تعد الثورة العرابية بقيادة الزعيم أحمد عرابي أول ثورة مصرية في العصر الحديث وإحدى الحلقات الرئيسية في تاريخنا الوطني وإليها يرجع الفضل في وضع الدستور وقد كان شعارها ( مصر للمصريين ) .
لقد سجل التاريخ الكفاح الوطني المخلص للزعيم أحمد عرابي ورفاقه ففي الساعة الرابعة عصر يوم الجمعة الموافق التاسع من سبتمبر عام 1881م وصل عرابي ورفاقه بصحبة 4000 من الجنود وجموع غفيرة من الشعب تجاوزت الآلاف وعرض أحمد عرابي مطالب الشعب فقال الخديوى محمد توفيق) :
لاحق لكم فى هذه المطالب فأنا ورثت هذه البلاد عن أبائي وأجدادي وماأنتم سوى عبيد إحساناتنا فقال أحمد عرابي في شجاعة وكرامة : ( لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا فوالله الذى لاإله إلا هو إننا لانورث ولانستعبد بعد اليوم ) .
وبعد ذلك شاور الخديوي مع حاشيته في مطالب الشعب التي عرضها أحمد عرابي ثم وعد بإجابتها فشكر عرابي ثم انصرف إلى موطنه هرية رزنة بمحافظة الشرقية بعد أن ودعه أهل القاهرة بالحب والتقدير والموسيقي وعندما وصل موكب الزعيم أحمد عرابي إلى مدينة الزقازيق استقبله شعب الشرقية بالتأييد.
لم يكتب النجاح للثورة العرابية وتم استبعاد أحمد عرابي ونفيه في جزيرة سرنديب وفي الرابع والعشرين من شهر مايو عام 1901 صدر قرار العفو عن الزعيم أحمد عرابي بعد أن قضى 19 سنة في المنفى أستطاع خلالها تعلم بعض اللغات الأجنبية وتعليم أهالي الجزيرة اللغة العربية وأمور الدين الإسلامي
كما أسس المدرسة الإسلامية بالجزيرة وفي التاسع والعشرين من شهر سبتمبر عام 1901 وصل الزعيم الوطني أحمد عرابي إلى مصر واستقر ببيته بالمنيرة واهبا وقته للعبادة والصلاة حتى فاضت روحه إلى بارئها في 22 سبتمبر عام 1911 تاركا كفاحه الوطني للتاريخ يتدارسه جيلا بعد جيل.
قال المستشرق الأجنبي ولفريد بلنت : ( لم يكن عرابي يخطو خطوة واحدة بدافع الطمع الشخصي وقد تجلى ذلك في حرصه الشديد الذي هو من صفات الزعامة الصادقة على قضية مصر وهو في محنته ، فلكم عاش شديد الاهتمام بان يرد كل مطعن يوجه إلى الثورة دون أن يعني قليلا أو كثير بما يقال عن شخصه )
تخليدا للثورة العرابية وزعيمها الوطني أحمد عرابي اتخذت محافظة الشرقية من وقفة ابنها البار ضد الخديوي توفيق يوم التاسع من سبتمبر عيدا قوميا لها وعيدا للفلاح المصري كما أقامت متحفا يحمل اسمه تخليدا لذكراه ويضم هذا المتحف بعض اللوحات التاريخية لأشهر مواقف الثورة العرابية مع مجموعة من التماثيل لوزراء وقادة الثورة هذا بالإضافة إلى بانوراما مجسمة لموقف الزعيم الوطني أحمد عرابي ضد الخديوي توفيق بميدان عابدين .
أذكر أن الثلاثي الشرقاوي مرسي جميل عزيز وسيد إسماعيل وعبد الحليم حافظ قرروا تقديم أغنية في احتفالات المحافظة بعيدها القومي فقال مرسي جميل عزيز : سوف اكتب الكلمات ، وقال سيد إسماعيل : سوف اعمل اللحن ، أما الغناء فسوف يقوم به عبد الحليم حافظ ..
وبالفعل كتب مرسي جميل عزيز :
يا بو رمش بيجرح و يداوي
وعيون يوصفها مغناوي
من غير ما تقول
رمشك قالي
أنا من الزقازيق
أنا شرقاوي
ولكن القدر لم يمهل للعندليب عبد الحليم حافظ لتقديم هذه الأغنية نظرا لسفرياته المتعددة للخارج من اجل العلاج والحقن .