شهد العالم في الأيام القليلة الماضية مشهدا مظلما لانتهاكات حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. ولم تؤدي هذه الأحداث إلى التشكيك في مبادئ حقوق الإنسان فحسب، بل أثارت أيضا تساؤلات حول مصداقية الأمم المتحدة.
أدانت الأمم المتحدة نظام الجلادين في إيران لانتهاكه أخطر مبادئ حقوق الإنسان 69 مرة. لكن في ذروة هذه الانتهاكات، تم تعيين ممثل لهذا النظام رئيساً للمنتدى الاجتماعي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ولم يكن هذا التعيين صادمًا فحسب، بل كان مخزيًا أيضًا.
وتظهر هذه الأحداث بوضوح اختفاء القيم الأخلاقية والقانونية في عالم السياسة والصفقات والتجارة. والسؤال الذي يطرح نفسه هل الممثل المنتخب هو فعلا ممثل إنسانيتنا وأخلاقنا؟
ومن ردود الفعل هذه عبارات مثل إهانة للمُثل الإنسانية المشتركة، وطعن قلب حقوق الإنسان، وانتهاك ضمير المجتمع الدولي، وتدمير مصداقية الأمم المتحدة، وخيانة السلام الإقليمي والعالمي، والاستهزاء بمصداقية المؤسسة الدولية.
تعرض تعيين ممثل النظام الإيراني رئيسا للمنتدى الاجتماعي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لانتقادات شديدة. وهذا التعيين لا يشكك في مصداقية الأمم المتحدة فحسب، بل يضعف أيضا نظام حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
ولا تمثل هذه الأحداث إهانة للضحايا الذين يتعرضون للانتهاكات والتعذيب والاعتداءات الرهيبة في إيران فقط بسبب تأكيدهم على حقوقهم الدستورية، ولكنها أيضًا تقوض على جهود الشعب الإيراني لتحقيق التغيير الديمقراطي وحقوقه الإنسانية.
وتظهر هذه الأحداث ضعف جدوى الأمم المتحدة بسبب تعيين ممثل جمهورية إيران الإسلامية ممثلا ينتهك حقوق الإنسان بشكل منهجي.
ولابد من طرح أسئلة مهمة حول هذا التعيين: لماذا أصبح نظام دكتاتوري، وهو نظام إرهابي غير متعايش يمثل البؤس والعنف الوحشي في العالم، رئيساً للمنتدى الاجتماعي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؟
في الماضي، تعرضت انتهاكات حقوق الإنسان لانتقادات شديدة في جميع أنحاء العالم من خلال التغريدات والمذكرات والصور، ولكن في هذا الوضع الجديد، حتى غالبية الممثلين في اجتماع مجلس حقوق الإنسان أعربوا عن اعتراضهم وغادروا الاجتماع. ولم يبق في الاجتماع سوى عدد قليل من الممثلين الذين يدعمون النظام الإيراني عادة.
وتظهر ردود الفعل هذه أن دعاة حقوق الإنسان والمبادئ الأخلاقية أصبحوا أكثر شيوعاً تدريجياً. وهم يتبعون الإيمان بمبادئ حقوق الإنسان والإنسانية والضمير والشرف وحقوق الإنسان الحقيقية. إذا كان عالمنا لا يزال لديه إمكانيات للحياة، فإن هؤلاء المبشرين يلعبون دورًا رئيسيًا في الحفاظ على المبادئ الأخلاقية والإنسانية في عالمنا.