بقلم المهندس/ طارق بدراوى مسجد ومدرسة السلطان حسن تم إنشاؤهما عام 1363م وموقعهما مابين القلعة وبركة الفيل وقد بناهما السلطان المملوكي حسن بن محمد بن قﻻوون وبدأ البناء عام 1356م وإستغرقت عملية البناء 7 سنوات حيث إنتهت عام 1363م وكان السلطان حسن قد مات قبل أن ينتهي البناء بسنتين ولم يدفن في الضريح الموجود بالمسجد بل دفن فيه ولداه الشهاب أحمد وإسماعيل وكان السلطان حسن قد تولي الحكم عام 1347م خلفا لأخيه الملك المظفر حاجي وكان سنه 13 سنة ولم يكن له في أمر الحكم شيئا لصغر سنه وكان الأمر بيد أمرائه فلما بلغ سن 18 سنة أمسك بزمام الحكم وأستبد بالحكم فقام أمراؤه باعتقاله وفي محبسه شغل نفسه بتحصيل العلم ثم أعاده الأمراء إلى الحكم مرة أخرى عام 1354م وظل بالحكم 7 سنوات إلى أن مات مقتولا عام 1361م ولم يبلغ سنه 30 عاما بعد وهذا الأثر الهام يعد من أعظم آثار العمارة اﻹسﻻمية في مصر وأجلها شأنا فقد جمع بين ضخامة البناء والفن الهندسي المعمارى الرفيع وتبدو فيه مظاهر دقة صناعة البناء وجمال وتنوع الزخارف ودقة أعمال الحفر علي الحجر ودقة وجمال وروعة أعمال الرخام في إيوان القبلة ومحرابيها ومنبر المسجد وبالمسجد صحن مكشوف مساحته 32م × 34.6م وتشرف عليه 4 إيوانات متقابلة ومتعامدة أكبرها إيوان القبلة وتحصر بينها 4 مدارس لتدريس مذاهب اﻹسﻻم اﻷربعة ويتوسط الصحن قبة معقودة تغطي مكان الوضوء مرتكزة علي 8 أعمدة رخامية ومساحة القبة 21م × 21م وإرتفاعها 48م ومدخل المسجد يمتاز بضخامته وتنوع وجمال زخارفه المحفورة في الحجر وللمسجد مئذنة إرتفاعها 84م وهي أعلي مئذنة في مساجد هذا العصر وإلي يسارها توجد مئذنة أخرى أقل إرتفاعا وكان للمسجد باب نحاسي يعد من اجمل الأبواب المكسوة بالنحاس المشغول علي هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محفورة ومفرغة بزخارف دقيقة وكذلك كان باب المنبر علي نفس الشكل وكان بالمسجد مجموعة كبيرة من الثريات النحاسية الضخمة والمشكاوات الزجاجية التي كانت تستخدم في اضائته ولهذا المسجد أيضأ واجهتان هامتان أولها الواجهة الرئيسية وطولها 150متر وبها شبابيك وتنتهي من أعلى بكورنيش ضخم من المقرنصات متعددة الحطات والتي تبرز حوالي 1.5 متر وهذه الواجهة بها المدخل العظيم الذى يبلغ ارتفاعه 38 متر ويمتاز بزخارفه المتنوعة المحفورة او الملبسة بالرخام وبمقرنصاته البديعة وبه الباب النحاسي السابق وصفه وثانيها الواجهة المطلة علي ميدان صلاح الدين وتتوسطها قبة المسجد وعن يمينها توجد المئذنة الكبيرة وعن يسارها توجد المئذنة الصغيرة للمسجد ويعد هذا المسجد في وقتنا الحالي من أهم المزارات السياحية الهامة في مدينة القاهرة والتي يقصدها السائحون من جميع الجنسيات العربية والأجنبية للتعرف علي فنون العمارة اﻹسﻻمية في مصر ومشاهدة آثار مصر الإسلامية العظيمة التي لاتتواجد في دولة إسلامية أخرى حيث يوجد بها آثار عديدة تشهد علي 10 قرون من عمر الزمن بداية من الفتح الإسلامي لمصر في القرن السابع الميلادى حيث نجد مسجد عمرو بن العاص ومقياس النيل بالروضة ومرورا بالدولة الطولونية حيث نجد مسجد أحمد إبن طولون والدولة الفاطمية وآثارها الكثيرة مثل مسجد الحاكم بأمر الله وسور القاهرة القديم بأبوابه وأهمها باب الفتوح وباب النصر وباب زويلة والدولة الأيوبية ومن آثارها قلعة صلاح الدين وأخيرا نجد الآثار الإسلامية العظيمة التي تميز بها عصر دولة المماليك والتي استمرت منذ منتصف القرن الثالث عشر الميلادى وحتي بداية القرن السادس عشر الميلادى ومن أهم آثارها مسجد الظاهر بيبرس ومسجد المؤيد ومسجد السلطان الغورى وذلك بالإضافة طبعا لمسجد ومدرسة السلطان حسن موضوع هذا المقال