كتبت : أيه ذيدان
وفاة 4 أطفال في حضّانات مستشفى سيد جلال، بعد تعرض ماسورة أوكسجين المبنى الجديد للكسر. وقالت المصادر – التي اشترطت عدم ذكر اسمها في تصريحاتها لنا إن الإدارة الهندسية كانت تجهز لقسم الطوارئ والاستقبال الجديد بالمستشفى، واعتمدت على الفني في عملية تحويل ماسورة الأوكسجين وتم كسر الماسورة المغذية للحضانات، ما أدى إلى وفاة الأطفال الأربعة. وأشارت المصادر، إلى أن أهالي الأطفال حرروا محاضر بقسم الشرطة ضد إدارة المستشفى.
متي يتم فتح باب التحقيق في ملف الفساد والمخالفات بمستشفي سيد جلال بباب الشعرية التابع لجامعة الأزهر. يجب ان يتم تشكيل لجنة للتحقيق في هذه المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية فورا ضد المتورطين مستشفى ضخم متعدد المبانى، يوجد بالقرب من ميدان باب الشعرية، ويطل على شارع رئيسى يقصده مئات المواطنين كل يوم للعلاج، يعانى من نقص حاد فى الأدوية، وأبسط مستلزمات العمليات الجراحية.
ونظرا لما يعانيه المواطن البسيط من مصاعب من خلال تعامله الجبري معها، فهو لا سبيل له سوى العلاج فيها فالبعض لا يملك ثمن الدواء ولا ثمن الكشف الذي تقدمه له المستشفى العام، فيضطر رغم أنفه تحمل ما يلقاه فيها من سوء معاملة وسوء خدمة، وعلى رأس تلك الخدمات تأتي الوجبات والأطعمة التي يتناولها المريض الذي يقضي فترة مرضه على أسرة المستشفيات العامة.والمطبخ في المستشفى الحكومة من أكثر الأماكن الحساسة التي يعد دخولها أمرًا يستوجب الكثير من الإجراءات، فهي لها خصوصيتها فلا يدخل حتى أهل المرضى (المرافقين)، فالتواجد بداخلها قاصر على العاملين به والعمال الذي يستلمون الأطعمة لتوزيعها على المستشفي من مرضى وتمريض وأطباء. ونادراً ما يدخل الأطباء إلى المطبخ للتأكد من نظافته أو حتى للشكوى من أى شئ آخر.
ومن أكبر الشكاوى التى توجه إلى الأطعمة التي تقدمها المستشفى العام سوء الطهي فالبعض يتساءل عن الأسباب التي تجعل طهو الطعام غالبًأ غير مكتمل، وهل ذلك صحيًا أم لا ؟؟!! وهذا ما دفعني انا وكاميرتي للاتجاه إلى أحد مطابخ المستشفيات العامة ، وهو مطبخ مستشفى سيد جلال الجامعي وهي أحد المستشفيات الحكومية التعليمية التابعة لجامعة الأزهر بمنطقة باب الشعرية، حيث كثرت الشكوى في الأيام الأخيرة من المرضى عن عدم توافر العيش في الوجبات التي تصرفها لهم المستشفى .
قال مصدر يعمل كفني أغذية (مشرف) بمطبخ مستشفى سيد جلال الجامعي، منذ 6 سنوات، إن يومهم في المطبخ يبدأ من الساعة التاسعة صباحًا، حيث يستلم العمال وجبات الإفطار ليوزعونها على المرضى بدءً من التاسعة والنصف صباحًأ. وأشار المصدر إلى أن العمال يستلمون الأكل في طست الغسيل، وعن إفطار الأطباء قال إنه يصرف لهم فول مدمس على حساب المستشفى ولكن العمال يشترونه، خارج المستشفى حيث لا يتم تدميسه بمطبخ المستشفى، مؤكدًا على أنه لا يعلم من من الإدارة الذي يعطي العمال النقود لشراء إفطار الأطباء.وأوضح أنه يتم صرف وجبات إفطار لكل العاملين بالمطبخ عدا الطباخين. وقال إن وجبة الإفطار تسمى “جاف”.
لافتا أن صرف العيش للمستشفى موقوف، لعدم توافر البطاقة حاليًا. وعن الإفطار أيضا قال إنه يتم التوريد إلى المستشفى كل ثلاثة أيام من الشركات المنتجة. أما عن وجبة الغداء قال إن هناك ثلاثة ثلاجات يتم وضع الأكل بهما بعد استلامه، دكتور أغذية يستلم اللحوم من الجزار، وعن الفراخ قال إنها تأتي مجمدة
أما عن عدد الطباخين في المطبخ فقال إنهم كُثر حوالي عشرة ولكن يوميا لا يتواجد سوى اثنان أو ثلاثة فقط (والبقية تكون في إجازات وأذونات)، يطبخون للمستشفى بأكملها من تمريض ومرضى وأطباء وعمال، أما عن الأمن فالوجبة التي تصلهم في حصة الغداء تكون جافة (لبن – جبن – مربى – عيش) ووجبة العشاء لا تصرف سوى للأطباء فقط، موضحا أنها مثل وجبة الإفطار في مكوناتها .
