الطيب عبيد عبداللطيف، مواطن مصري من عائلة بسيطة في الهلايل قرية “الضبعة” مركز”القرنة” بمحافظة الأقصر، شغلته “عامل نظافة” ومرتبه يدوبك ٥٠٠ جنيه!!
من كام أسبوع لقى شنطة مجوهرات في صندوق الزبالة قيمتها حوالي ٦٠٠ ألف جنيه. صاحبة المجوهرات كانت مسافرة وخافت عليها من السرقة، ف خبتها في شنطة في صندوق الزبالة في منزلها على أساس أن الحرامي لو دخل الشقة صعب يفتش في صندوق الزبالة. لكنها لما رجعت من سفرها يظهر أنها نسيت ف رمت كيس الزبالة باللي فيه!!
عم الطيب أبو ضمير طيب لقى شنطة المجوهرات، ولما أصحابها بلغوا عن الواقعة قام الطيب بتسليمها فوراً للشرطة.
الطيب كان في شدة الحاجة لمبلغ يعمل بيه عملية مجهرية لأنه نفسه في عيل، ولكنه رغم ظروفه وفقره، خاف ربنا ورضى ضميره، كان ممكن يقول “رزق وجالي”، زي غيره من الفهلويين أصحاب المراكز الهامة في بلدنا الغالية. مش مكفياهم مرتباتهم ولا شاليهات مارينا وشرم والسخنة وشعارهم “البحر يحب الزيادة”.
المستشار “محفوظ صابر” وزير العدل السابق قال “ابن الزبال ميدخلش القضاء”!!
وعلى أد ما كلامه شديد واتهاجم كتير، علي أد ما هو حقيقي وواقعي لأنه كشف الستار عن حاجات كتيرة وما خفى كان أْعظم. علي حيفضل ابن عبد الواحد وإنجي حتفضل بنت الباشا!!
ورغم الضمير الحي لعامل النظافة إلا أنه لو ربنا رزقه بولد متفوق ذاكر واطحن وجاب مجموع وقاله “نفسي أكون وكيل نيابة يابا” عارفين حيرد يقوله إيه؟؟
على عيني يابني، أنا حياله زبال، انسى وعيش عيشة أّهلك!!
حيقوله لازم تفهم يابني أن البلد اتقسمت من زمان لتلات طبقات:
طبقة فوق العدل والقانون والأسم بتحمي القانون ودول بالذات ملناش فيهم يابني وعيش بعيد عنهم.
والطبقة التانية “الطبقة الوسطى” طبقة اللي اتعلم ولا طالش، دور عليهم حتلاقي منهم اللي طافح الدم حوالينا في صمت. زي الطبيب الهلكان اللي مكسور ضهره في مركز تعبان، ويدخل عليه المحافظ بدل مايصبره أو يشكره، يبستفه أدام الخلق، عشان ايديه في جيب البالطو وهو بيكلمه!!
و منهم اللي تعب ومستحملش وسافر متغرب أو تايه في بلاد الغرب.
أما الطبقة التالتة طبقة اللي تحت الأرض، طبقتنا يابني، لو لقوا قوت يومهم يبقى ستر وفضل، وفي العيد نتكوم على الأرصفة نستنى العطف!!
ونصيحة من أبوك الطيب متنساش طبقتك عشان متصدمش لانك حتطحن لو فكرت تقب!!
“الزند” قال لقضاه مصر “لو مكنتوش انتم اللي تصيفوا في شارم مين حيصيف” !!
فيه ناس ياوزير العدل مش لاقيه الصرف، ولا ميه حلوه تسقى عيالها!!
فكك من شارم ده الناس بتموت م الحر!!
الطيب صاحب الضمير الحى ضاع مستقبل ذريته، اللي لسه ف علم الغيب، في إنهم يكونوا في يوم من الأيام من عليه القوم، وكلاء نيابه أو قضاه أو حتى يصيف في شرم!!
عارفين ليه؟؟؟
لأنه اتحكم عليه يعيش عامل نظافة، أو الزبال زي مابينادوه عُليه القوم!!
لكن لو كان عم الطيب فكر وشغل مخه وركن ضميره على جنب وأخد شنطة الدهب وعمله مشروع وبقي رجل أعمال مشهور.
ساعتها بس كان ممكن يتقبل ابنه كوكيل نيابه أو قاضي من قضاة مصر وكمان يصيف في شرم!!
معلش ياطيب بلدنا بلد فوازير وألغاز ملهاش تفسير!!
السفير السعودي أحمد القطان لما سمع عن الطيب في برنامج القرموطي دعاه للحج على نفقة المملكة تكريماً لأمانته!!
لكن احنا الوزرا عندنا مشغولين في السيلفي وبوز البطة تسجيلاً للتاريخ!!
محدش فكر يخلد اسمه في التاريخ بجانب غلبان نصفه، أو محتاج سد حاجته!!
الحاج عبيد والد الطيب بيقول للقرموطي هو ممكن بدل الحج ابني يعمل عملية مجهري علشان مش بيخلف ونفسيته تعبانة اوي؟؟!!
القرموطي متحسر: “ياريت حد من الأطباء يشوف الموضوع ده تكريما لهذا المواطن”.
أما الدولة بوزارتها وسلطاتها مكرمشتش كيس بلح حفظاً لماء الوجه!!
ومحافظ الأقصرعامل نفسه من بنها!!
و مازال القرموطي ينادي ياولاد الحلال مفيش دكتور طيب وابن حلال يعمله العمليه إكراماً لأمانته!!
لكن بما أن الطيب مأخدش ال ١٠ ٪ حقه في قيمة الدهب (حوالي ٦٠ ألف جنيه)، واكتفى ب ١٢٠٠ إكرامية!!
يبقى ياريت أصحاب الشنطة يتحملوا تمن العملية وكله من ال 10٪.
بدل ما يمد ايده لدولة تانية مادام أجهزتنا عامله نفسها نايمه!!