بقلم / وليد المصري
أحد شباب ثورة 25 يناير و30 يونية
مؤسس حملة تمرد سابقا
تتبدل الاحوال في مصر وتتعاقب الاحداث والانظمة السياسية وتتغير الحكومات والمجالس النيابية وتبقي حالة المواطن ثابتة لا تتبدل ولا تتغير . الاغلبية الساحقة من المصريين ابناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة الذين عانوا من التهميش والفقر والبطالة والمرض والجهل وانعدام الوعي . هؤلاء هم من خرجوا في الثورة (25 يناير – 30 يونيو ) وخاض ابنائهم معارك اسقاط سياسات مبارك ومرسي , ورسمت ملامح هؤلاء وحركتهم في الشارع مطالبهم المشروعة وهي – الاستقلال للوطن وكرامة المواطن واقامة عدالة اجتماعية وبناء مجتمع الحريات والقضاء علي التطرف الفكري .
بعد ثورتين قادهما الشعب المصري وجد نفسه لم يغير شئ بل وانه يستلزم معارك جديدة ليثبت لمن حوله انه ثائر حر ناضل وضحي وثار من اجل الجميع – فالثوار لم يعترضوا علي زيادة مرتبات الظباط ( جيش – شرطة ) بعد 25 يناير , ولم تعلن الجماهير انتفاضة ضد علاوات القضاة رغم ان معظم هؤلاء هم من قاوموا الثورات . لان الثائر الحر لا يحمل حقدا لأحد فهو يسعي لتحقيق مصلحته الشخصية في ضوء تحقيق مصلحة الجماعة الوطنية التي تعيش معه علي نفس الارض وتحت نفس السماء .لن أتحدث أكثر من ذلك في سياسة الدولة علي طريقة الباب اللي يجيلك منه ريح , ولكني أريد أن اناقش الجانب النفسي والمعنوي لكل ثائر حر شارك في ثورات مصر وكان ولا يزال يحمل اهداف مشروعة .
– تستطيع أن تلمح نظرات السخرية والتهكم الممزوجة بالألم والاسي في عيون كل من ينتمون الي الطبقات الفقيرة والمتوسطة عندما ينفردوا باحد الثوار – لسان حالهم جميعاً – منك لله ولا عرفت تحررنا ولا سبتنا في حالنا مع ابو علاء .
– تستطيع ان تلمح نظرات الشماتة في عيون رجال الشرطة الذين رفعهم الثوار علي الاعناق بجانب قواتنا المسلحة في ثورة 30 يونيو لتصبح أول مصالحة مجتمعية بين الثورة والسلطة والشعب في اهم معارك الوطن من اجل استقلاله . رغم كل هذا لا يستطيع الباشا ان يواري حقده امام هؤلاء متصورا انهم من اهانوا هيبة جنابه في 25 يناير .
– تتجسد وتتجلي أكبر معاناة لكل ثائر حر يدافع عن الجماهير والوطن ولا ينتمي لغيرهما في عربات المترو – حيث يجتمع بقايا نظام مبارك وكتائب الاخوان والجماعات السلفية بالاضافة الي المخبرين الذين يملأون الارض ضجيجا – في هذا المشهد العبثي الذي ينقسم فيه الوطن ويتفتت لصالح جماعات ضيقة يتوحدوا جميعا ضد شاب في العقد الثاني او الثالت من عمره وتكون النتيجة – اما انك كافر لان الثورة حرام اصلا – او انك امريكاني لانك قاومت فساد مبارك – او تكون نهايتك انك عاصي لله ومسلم درجة ثانية وعبد بيادة لانك شاركت في 30 يونيو وأخيرا وفي كل الاحوال المخبرين يسجلون انك اهم خلايا نائمة في عربة المترو وينطلقوا جميعا فرحين .
هذه المشاهد ليست مجرد سطور عبثية لمعاناة شخصية ولكنها قصة كل يوم لجيل كامل من شباب مصر كل ذنبهم أنهم قرروا أن يكونوا مصلحين فقاومهم الجميع وسخروا منهم ثم حاربوهم ثم انتصرت فكرتهم ولكنهم لا يزالوا في خندق الاتهام من الجميع . وبالنيابة عن الجيل الذي انتمي اليه وباعتباري جزء منه وليس معبراً عنه أستطيع أن أقول بكل شجاعة ونبل وشرف تعلمتهم من هؤلاء الشباب : إن الثورة حق وتغيير الاوطان ضرورة وهدمها خيانة