قرر المؤتمر الوطني العام في طرابلس المشاركة في الحوار الذي ستعقد جلساته يومي 3 – 4 سبتمبر/أيلول في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
الأمم المتحدة تدعو “المؤتمر الوطني” الليبي للإسراع بالتوصل لحل ويسعى المبعوث الدولي إلى ليبيا ليوناردينو ليون إلى جمع الأطراف الليبية وبخاصة مجلس النواب المعترف به دوليا والمنعقد في طبرق، والمؤتمر الوطني العام الذي يمثل السلطة التشريعية لحكومة طرابلس بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي الانقسامات في هذا البلد.
وتعيد موافقة المؤتمر الوطني العام على المشاركة في جلسات الحوار في جنيف، الأمل في التوصل إلى اتفاق ينهي نزاعا داميا على السلطة أودى بحياة أكثر من 3800 شخص على مدى عام بحسب أرقام منظمة “Libya body count” المستقلة.
ويتطلع الليبيون، ومعهم الدول المجاورة والاتحاد الأوروبي، إلى اتفاق يوحد سلطتي البلاد المتمثلتين في حكومة طرابلس وحكومة طبرق، لمواجهة خطر التطرف المتصاعد المتمثل في تحول ليبيا إلى موطئ قدم لجماعات متشددة بينها “الدولة الإسلامية” وخاصة في مدينتي سرت ودرنة.
ويأمل الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، في أن يؤدي التوصل إلى اتفاق إلى تشديد الرقابة على الحدود البرية والبحرية لليبيا من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث تحولت سواحل ليبيا إلى منطلق يومي لمئات المهاجرين نحو السواحل الأوروبية التي لا تبعد سوى بضعة مئات من الكيلومترات.
وعلى الرغم من موافقة المؤتمر الوطني العام على العودة إلى جلسات الحوار، إلا أن التوصل إلى الاتفاق لا تزال أمامه عقبات، أولها تعديل مسودة وقعت من طرف واحد حتى تنال موافقة ممثلي طرفي النزاع، مجلس النواب في الشرق والمؤتمر الوطني العام في طرابلس، ثم التصويت عليها وإقرارها من قبل الجانبين.
ويأتي قرار المؤتمر الوطني العام بالمشاركة غداة لقاء عقده الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون مع أعضاء في المؤتمر الثلاثاء في اسطنبول. تأمل بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا أن يؤدي الحوار بين طرفي النزاع إلى التوقيع على اتفاق سلام بحلول 20 أيلول/سبتمبر الحالي، والبدء في تطبيقه خلال فترة شهر أي بحلول 20 تشرين الأول/أكتوبر.
ويهدف الاتفاق إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود مرحلة انتقالية تمتد لعامين وتنتهي بانتخابات تشريعية.
وكان مجلس النواب في مدينة طبرق اعتمد رسميا أسماء المرشحين لحكومة الوفاق الوطني التي من المنتظر أن يتم تشكيلها خلال جولة الحوار الوطني بجنيف بين الفرقاء الليبيين.
وصرح عضو مجلس النواب عيسى العريبي الأربعاء 2 سبتمبر/أيلول بأنه جرى اعتماد 12 شخصية لرئاسة حكومة الوفاق الوطني هم أبوبكر بعيرة رئيس وفد المجلس في الحوار الوطني وسفير ليبيا لدى الإمارات عارف النايض، ومندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم، وجاد الله عزوز الطلحي الذي تولى عدة مناصب في عهد القذافي بما فيها أمين اللجنة الشعبية العامة المعادل لرئاسة الوزراء، وعثمان البصير، وضو بوضاوية، وعبد السلام عبد الجليل، ومصطفى الهوني، ونبيل الغدامسي، ومحمد عبيد.
وكانت أطراف مشاركة في الحوار الليبي وقعت في يوليو/تموز الماضي بمدينة الصخيرات المغربية بالأحرف الأولى على مشروع اتفاق سياسي مبدئي لحل الأزمة في ليبيا.
وتمت هذه الخطوة بعد جولات حوار استمرت نحو تسعة أشهر وغاب عن التوقيع وفد المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، فيما وقع الاتفاق مبدئيا وفد برلمان طبرق المعترف به دوليا وممثلو عدد من المجالس البلدية والأحزاب السياسية.