في زمنٍ يأخذنا عنوةً إلى المأساة وإلى النهايات المُوجعة ينتزع منَا أفراحنا ويهدينا بدلاً عنها أحزانًا مالها نهاية ..
وسط شلالات الجُروح النَازفة ودوي الصرخات المُتعالية لثكالى وأرامل وأطفال في عمر الزهُور يذوي الحُلم ويتبخر الأمان، لتَتكونَ سمفونية القهر الأعمق ورقصة الوجع الأكبر.
لكن ….
برغم مرارة الواقِع مازلنا نُمسك الريشة ونرسُم أحلامنا بسلامٍ يغمر العالم ويتدفقُ منه ضياءٌ يبدّدُ ظلام الخوف بداخلنا ،نمتطِي صهوة المَحبة ونَنْثرُ عبير الودِّ في أرجاء الوجود الفسيح ،هكذا يتحدث قلبيِ وقلبُك وقـُلوبنا جميعًا تلك التي مازال يسكنها إصرار الحياة الهانئة – نحن بخير..
سنكون بخير- إنها تعويذةُ الصبر الجميل نُرهق بها وجه الحُروب القبيح المُشوه بالشّر والغَدر وسِمات الموت الكريه .
نعم سينزلُ مطر (السلام) ليغسل أدران الحروب ورائحة الموتِ ،ونحتفي فرحا بقدوم ربيع الأمان وترتوي الأرض حُبًا بعد سنواتٍ عجافٍ من الكره والضغينة ،وتحبل الأماني من جديدٍ بعد عُقمٍ طويلٍ لتُنجب “الرائعة ” المنتظرة سنيناً.
الأشياء الجميلة كالسلام قد تأتي متأخرةٍ ولكنها حتمًا تأتي، لنُولد معها من جديدٍ من تحت أنقاضِ الحياة التي أكلها الكُره وعبثتْ بها الحرب وسكرنا فيها بنبيذ الألم .