الثّورة هي الخروج عن الوضع الرّاهن والواقع السيّء، والانقلاب على النّظام الحاكم،والاندفاع نحو تغيير الوضع السياسيّ، أو الوضع الاجتماعيّ، أو الوضع الاقتصاديّ أوالوضع البيئيّ، لعدم الرّضا عن هذا الوضع، والتطلّع نحو الأفضل، والانطلاق بفلسفة الأمل والطّموح لبناء نظام جديد. و تقوم الثّورة بفعل وعي قوى اجتماعيّة، وهي تعتمد على مجموعة من المواطنين يضمّون جميع فئات المجتمع من أبناء الوطن الواحد، بعيدا عن طبيعة الرّاية التي يحملونها، أو العقيدة التي يؤمنون بها. ولكلّ ثورة خصوصيّتها،سواء من حيث الأسباب والدّوافع التي تفجّرها، أوالمطالب التي تتبنّاها، أوالنتائج والتغييرات التي تُحدثها. وأهمّ الأسباب الجامعة التي تثور من أجلها الشعوب هي: أولا:التّدهور الاقتصادي وانخفاض مستوى المعيشة: ويحصل نتيجة فشل سياسات الدّولة من الاستفادة من الأيدي العاملة، فتتراجع ظروف الحياة، وتَنقص الموارد، وتقلّ الأجور. ويظهر نتيجة لذلك الكثير من الشّباب ومنهم من حملة الشّهادات الجامعيّة لايجدون وظائف، ممّا يؤدّي إلى انفجار اجتماعيّ. ثانيا: الظّلم: وهو شعور أبناء الوطن بتعرّضهم للظّلم، وذلك عندما تُسلب حقوقهم، سواء كانت هذه الحقوق فرديّة أو جماعيّة. ثالثا: الفساد: من أكثر العوامل التي تسبّب ثورة الشّعوب، هو انتشار الفساد في الحكومات، فعندما يشعر المواطنون بالفساد ونقص الكفاءة في الحكومات، يثورون ضدّها. إنّ الثّورة لحظة فارقة، لأنّ أيّ خطأ في حساباتها، وأيّ تهاون في تفويت فرصتها، يعني أنّها انتهت،فالشّعوب لاتنتفض بسهولة. ولذلك يجب على الشّعب أن يكون هو الرّداء الذي يحمي ثورته كي يحقّق أهدافه، وذلك بعدم السّماح لأصحاب المصالح، ولأيّ مسعى فاسد باستغلال عوامل الاختلاف داخل الشّعب، لتحويل المسألة إلى حرب أهليّة، يتقاتل فيها الشّعب ضدّ بعضه البعض. فلا بدّ من التّحصين الداخليّ للثّورة ضدّ عوامل الفتنة والاقتتال. فمنّ أهمّ عوامل نجاح الثّورات هو التّجانس بين الثّوار، وأن لا يدخل عليها أيّ عوامل تُفسد تجانسها، فأيّ انقسام داخليّ يعني انقسام في الثّورة، ويؤدّي إلى القضاء الذّاتي على الثّورة.