الإبراهيمية شرقية
أعتز أنني ابن محافظة الشرقية.. ( هي أرض مباركة)
يذكر التاريخ أن الشرقية أرض الأديان فعلى أرضها أقام النبى يوسف بن يعقوب عليهما السلام وعلى أرضها ولد النبى موسى عليه السلام وأوحى الله إلى أمه أن تضعه فى التابوت وتلقيه فـــى اليم (بحرمويس حاليآ)
ثم حظيت الشرقية بإقامة العائلة المقدسة على أرضها فى كل من تل بسطة وبلبيس عندما هربت السيدة مريم العذراء مع وليدها المسيح عليهما السلام..
حيث كانت الشرقية طريقا لسير العائلة المقدسة عند مجيئها إلى مصر هربا من بطش “دهيرودوس حيث أتجهت من الفرما ( شمال سيناء ) إلى الشرقية مرورا بوادى طميلات قرب الحسينية ومنها إلى تل المسخوطة ثم إلى قنتير حاليا ثم إلى صفط الحنة منها إلى تل بسطة ٠٠ فقد خرج يوسف النجار من ارض فلسطين وخرجت معه السيدة العذراء مريم راكبة علي حمار وعلي ذراعيها المسيح.. ولم تكن رحلة العائلة المقدسة الي أرض مصر سهلة.. بل إنها رحلة شاقة مليئة بالآلام والمخاطر.. فقد سارت عابرة الصحاري ووسط الوحوش الضارية التي كانت تهدد حياتهم في البراري، إلي جانب تهديد القبائل و تقلبات الجو، فضلا عن المخاوف من نفاد الطعام والماء.
· ووفقا للمصادر التاريخية القبطية فقد كانت هناك ثلاثة طرق يمكن أن يسلكها المسافر من فلسطين إلى مصر في ذلك الزمن ولكن العائلة المقدسة عند مجيئها من فلسطين لم تسلك أيا من الطرق الثلاثة المعروفة ولكنها سلكت طريقا أخرا خاصا بها وهو أمر بديهي لأنها هاربة من شر الملك هيردوس فلم تلجأ الي الطرق المعروفة.. ودخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهة الفرما (بلوزيوم) ومنها الى تل بسطهدة وبلبيس بمحافظة الشرقية وفيها انبع السيد المسيح عين ماء وكانت المدينة مليئة بالاوثان وعند دخول العائلة المقدسة المدينه سقطت الاوثان على الارض.
وولد سيدنا موسى عليه السلام فى مدينة برعمسيس فى عهد حكم رمسيس الثانى وقاد خروج اليهود من مصر حيث بدء من قنتير إلى تل الفرعونية شرق القنطرة حاليا ومنها ألى تل أبى صيفا داخل سيناء.
وصل سيدنا يوسف علية السلام إلى مصر بعد أن رماه إخوتة فى الصحراء في (غيابة الجب) مع قافلة إلى مصر فى عهد الهكسوس وأقام فى المكان الذى كان يطلق عليه فى ذلك الوقت صوعن (صان الحجر ) حاليا حيث وصل ألى مكانة مرموقة .
ثم جاء سيدنا يعقوب علية السلام والد سيدنا يوسف إلى أقليم أربيا وهى صفة الحنة أو فاقوس .
وكانت الشرقيه تشهد دخول وخروج الجيوش الإسلامية الفاتحة سواء القادمه من شبه الجزيرة العربية بعد ظهور الإسلام مباشرة أو الخارجة من مصر للتصدى للمعتدين الصليبين أو لإخماد تمرد أو القضاء على ثورة من الثورات التى كانت تقوم ضد الأمراء والسلاطين الذين تولو حكم مصر .
ومع الفتوحات الإسلامية كان إقليم الشرقية المعبر الذى سلكه جنود الإسلام بقيادة عمرو بن العاص عند فتح مصر فقد وصل إلى الصالحية ثم إلى وادى الطميلات حتى مدينة بلبيس وظل محاصرا لها مدة شهر حتى أستولى عليها لفتح مصر كلها ، مؤذنا بإنتهاء مرحلة الحكم الرومانى لمصر .·
كانت الشرقية المعبر الذى سلكه جنود الإسلام بقيادة عمرو بن العاص عند فتح مصر وفى مدينة بلبيس بنى أول (مسجد) فى مصر والقارة الإفريقية وهو مسجد (سادات قريش) ، وهو أسبق من حيث التاريخ من مسجد [عمرو بن العاص] بالفسطاط ، ويذكر التاريخ أن جيش عمرو بن العاص قدم من العريش بعد الإستيلاء عليها إلى القنطرة ثم إلى القصاصين حتى وصل بلبيس حيث تقابل مع جيش الرومان وهزم الرومان شر هزيمة فى معارك كبيرة وإشترك فى هذه المعركة {120} صحابيا وسمى المسجد ( السادات ) تخليداً لذكرى سادات جيش المسلمين الذين شهدوا فتح مصر .
كان وبعد استشهاد سيدنا الحسين رضوان الله عليه غادرت السيدة زينب رضى الله عنها من المدينة المنورة إلى مصر لكي تقيم فيها بين المصرين الذين عرف عنهم حبهم وتقديرهم لآل البيت الكرام وسارت برفقتها السيده فاطمة النبوية والسيدة سكينة إبنة الإمام الحسين رضوان الله عليهم فوصلن الى بلدة العباسة إحدى قرى مركز أبو حماد مع بزوغ هلال شهر شعبان عام 61 هـ ومنها اتجهن إلى الفسطاط. وبذلك تكون قد شرفت وازدات تعظيماً بمرور آل البيت بها عند قدومهم إلى مصر . عاشت الشرقية وعاشت مصر ٠