهات في ميدان الأربعين وأصيب العدو بالذعر فترك الدبابات للبحث عن أي ساتر ولم يجدوا أمامهم سوى قسم شرطة الأربعين وسقط أول شهداء السويس وهو البطل أحمد أبو هاشم وبعد تدمير معظم المدرعات الإسرائيلية التى دخلت المدينة تركزت المعركة في مبنى القسم بعد أن فر إليه جنود العدو وتحركت كل الكمائن لمحاصرة القسم وإطلاق النيران عليه من كل جانب وحاول الجنود الاستسلام لكن المحاولة فشلت ولم يعد أمام أبطال السويس إلا اقتحام القسم واستشهد البطل أشرف شهيدا على سلم القسم وزميله فايز بجوار الخندق داخل القسم.
عند حلول ليلة 24 أكتوبر 1973 كانت قوات العدو قد انسحبت بالكامل خارج السويس بعد أن تركت قتلاها ومدرعاتها سليمة عدا المحاصرين في القسم وقام البطلان محمود عواد ومحمود طه بإحراق المدرعات الإسرائيلية خشية أن يتسلل إليها العدو.
في عام 1974 قال الرئيس السادات في السويس : ( إن مدينة السويس لم تدافع عن نفسها فقط لكنها كانت تعبر عن بطولة كل مدينة وكل قرية في أرض مصر وكانت تعرف أنها تحمل في عنقها اسم الشعب المصري كله من أجل هذا فإن دين كل مدينة وكل قرية في مصر نحو مدينة السويس دين لا ينسى ولابد من الوفاء به .. ) وقرر أن يكون 24 أكتوبر عيد قوميا للسويس والمقاومة الشعبية .