كتب – رياض حجازي
بني مسجد حديقة قصر شويتزينجين في الفترة ما بين ( 1779-1791 ) ويعرف بأنه أقدم مساجد ألمانيا الباقية ..
تم إنشاؤه بأمر من الأمير “كارل فيليب ثيودور” حاكم إمارة “بفالز وبافيرا” ؛ وقد قام بتصميمه مهندس فرنسي يدعى “نيكولاس دي بيجاجي” وغلب عليه الطراز العثماني مختلطًا بالطراز الكلاسيكي الأوروبي .. ولم يكن هناك أية نية حينها أن يستخدم المبني لأغراض دينية إسلامية بل بُنِي بهدف الزينة فحسب فقد كانت أشبه بموضة حينها سرت بين أمراء أوروبا في القرن الثامن عشر نتيجة تأثرهم بالحضارة العثمانية وطرازها المعماري الفريد، وقد بدأ هذا الاهتمام عند نهاية القرن الثامن عشر وتَواصل في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ويذكر المسؤولون أنَّ الكتابات العربيَّة التي على الجُدران تحتوي على العديد الأخطاء؛ لأنها نُحِتَت من قِبَل فنَّانين ليسوا على دِراية باللغة العربية في الأساس ..
ومن الجدير بالذكر أن المسجد من الداخل لا يتناسب وتأدية الصلاة بسبب نقص بعض العناصر الأساسية فيه فعلى سبيل المثال لا يحتوي على محراب إلا أن المسلمين قد استخدَموه في بعض الحقب الزمنيَّة كمسجد بعدما نجحت الجالية المسلمة المقيمة في الحصول على إذن من البلدية لتأدية صلاة العيد بداخله وأكملوا ما هو ناقص بالمسجد وكان ذلك في ستينات وسبعينات القرن الماضي حيث لم يكن هناك العديد من المساجد المتاحة في ألمانيا مثلما هو الآن ..
ويُعَدُّ هذا المسجد مِن أفخم وأثمن الآثار الموجودة في حديقة القصر، ولقد استُخْدِم على مَرِّ السنوات في أغراض مختلفة، فمثلاً: استخدم كمستشفى في عامي 1870 و1871 أثناء الحرب التي شنَّها الألمان على فرنسا والآن يُعَدُّ هذا المسجد أثرًا هامًا يقصده السائحون ..
