أکثر مسألة ملفتة للنظر في إيران، هو السعي المستمر وبصورة غير عادية من جانب نظام الملالي من أجل التسابق مع الزمن
بسبب من کونه أسوء النظم الدکتاتورية في العالم وإنه موغل في التعامل الدموي مع شعبه عموما والمعارضة النشيطة العاملة ضده خصوصا، وبسبب من نشاطاته ومخططاته العدوانية المستمرة وکونه بٶرة لتصدير التطرف والارهاب، فإن النظام الايراني يواجه قائمة طويلة جدا من المشاکل المختلفة وهو يعاني الکثير من جراء ذلك ولکن لابد من التنويه بأن مشکلته المعقدة التي لايجد لها حلا على الرغم من إنه يسعى لأکثر من 4 عقود على حسم أمرها، هي مشکلته في مواجهة منظمة مجاهدي خلق ایرانیة التي لم تنفع کل ماقد قام به من حملات غير عادية على مختلف الاصعدة ضدها، حيث بقيت هذه المنظمة تواصل صراعها ومواجهتها ضده الى درجة إن العالم کله صار يعرف بهذا الصراع وبالدور والتأثير النوعي لمجاهدي خلق فيها.
ما يجد الاشارة إليه وأخذه بنظر الاعتبار والاهمية البالغة هو إن منظمة مجاهدي خلق لم تکن مشکلة غير عادية بل وحتى إستثنائية للنظام الدکتاتوري الحالي الحاکم في إيران، بل إنها کانت أيضا تشکل نفس المشکلة لسلفه نظام الشاه الذي عجز هو الآخر في حسم أمرها والقضاء عليها، بل والاهم من ذلك إن منظمة مجاهدي خلق کانت العامل الاساسي والفعال الذي هيأ الارضية والاجواء المناسبة لإندلاع الثورة الايرانية والإطاحة بنظام الشاه.
اليوم وبعد 45 عاما من الصراع والمواجهة المستمرة الضارية بين هذا النظام وبين مجاهدي خلق، فإن الذي يلفت النظر هو إن المکانة والمنزلة الاعتبارية للمنظمة تتزايد قوة وهيبة عاما بعد عام فيما وصلت سمعة النظام الايراني الى الحضيض داخليا وخارجيا، بل والاکثر إيلاما للنظام وحتى جعله يشعر بالخوف والقلق البالغ، إن منظمة مجاهدي خلق في داخل وخارج إيران صار يتم طرحها بمثابة البديل الديمقراطي المنتظر للنظام.
من دون شك فإن النظام الايراني ومنذ تأسيسه ولحد الان، قد جرب کل مابوسعه من طرق وأساليب من أجل القضاء على المنظمة ولکن يبدو واضحا جدا بأنه وکما يقول المثل قد رکب أعلى مافي خيله داخليا ودوليا من أجل القضاء على المنظمة ولکنه وفي النتيجة النهائية فشل فشلا ذريعا، في حين إن المنظمة وهي تواصل عملية صراعها ومواجهتها ضد هذا النظام، فإنه قد أثبتت وبلغة الارقام دوره وتأثيرها النوعي على النظام وحتى يمکن القول بأنها قد أنهکت هذا النظام وأثخنته بالجراح، وأوصلته الى الحد الذي صار العالم کله يعرف بمدى ضعفه وشعوره بالهزال وحتى إنه لم يعد بإمکانه أن يضع حدا للنشاطات المتزايدة بإستمرار لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران،
ولذلك فإنه وبموجب کل المٶشرات فإن نهاية هذا الصراع والمواجهة لن تکون إلا لمنظمة مجاهدي خلق وستثبت الايام ذلك دونما أدنى شك.