السياحة و الأثار

مسجد سيدى بشر

احجز مساحتك الاعلانية

اعداد / طارق بدراوى
مسجد سيدى بشر يعد من أشهر مساجد مدينة الإسكندرية وقد سميت المنطقة حوله والشاطئ من أمامه أيضا بإسم سيدى بشر وهو الشاطئ الذى يعد حاليا من أشهر شواطئ الإسكندرية والذي يرتاده المصطافون من كل أنحاء مصر كل صيف وهذا المسجد ينسب إلى الشيخ بشر بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن بشر الجوهرى وهو من سلالة آل بشر الذين وفدوا إلى الإسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجرى وأوائل القرن السادس الهجرى مع من وفد من علماء المغرب والأندلس إليها في تلك الفترة حيث ظهرت في الإسكندرية حينذاك مدرستان اسلاميتان كبيرتان جذبتا إليهما الكثير من الأتباع وطلاب العلوم الفقهية وهما المدرسة السلفية والمدرسة الصوفية وكان الشيخ بشر الجوهرى من أتباع المدرسة الصوفية فقد كان متصوفا زاهدا اعتزل العالم وأقام في منطقة منعزلة علي شاطئ البحر المتوسط بمدينة الإسكندرية بالمكان الذى به مسجده المعروف باسمه حاليا وكان معروفا بزهده وتقواه وقد توفي عام 528 هجرية
وعند وفاته تم دفنه في نفس مكان إقامته وأقام الأهالي له ضريحا حول قبره ولما امتد العمران بمدينة الإسكندرية تم إقامة مسجد حول الضريح وكان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر الميلادى في أيام الخديوى عباس حلمي الثاني والذى اهتم بصيانته وعمارته وكان يأتي إليه كل جمعة ليصلي فيه وقت وجوده في الإسكندرية خلال فصل الصيف وفي عام 1945م وفي عهد الملك فاروق تم توسعة المسجد وأضيفت إليه مساحة جعلته أربعة أضعاف المساحة التي كان عليها وفي عام 1947م وفي عهد الملك فاروق أيضا تم إقامة ميدان واسع وحديقة أمام المسجد وفي مواجهة شاطئ البحر المتوسط وليصبح حي سيدى بشر من أشهر أحياء الإسكندرية وفي عام 2000م وفي عهد محافظ الإسكندرية الذى أحبه أهلها اللواء/ محمد عبد السلام المحجوب تم تجديد واجهات المسجد وتطوير وتجديد الميدان والحديقة أمامه علي يد أحد شركات الإستثمار العقارى التي يملكها رجل أعمال قبطي تعبيرا عن روح التسامح والإخاء والوحدة الوطنية التي يتسم بها شعب مصر بوجه عام ثم أعيد التجديد والتطوير مرة أخرى عام 2015م
وكان الموقع الذى أقام به الشيخ بشر الجوهرى عندما وفد إلى الإسكندرية يعتبر مكانا نائبا ويبعد عن حدود مدينة الإسكندرية القديمة التي بناها الإسكندر الأكبر وأكملها خلفاؤه البطالمة خلال القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد والتي كانت حدودها الشرقية والغربية مابين منطقة الإبراهيمية ومحطة الرمل حاليا وظلت تقريبا علي نفس حدودها في أيام الرومان ثم بعد الفتح الإسلامي وخلال الدولة الطولونية والدولة الفاطمية والدولة الأيوبية ولم تبدأ المدينة في التوسع العمراني إلا خلال عصر المماليك حيث زحف العمران شرقا وغربا ودخلت منطقة سيدى بشر الحالية داخل حدود المدينة بعد أن كانت خارجها وليصبح ضريح سيدى بشر مزارا يفد الناس إليه وليصبح مسجده يعج بآلاف المصلين وخاصة في فصل الصيف حيث يفد المصطافون إلي المدينة الساحلية عروس البحر الأبيض المتوسط من شتي أنحاء البلاد للتمتع بجوها الساحر وشاطئها البديع وكان مما سهل الوصول إلى منطقة مسجد سيدى بشر إنشاء كورنيش الإسكندرية في عهد الملك فؤاد في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين الماضي علي يد رئيس وزرائه إسماعيل صدقي باشا
ويقع مسجد سيدى بشر علي ربوة عالية عن الشارع أمامه وفي مواجهة البحر المتوسط وكورنيش الإسكندرية مباشرة ويوجد منحدر يوصل إلى مدخل المسجد والذى يتكون حاليا من مستطيلين منفصلين أحدهما جهة الشمال أى إلي جهة البحر والثاني إلى الجنوب منه والمسنطيل الشمالي يتكون من صحن مكشوف تحيط به الأروقة من 3 جهات هي الجهات الشرقية والغربية والشمالية أما الجهة الجنوبية فليس بها رواق ويضم هذا المستطيل دورات مياه المسجد ومكان الوضوء وبخصوص المستطيل الجنوبي فهو الذى به ايوان القبلة والمكون من 3 باكيات بها أعمدة مثمنة الشكل وتحمل عقودا مدببة ويضم ابوان القبلة عدد 4 أروقة موازية لحائط القبلة
وفي الضلع الغربي لايوان القبلة يوجد الضريح وهو عبارة عن غرفة مربعة الشكل تعلوها قبة محملة على رقبة مرتفعة وفي أركانها مقرتصات مصفوفة في 7 صفوف ويعود تاريخ هذه القبة إلى المسجد القديم الذى تم تشييده في أواخر القرن التاسع عشر الميلادى قبل التوسعة التي تمت بالمسجد في منتصف القرن العشرين الماضي كما يتميز مسجد سيدى بشر بمئذنته الدائرية المكونة من حطتين سفلية وعلوية والسفلية بها فتحات طولية معقودة وتعلوها شرفة بارزة أسفلها مقرنصات جميلة الشكل وتلك الشرفة تمثل فاصلا بين الحطتين وبخصوص الحطة العلوية فهي عبارة عن جزء دائرى يحمل رأس المئذنة وهو رأس علي هيئة مخروط ناقص ويشبه الجرس وينتهي بطاقية كروية تحمل فوقها هلالا نحاسيا وهذا الطراز من المآذن غير متكرر ولم نره سوى في مئذنة مسجد الفاروق أقدم مساجد حي المعادى بجنوب القاهرة والذى تم تشييده في عهد الملك فاروق والذى قام بافتتاحه عام 1939م ولذلك تمت تسميته باسمه

Related Articles

Back to top button