وقال إن الوجبات يتم وزنها قبل تسليمها للعمال، مشيرًا إلى أن هناك بعض الشكاوى جاءت من قبل الأطباء على قلة وزن الوجبة وخفتها.
وأكد على أن إخصائيين التغذية هم من يستلمون أكل المستشفى بأكمله عدا اللحوم يتسلمها دكتور مختص. وعن الوجبات والأطعمة التي تفيض قال إن الإخصائيين يتركونها ليوم آخر، حيث أن هناك أيام يكون فيها عجز وأخرى بها زيادة. وعن زيادات الوجبات الساخنة فقال إنها كانت توزع على العمال، بينما الآن فهناك عجز ولا فائض أصلا وعن جودة الطهي قال إن الطباخ هو المسؤول الأول والأخير عنها، فإن كان الطباخ غير متمكن يدفع ثمن الطبخ الذي أفسده، وأشار إلى أن هناك بعض الأوقات يكون عجز المستشفى في الصرف فمثلا، تأتي كمية الصلصة قليلة جدا على كمية الأكل المفروض طهيه ومن هنا “يمشي الطباخ حاله” فتفسد الطبخة وهنا لا عقاب على الطباخ في شي ومن جهة أخرى، تحدث المصدر عن شكل المطبخ وتكوينه تفصيلا، حيث قال إنه منذ أتى إلى المطبخ لم يتم عمل أية إصلاحات به على الإطلاق، موضحًا أنهم عندما يجهزون لعمل إصلاحات بالمطبخ يتم الطبخ بمستشفى الحسين ثم يتم نقله مرة أخرى، وكان ذلك قبل مجيئه للعمل بالمستشفى.
وأضاف أن الأواني يتم تصنيعها من الألومنيوم، ولفت إلى أن الأواني ضعيفة جدا حيث يتم طهي الخضار واللحم والفراخ بها على درجة حرارة عالية، فضلا عن أن التنظيف يتم بالمياه الساخنة والصابون المركز من قبل العمال، وهو يرى أن تنظيف الأواني (الحلل) لا يتم بشكل جيد. أما عن الأرز فيتم طهيه في جريلات، بينما الفراخ فيتم طهيها في أواني بخارية للسلق ثم بعد ذلك يتم وضعها في ساجات ثم يتم وضعها في الفرن . والوجبات الساخنة يتم توزيعها في أطباق ورق (فِل). وعن البوتاجازات قال إنه لا يتم غسلها ولا تنظيفها ولا الحوائط التي تتكون من السيراميك خلف المعدات الحرارية ومن البويات العادية (البلاستيك) في باقي أنحاء المطبخ.
وعن الشفاطات قال إنه لا يتم تنظيفها ومن ثم تكتلت الزيوت عليها فأصبحت لا تصدر إلا أصواتا، فضلا عن سوء التهوية العالي التي خلفته نتاج تلك الزيوت المتراكمة عيله. والعمال ليس عليهم سوي تنظيف الأرض وأدوات المطبخ التي يطهى بها الطعام فقط. وأشار المصدر إلى أن راتبه فقط 900جنيه وكان هناك 150 جنيها للجودة تم رفعها. وختم المصدر كلامه بأن مشاكل المطبخ كثيرة جدا، مبرهنا على ذلك بأن مديرة المطبخ تركته واختارت أن تكون كبيرة إخصائيين بسبب مشاكل التوريدات، أما عن المدير الحالي فطلب أن يعمل في الأمن الصناعي.
هذه كارثه صحيه : المطبخ لا بد وأن تعاد صيانته وإن كانت هناك بلاطة واحدة مكسورة من الممكن أن تتراكم الجراثيم فيها، وهذه مسؤولية جهاز مكافحة العدوى بالمستشفى. مستشفى سيد جلال الجامعى التابع لجامعة الأزهر يقوم المرضى فيه بشراء الأدوية ومستلزمات العمليات على نفقتهم الخاصة، كما يعتمد الأطباء بشكل رئيسى على إجراء التحاليل الطبية فى معامل خاصة لعدم ثقتهم فى نتائج تحاليل معمل المستشفى.
