عادة ما يعاني الاشخاص من مشاكل في النوم خلال الليلة الاولى لهم في مكان جديد، وبالرغم من شيوع الامر، الا ان العلم لم يكن قادرا على تفسيره. ولكن استطاع الباحثون في دراستهم الحديثة التوصل الى تفسير علمي لذلك ونشرها في المجلة العلمية Current Biology.
حيث تمكن الباحثون من تفسير هذه الظاهرة عن طريق اخذ صور لنتائج الفحوصات الخاصة باعصاب الدماغ اثناء النوم، بما فيها النوم خلال الليلة الاولى في مكان مختلف وجديد، كما قام الباحثون باخضاع المشتركين لتخطيط الدماغ المغناطيسي Magnetoencephalography والتصوير بالرنين المغناطيسي بالاضافة الى فحص تخطيط النوم Polysomnography.
وتفاجئ الباحثون بالنتائج التي عثروا عليها، حيث وجدوا انه خلال الليلة الاولى من النوم في مكان جديد، يكون الجزء الايسر من الدماغ اقل شعورا بالنوم مقارنة بالجزء الايمن، كما ان نصفي كرة الدماغ لم ياخذوهم النوم بالمقدار نفسه ايضا.
اما بالنسبة للوقت الذي يستغرقه الانسان للنوم، فوجد الباحثون انه يعتمد على التناسق ما بين نصفي كرة الدماغ، بمعنى انه كلما اختلف هذا التناسق بين النصفين يزداد الوقت اللازم للاستغراق في النوم، وهذا ما يحدث عادة في الليلة الاولى من النوم في مكان جديد.
ولاحظ الباحثون ان النصف الكرة الايسر من الدماغ يكون حساسا جدا للاصوات الخارجية خلال النوم، مما يزعج نوم الشخص بشكل اكبر.
في الليلة الثانية من النوم في مكان جديد، اختفت هذه المشاعر والحساسية اتجاه الاصوات الذي يشعر بها نصف الكرة الايسر من الدماغ.
عدم النوم الجيد خلال الليلة الاولى في المكان الجديد تترك اثارها السلبية على اليوم التالي، ولكن هل له اي اثار ايجابية؟ اوضح الباحثون ان هذا الامر يجعل الدماغ يقظ بعض الشيء حتى خلال ساعات النوم، ليتمكن من ابداد ردود الفعل المطلوبة ازاء الاصوات الغربية في المكان الجديد، بالتالي تقليل الخطر قدر الامكان.
وهذا الامر ينطبق على الحيوانات ايضا، حيث بين الباحثون ان الطيور على سبيل المثال تبقي عين مفتوحة اثناء النوم في مكان جديد لتحدي المخاطر.
ولكن بالطبع قد يكون الموضوع مزعجا، وبالاخص لدى الاشخاص الذين يسافرون كثيرا ويتنقلون بداعي العمل، الا ان الدماغ قد يكون قادرا على التاقلم مع ذلك الامر مع مرور الوقت على حد تعبير الباحثون، واضافوا ان اصطحاب الوسادة الخاصة بنا قد يساعدنا في النوم بشكل افضل في الاماكن الجديدة.