كتب دكتور / عصام حشمت محمد ” مدرس ترميم الآثار بكلية الآثار بقنا “
إذا نظرنا إلى مصر نجد أن لها طابعا مميزا في كل شئ يجعل منها بلد متفرد عن غيره من بلدان العالم فهي صاحبة أقدم حضارة علي وجه الأرض وجندها من خير أجناد الأرض وفي رباط إلى يوم الدين، كما ينسب للشعب المصري أنه صانع أقدم حضارة في تاريخ البشرية فإن شعبها من أول الشعوب التي ثارت ضد الطغيان والظلم ليثبت للبشرية أنه أول من عرف الحرية والديمقراطية ونادي بها من آلاف السنين، يؤكد للعالم أن مهما بلغت قوة وجبروت الحاكم لن يصمد أمام إرادة الشعب المصري. ثورة الجياع هي أول ثورة حدثت في التاريخ قام بها المصريون ضد الملك بيبي الثاني أحد أفراد الأسرة السادسة فحسب ما ورد في بردية ايبوير من وجود حالة مجاعة وفقر وتردّى أحوال مصر في عهد الملك وحدوث ثورة واضطراب شعبي كبير نتيجة للفقر الشديد وهذا ما أكّدته برديات إيبوير وكذلك حسب ما ورد في حجر جنوب سقّارة وهرم بيبى الثاني ونصوص الأهرام التي وجدت في أهرامات عائلة الملك بيبى الثاني في جنوب سقّارة من وصف لعصر بيبى الثاني، ما أكدّه المسح الجيولوجي للعصر الهولوسينى أنه حدثت في عهده مجاعة وفقر شديد حيث تمّ تأكيد حدوث الظاهرة والتي تؤكّد وجود ظواهر انخفاض في منسوب النيل في مصر وكذلك في عدّة مناطق أخرى على مستوى الكوكب الأرضي منها بلاد العراق والجزيرة العربية وشمال أفريقيا ككل. ¬¬ظلّ بيبي الثاني في سدّة الحكم فترة طويلة قيل 94 عام وقال البعض بل ظلّ في الحكم قرابة 64 عام بسبب اختلافات في طريقة الحساب للسنوات بالنظام النصف سنوى. أول ثورة في تاريخ الخلافة الإسلامية قام بها شعب مصر: بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر عام 1801م سادت في البلاد نوبات من الصراعات السياسية أدت إلي حدوث اضطرابات في البلاد حدث علي أثرها تدهور الأوضاع فما كان من الشعب المصري إلا أن يثور ضد الوالي العثماني خرج الشعب في 14 من صفر 1220هـ / 13 من مايو 1805م بقيادة الزعيم الوطني “عمر مكرم” في ثورة شعبية ضد تعسف الوالي العثماني “خورشيد باشا”، ونجحت هذه الثورة في إقصاء “خورشيد” عن الحكم، واختيار “محمد علي” واليًا على مصر بإرادة الشعب المصري في أول مرة في تاريخ الخلافة الإسلامية مما سبق يتضح أن الشعب هو من يقرر مصيره ومهما طالت فترة الحاكم وظلمه لابد أن تنتصر إرادة الشعب في النهاية ” أذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ” ابوالقاسم الشابي