كما يعانى من سوء حالة النظافة حيث تنتشر القاذورات فى دورات المياه وتزحف الصراصير على أسرة المرضى والحوائط بسبب الإهمال وعدم وجود رقابة حقيقية من إدارة المستشفى والجامعة على أقسام وعنابر المستشفى الكبير. يقول محمد سيد، أحد المرضى الذين يعالجون فى قسم الجراحة العامة بمستشفى سيد جلال: «لم يتم تغيير المحاليل لى لمدة 4 ساعات، فى غرفة رقم 312 قسم الجراحة العامة، حيث يقوم بعض عمال النظافة بمتابعة المرضى بدلاً من الممرضين، بل يقوموا بتغيير «الكلالا» للمرضى دون أدنى تدخل من الأطباء أو الممرضين، أما بالنسبة لدورات المياه فأوضاعها شديدة السوء ورائحتها قذرة، بعد تدهور أحوال السباكة والأحواض والصرف بدورات المياه بجانب امتلائها بالقمامة والقاذورات والجرادل المملوءة بالدماء والمياه الملوثة». ويقول عرفة أبوسريع، 30 سنة، من كرداسة بالجيزة «دخلت إلى مستشفى سيد جلال بغرض إجراء عملية جراحية بقسم المسالك البولية، وبعد أن قمت بتحديد موعد لإجراء العملية طلب منى الموظفون إحضار متبرع للدم، قبل الخضوع للعملية، فاستعنت بأحد أصدقائى الذى قام بالتبرع من أجلى، مع العلم بأن العملية التى أجريتها كانت بسيطة مقارنة بالعمليات الأخرى التى لم يتم فيها الاحتياج إلى دماء، هم يقومون بفعل ذلك لزيادة موارد المستشفى من أكيــاس الدماء، عن طريق إجبار المرضى بإحضار المتـبرعين، وانتهت إدارة المستشـفى إلى أن الممـرضين سيوافقون عــلى ذلـك من أجل إجــراء العملية».
وأضاف «أبوسريع» قائلاً «قضية إجبار المرضى على إحضار متبرعين ليست مشكلة بالنسبة لى، لكن كانت مشكلة كبيرة بالنسبة لمرضى آخرين، لم يكن لهم أقارب أو أبناء، واضطروا إلى دخول هذا المستشفى لإجراء العملية مجاناً، لأنهم من أسر فقيرة، ولا يقدرون على دفع ثمن تكاليف العملية فى العيادات الخاصة». ويشير «أبوسريع» إلى قضية أخرى خطيرة وهى أن الأطباء والممرضين بمستشفى سيد جلال يقومون بالاتصال بمعمل خاص خارج المستشفى لسحب عينات من المرضى وهم بداخل العنابر، ويوضح قائلاً «وأنا فى عنبر المسالك البولية فوجئت بحضور مندوب من معمل تحاليل خاص، وعرض علينا إجراء تحليل كشف الفيروسات، ودفعت 40 جنيهاً وسحب منى عينة دماء، وكتب اسمى على الأنبوبة وانصرف، وأحضر النتيجة مساء، يخبر الممرضون أو الموظفون بالمستشفى مندوبى معمل التحاليل بالحضور إلى المستشفى لعمل تحاليل معينة للمرضى الذين يحتجزهم المستشفى لإجراء عمليات جراحية خلال ساعات قليلة، على الرغم من وجود معمل تحاليل كبير بالمستشفى، لكن يبدو أن الأطباء لا يثقون فيه ويحاولون توفير نفقات التحليل أو إراحة أنفسهم». ويقول محمد السيد، نجل أحد المرضى بالمستشفى «تم حجز والدى فى المستشفى لإجراء عملية استئصال المثانة وهى عملية كبيرة جداً، وبعد أن اتفقنا مع الأطباء على يوم محدد لإجراء العملية، قمنا بشراء جميع المستلزمات الخاصة بالعملية والأدوية وسلمناها لقسم الجراحة وفى صباح يوم إجراء العملية طلبوا منى البقاء على سرير والدى، تحسباً لأى طلب قد يطلبه الأطباء .
استغربت فى البداية لكن بعد أكثر من 4 ساعات من الانتظار اتصلوا على قسم المسالك ليطلبوا منى شراء سلك خياطة، نزلت من الطابق السابع وخرجت إلى شارع باب الشعرية، واشتريت «سلك رفيع» بعد أن طلب منى الصيدلانى التأكد من نوع السلك لأنه يوجد نوعان منه، فذهبت إلى قسم الجراحة من جديد وأعطيتهم السلك، فقالوا نريد «سلك تخين»، وخرجت مرة أخرى خارج المستشفى، وأحضرت النوع الثانى من السلك، ومعنى ذلك أن مستشفى كبيراً بهذا الحجم لا يمتلك سلك خياطة ثمنه جنيهات معدودة وهذه أبسط المستلزمات الطبية التى من المفترض أن توجد فى المستشفيات الحكومية». ويقول طبيب شاب يعمل بمستشفى سيد جلال، رفض ذكر اسمه «مستشفى سيد جلال والحسين الجامعى التابعان لجامعة الأزهر، يستعينان بمعامل المختبر، وباب الشعرية، لإجراء التحاليل الطبية داخل المستشفى على الرغم من وجود معامل وأجهزة تحاليل حديثة، لكن عدم الثقة فى معامل هذه المستشفيات والكسل يدفع الأطباء والممرضين إلى الاستعانة بالمعامل الخاصة من الخارج لإجراء التحاليل على نفقة المرضى الذين لا يجدون مفراً من دفع رسوم التحاليل».