قرأت لك

معارك فى حياة الفنانين قديما

احجز مساحتك الاعلانية


كتب _دكتور اشرف المهندس
رغم ان هذا الوسط الفنى وحياة اهل الفن التى هى امام المجتمع طول الوقت ولا غيرها من القديم الى الان وهو لايخلو من كل اشكال العنف الا انه قديما كان له رونق خاص .
ومن أشهر تلك المعارك، واحدة بين فايزة أحمد فى بداية عهدها الغنائى خلال الخمسينات وسعيد أبو السعد فى مبنى الإذاعة وسط القاهرة، وكان السبب خلاف حول إعداد بعض الحفلات الخارجية، كما شهد مبنى الإذاعة خلال شهر نوفمبر 1958 معركة بين إحدى المذيعات وموظف إدارى انتهت بأن خلعت المذيعة حذاءها وضربت به زميلها الذى أصر على أن يحتفظ بالحذاء فى مكتبه، وأغلق المكتب بالمفتاح وأبلغ الشرطة، وفى تحقيقات النيابة كان الحذاء المستند الأول فى الدعوى.
أما المسارح والبلاتوهات والاستوديوهات فشهدت مشاهد من المعارك المثيرة والحامية، ففى عام 1938 عرف كازينو البوسفور مواجهة بين الراقصة امتثال فوزى وأحد الفتوات الذين كانوا يفرضون اتاوات على الراقصات، مقابل حمايتهن، عندما قررت امتثال عدم الامتثال له، والامتناع عن الدفع، متحدية فؤاد الشامى أكبر فتوات شارع عماد الدين وعلى أثر هذا التحدى اغتالها..
وشهد الشارع نفسه الكثير من المعارك أهمها بين بديعة مصابنى والناقد عبد الرحمن نصر الذى تعمد الإساءة إليها فى مقالاته، وفى إحدى الليالى تربّصت به مجموعة بلطجية بتحريض من “مصابنى” وأمسكوا به وكمموه وأوثقوه بالحبال حتى فقد الوعى فلما استعاده تخلى عن النقد الفنى واتجه إلى النقد السياسى.
وعرف عن بديعة مصابنى أيضا مواجهاتها الساخنة مع زوجها ملك الكوميديا نجيب الريحاني فى عمارات الخديوي، وهى أشهر العمارات التاريخية فى شارع عماد الدين، وكانت بديعة دائمة السهر تدعو كبار أهل الفن والسياسة إلى منزلها، وذات يوم عاد الريحانى إلى إحدى تلك السهرات، التى كان يعترض عليها فثارت ثائرته وطارد الحاضرين حتى طردهم ثم انهال على بديعة مصابنى بالضرب، ولم يتركها إلا جثة شبه هامدة، وبات نجيب الريحانى ليلة فى قسم شرطة الأزبكية، متهما بالشروع فى قتل زوجته، لكن الأمر انتهى بمصالحة وأخذ التعهد عليه بعدم التعرض لها مرة أخرى.
وعلى الرغم من ذلك فإن نجيب الريحانى له مواقف تراجيدية – كوميدية،إذ ارتبط عاطفيا بفتاة على درجة كبيرة من الجمال من المجر تدعى غلاتا وأثناء وجوده فى منزلها حضر أحد أقاربها وانهال على الريحانى ضربا وأصر على تجريده من ملابسه وإرساله إلى منزله فى ملابسه الداخلية، وفوجئ البوابون والخدم والجيران فى الشوارع بنجيب الريحانى يجرى بسرعة بملابسه الداخلية، وعلى رغم غرابة الموقف اعتقدوا أن الريحانى يقوم بأداء مشهد سينمائى فقوبل بالتصفيق.
أما سارة برنارد الشرق وبطلة فيلم “العزيمة” فاطمة رشدى فقد كان لها تاريخ طويل فى عالم المشاجرات، حيث شهد مبنى الإذاعة إحداها بعد إعلان الحرب العالمية الثانية، حين امتنع حارس الإذاعة عن السماح لها بالدخول فقالت له: “انت مش عارفنى أنا فاطمة رشدى كبيرة ممثلات الشرق”.. وخلعت حذاءها وانهالت على الحارس ضربا وانتهى الأمر فى قسم الشرطة.
أما مقهى الفن فقد شهد عراكا حاميا على حب فاطمة رشدى بين أحد أساتذة الجامعة وعملاق المسرح “عزيز عيد”، حين قام الثانى بإلقاء بعض الملابس القديمة على الأول فقام أستاذ الجامعة وأخذ يعطس عطسا شديدا فاعتدى عليه عزيز عيد، إلا أن أستاذ الجامعة استطاع تحطيم كل ما فى قهوة الفن من أدوات وحضر البوليس واصطحب الحبيبين إلى الحبس وقرر إغلاق المقهى يومين وتغريم المتهمين مصاريف الإصلاح وشراء أدوات جديدة.
ومن حكايات فاطمة رشدى أيضا مشهد نقلته مجلة (المصور) فى العدد 1779 الصادر فى 14 نوفمبر عام 1958، وجمع هذا المشهد فاطمة رشدى وزينب صدقى أثناء عرض مسرحية “النسر الصغير” على مسرح رمسيس إذ صاح يوسف وهبى فى وجه فاطمة رشدى لرفع صوتها لأن الجمهور لا يسمعها ،وهنا سمعت فاطمة أصواتا نسائية تضحك من خلف الكواليس بينها صوت زينب صدقى، وبعد نزول الستارة توجهت رشدى إلى غرفة صدقى وحصل عراك نسائى وتبادلت كلتهما فيه ألفاظ نابية ثم تطور الأمر إلى تمزيق الملابس وحضور الشرطة وقرر يوسف وهبى إزاء هذه الفضيحة فصل فاطمة رشدى نهائيا من فرقة رمسيس.
أما يوسف وهبى فعندما ضاق بالنقد قرر مطاردة النقاد الذين اعتادوا الإساءة إليه فقام بتشكيل جناح عسكرى بقيادة أحد عسكر مدير مسرح رمسيس الذى أحضر البلطجية لضرب النقاد.
وثمة مشاجرة نسائية كانت أشبه بمباراة فى الملاكمة بين تحية كاريوكا وأمينة محمد خالة الراحلة القديرة أمينة رزق، ومسرح الواقعة كازينو “الدولز” فى شارع عبد الخالق ثروت، ويرجع ذلك أن تحية كاريوكا أصرت على ارتداء بدلة رقص كانت تملكها أمينة محمد، وهنا بدأ الضرب النسائى وسط تصفيق حاد من الجنود الإنجليز الحاضرين.
أما شارع الهرم وفى افتتاح كازينو الأوبرج عام 1945 فشهد مشاجرة كبيرة حضرها محمد عبد الوهاب ونجوم المجتمع فى الفن والسياسة والأدب ووقعت عندما رقصت تحية كاريوكا على أغنية “الفن” وأعقبها عبد الغنى السيد الذى كان صديقا لحورية محمد فاستبدل فى أغنيته المشهورة عبارة “دى تحية يا وله.. ولوليه يا وله”.. بدلا من “دى حورية يا وله”.. وثارت أعصاب حورية محمد ووالدتها نرجس الحاضرة خلف الكواليس وبعد انتهاء رقصة كاريوكا وعبدالغنى السيد بدأ العراك واستخدمت فيه الأيدى والأرجل والأحذية والزجاجات.

Related Articles

Back to top button