معبد فيلة كان مقاما علي جزيرة فيلة والواقعة قرب حدود مصر الجنوبية في وسط النيل جنوبي أسوان وذلك قبل نقله وتجميعه من جديد في مكانه الحالي علي جزيرة أجيليكا وذلك في أعقاب بناء السد العالي وعلي بعد حوالي 500 مترا من مكانه اﻷصلي ويرجع إسم فيلة أو فيلاى إلى اللغة الإغريقية والكلمة تعني الحبيبة أو الحبيبات أما الإسم العربي لها فهو أنس الوجود نسبة إلى أسطورة أنس الموجودة في كتاب ألف ليلة وليلة أما الإسم المصرى القديم فهو بيلاك أو بيلاخ ويعني الح…د أو النهاية لأن الجزيرة كانت آخر حدود مصر من جهة الجنوب
وهذا المعبد من أجمل وأكبر وأضخم معابد مصر الجنوبية وكان مخصصا لعبادة اﻷلهة إيزيس ثم أضيفت معابد لحتحور وأمنحتب لذلك فإننا نجده مكونا من عدة أبنية تم تشييدها في عصور مختلفة أقدمها مابناه الملك تحتمس الثالث في القرن الخامس عشر قبل الميﻻد وبعد ذلك أضاف الملك نخت نيف في القرن الرابع قبل الميلاد معبدا ضخما ثم أضاف الملك البطلمي بطليموس فيلادلف معبدا كبيرا في القرن الثالث قبل الميلاد ثم تبعه كثيرون من ملوك البطالمة وولاة الرومان فأضافوا بنايات أخرى للمعبد خﻻل القرن الثالث قبل الميﻻد ومابعده حتي ازدحمت الجزيرة بالمعابد وكان اشهرها مايطلق عليه إسم مخدع فرعون والذى تم بناؤه في عهد الإمبراطور الروماني تراجان في أوائل القرن الأول الميلادى وإلي جانب المعابد توجد أيضا مجموعة كبيرة من تماثيل ملوك مصر القديمة من عصور مختلفة علي جزيرة فيلة
وبخصوص قصة نقل آثار جزيرة فيلة نتيجة أن الجزيرة تغمرها مياه الفيضان فقد بدأت المشكلة منذ عام 1902م مع الإنتهاء من بناء خزان أسوان القديم ولما تم بناء السد العالي تغير الموقف علي أساس أن الجزيرة أصبحت تقع مابين خزان أسوان والسد العالي فكانت تغمرها المياه جزئيا كما أن السحب اليومي من المياه لدفع التوربينات العملاقة لزوم توليد الكهرباء من شأنه خلق تموجات وحركة سريعة للمياه من الممكن أن تسبب تلف ونحر الحجارة المبني منها المعابد والمصنوع منها التماثيل بجزيرة فيلة بشكل سريع وعند طرح المشكلة علي المجتمع الدولي والمنظمات العالمية كانت هناك إستجابة سريعة من أجل إنقاذ مكان له أهمية وقيمة تاريخية لاتقدر بمال ومن هنا بدأ التفكير في كيفية نقل آثار جزيرة فيلة إلى جزيرة أجيليكا وبدأ العمل الجاد عام 1972م عندما بدأت سفن دق الخوازيق في قاع النيل لتخليق سد مؤقت حول جزيرة فيلة لحجز المياه خارجها وأستغرق هذا العمل مدة عامين لزوم دق حوالي 3000 خازوق لتخليق هذا السد المؤقت ثم بدأت عملية تفكيك الآثار ونقلها ثم تجميعها في مكانها الحالى فوق جزيرة أجيليكا
ويمكن زيارة المعبد حاليا والوصول إليه باللنشات والمراكب وتقام فيه ليﻻ عروض للصوت والضوء بلغات مختلفة تحكي تاريخ المعبد ومراحل بنائه وعملية نقله وتجميعه من جديد في مكانه الحالي ولذا فهو قد أصبح من أهم المزارات السياحية في مدينة أسوان والتي يحرص كل زائر لها سواء من المصريين أو الأجانب علي زيارته من خلال نزهة نيلية جميلة يتمتع فيها الزائرون بسحر وجمال نهر النيل ومشاهدة معالم أسوان الجميلة الرائعة أثناء ابحارهم لزيارة ومشاهدة معابد فيلة وتكون ذكرى جميلة لا يمكن نسيانها طوال العمر يقوم الزائرون بتوثيقها من خلال تصوير بعض أفلام ومقاطع الفيديو والتقاط الصور التذكارية بين معالم الآثار الخالدة للأجداد والتي تشهد علي حضارة مصر منذ آلاف السنين