بقلم / خالد الترامسي علي مدي ما يربو علي السبعة ساعات ذاق خلالها المُخْتَطَفين من علي متن طائرة مصر للطيران كافة ألوان الخوف ولربما لم يستطع بعضهم أنا يصلب طوله فوقع مغشيا عليه ومن بلغ حالات الهستيريا ، ومنهم مَنْ سينتابه مرضا نفسيا من مجرد رؤوية منظر طائرة حتي ولو كانت “لعبة أطفال ” ومنهم من تبول تبولاً لا إراديا . نتخيل أنْفُسَنا ونحن علي هذه الشاكلة ماذا سيكون ما عليه حالنا ، الوضع جَدٌ غير مألوف ، ولربما عايش ذوي المختطفين هذه الحالة وعايشوها ولربما بدرجات خوف أكثر من المختطفين أنْفُسَهُم ، فمن كانوا علي متن الطائرة لربما شعروا بمؤشرات أولية بمدي تفاهة الحادث ، أما ذويهم فلربما إعتقدوا أن المختطفين مآلُهُم القتل في أبشع صوره ، فلربما لن يحصلوا حتي ولو علي جزءاً يسيراً من أجسادهم التي ستطاير كذرات في الهواء .
هذا حال المختطفين وذويهم ولربما لكثير من المصريين الذين عايشوا تلك الساعات من القلق المتواتر والمتزايد من دقيقة إلي أخري .
كل ذلك وتتحدث شركة مصر للطيران عن توفير تذاكر طيران للمسافرين إلي بلدان أخري ، أنا لا أتحدث عن ثَمَةِ تعويض ولكن أتحدث عن الإستخفاف والإستهتار الفج من خلال تصريحات جوفاء لا تستقيم مع الحدث وهذه معلومة لا تحتاج إلي نشر أو تصريح ولكنها أقل الواجبات فإنه حق وليس منحة ، المختطفين وكما يتضح لي وباستقراء الواقع أنهم ليسوا في حاجة إلي تذكرة وغيرها ، فإنهم مترفون يعيشون حياة الترف من يركب طائرة من الإسكندرية إلي القاهرة وغالبهم ليسوا ترانزيت يدل علي أنهم من كبار رجال الأعمال .
الأمور لا تدار بهذه الألية لا بد وأن نكون علي قدر المسؤولية فيما ننطق به ، فالأمر بلغ أقصي حدود السخرية ، ونحن أمام دولة ولسنا أمام قرية ، تسويق الأحداث لا بد وأن يتسم بالفطنة واللباقة وحسن التصرف .
الخطأ خطأ ولا بد أن نعترف به ومعالجة أثاره ولا بد من محاسبة المخطأ والمقصر علي تقصيرة ، العدالة الموضوعية تقتضي ذلك ، نحن أمام أمرٍ جَلَل والخطأ فيه يترتب عليه إزهاق أرواح أناس أبرياء ، سلامة المواطنين تتطلب تدابير أمنية محترمة واعية ، تلك طبيعة المرحلة التاريخية التي نعايشها والتي أدخلنا فيها أنفسنا بأنفسنا ، وأعلم وأتيقن أننا عبثنا بأوطاننا وما زلنا نعبث ، فليتقي كل مؤتمن علي أمانته .