ذهبت انا وزوجتى اليوم فى تمام الساعة السادسة صباحاً الى مستشفى القاهرة الجديدة او كما يطلق عليها سكان القاهرة الجديدة الـ”100سرير” وكانت هى المرة الاولى التى ذهبت فيها الى تلك المستشفى المشؤمه وجاء ذلك الاختيار من سائق التاكسي الذى كان يرافقنا بعد ان استوقفته من امام منزلي لتوصيلى الى اقرب مستشفى للكشف على زوجتى بعد ان ابتلعت جزء من ابرة حياكة دخل فى المرئ وشعرت بألم شديد .
وصلنا الى تلك المستشفى دخلنا من باب مكتوباً عليه قسم الطوارئ لم نجد احداً سوى شاب يرتدى زى أمن على ما يبدو ورجلاً كبيراً فى السن يقوم بتنظيف الارضية توجهنا الى الشاب الذى يرتدي زي الامن لاننا لم نجد سواه وسألته اين الطبيب الموجود الأن اجابني بسؤال “خير فى ايه ” قلت له زوجتى تعاني من الم فى المرئ بسبب ابتلاعها جزء من ابرة حياكة نظر لى قليلاً وقال لي انتظر حضرتك سوف اسأل احد الموظفين بالمستشفى اى عيادة سوف تتوجه انتظرت وقت قصير وعاد قائلاً لي توجه الى عيادة الجراحة امشى فى ذلك الممر واتجه يميناً ثم يساراً سوف تجد عيادة الجراحة .
تركت الشاب وذهبت كما اشار لى بالفعل وجدت تلك العيادة ولكن الباب كان مغلقاً وبدأت اتجول فى الممر الى ان وصلت الى البوابه الرئيسية للمستشفى ولم اجد اى شخص على الاطلاق وعاودت الى عيادة الجراحة مرة اخرى وقمت بطرق الباب المغلق مرة اخرى عدة طرقات و انا على يقين انه لايوجد احداً بالعيادة لان الباب مغلق بعد ان حاولت فتحه من خلال المقبض الخارجي حتى فوجئت بالطبيب يخرج لنا وهو منزعج للغاية وكان واضحا عليه علامات الغضب تجاهلت كل هذا وشرحت له ما حدث مع زوجتى وكان رد سعادة الطبيب اننى لابد ان اذهب الى البوابه للحصول على تذكرة قبل ان يقوم بفحص زوجتى .
ذهبت كما قال لى الدكتور فوجدت الشاب الذى ارسلنى الى عيادة الجراحة فقلت له اريد الحصول على تذكرة قال لى اطرق على هذا الشباك المغلق سيخرج لك استاذ احمد وقل له انك تريد الحصول على تذكرة بالفعل قمت بذلك وفتح لى استاذ احمد شباك التذاكر قال لى اذهب مرة اخرى للطبيب اسأله تذكرة طوارئ ام تذكرة عيادة “لاحظ عزيزى القارئ” ان زوجتى كل هذا لم يقم الطبيب بالكشف عليها الى ان احصل على التذكرة وفوجئت بذلك عندما عدت للطبيب مرة اخرى لكى اسأله اين اتوجه لكى احصل على تلك التذكرة المزعومة حتى يتسنى لسيادته الكشف على زوجتى وحتى لا نزعحه مرة اخرى ونخرجه من غرفته المكيفة التى يغلقها على نفسه وكأنه يجلس فى بيته ليس فى عمله وطلب منى ان اذهب الى استاذ محمد فى عيادة الباطنه ووصف لى مكان تلك العيادة وبالفعل ذهبت الى تلك العيادة فوجدت الباب مغلق وقمت بطرق الباب عدة طرقات متتالية ولم اجد من يجيبنى بالدخول او يفتح الباب ويخرج لى فعدت مرة اخرى الى الطبيب لابلغه اننى لم اجد احداً بعيادة الباطنة امسك بموبايله واتصل باستاذ محمد وقال له سوف ارسل لك شخص اقطع له تذكرة وذهبت مرة اخرى الى عيادة الجراحة وطرقت الباب حتى خرج لى استاذ محمد من غرفته المكيفة وحصلت على التذكرة ودفعت الرسوم التى طلبها منى وهى مبلغ عشرة جنيهات .
عدت مرة اخرى للطبيب بعيادة الجراحة واعطيته التذكرة وبدأ الكشف بسؤال زوجتى ماذا تشتكى وماذا حدث ومنذ متى ابتلعتى تلك الجزء من الابره اجابته زوجتى انها ابتعلت ذلك الجزء منذ حوالي 24 ساعة وتشعر بألم شديد رد قائلاً سوف نقوم بعمل اشاعة لمعرفة مكان هذا الجزء بالمرئ ووصف لنا مكان الاشعة .
ذهبنا الى مكان الاشعة ووجدنا ايضاً الباب مغلقاً طرقت الباب مرات متعددة حتى خرج لنا الفنى المختص بالاشعة وكان يظهر على وجهه علامات الغضب بسبب اننا اخرجناه من غرفته المكيفة وقال لنا ماذا تريدون قلت له نريد عمل اشعة واعطيته التذكرة الذى كتب فيها الطبيب نوع الاشعة المطلوبة نظر لنا الفنى قائلا لنا لا يجوز لابد ان تذهبوا وتأتون مرة اخرى الساعة التاسعة لكى تحصلون على تذكرة اشعة من الموظف المختص قلنا له ان الطبيب قال لنا انك سوف تقوم بعمل اشعة لنا الان شعرت وقتها ان الفنى وكيل نيابة يحقق معنا كل هذا استغرق ما يقرب الربع ساعة ونحن واقفون على الباب وهو فاتح الباب نصف فتحة ولم يريد دخولنا لاننا ازعجناه وبعد مشاورات ومناوشات انعم علينا تلك الفنى بالدخول وقام بعمل الاشعة لزوجتى وقال لى انه ارسل الاشعة للطبيب عبر السيستم .
تركنا الفنى وذهبنا مرة اخرى الى الطبيب وقلتا ما قاله لنا الفنى فقال لنا ان لا اريد الاشعة على السيستيم اريدكم ان تحصلوا على الاشعة وتحضروها الى قلنا له انظر سيادتك على الاشعة عبر السيستيم لكى تعلم اين الدبوس بالاشعة وبعد مناوشات ومشاوات ايضاً نجحنا انا وزوجتى ان يأتي معنا ويترك حجرته المكيفة لكى يتحدث مع فنى الاشعة وبالفعل ذهب معنا وقال لنا الفنى انتظروا بالخارج وبعد مباحثات بين الطبيب والفنى قال لى اذهب الى قسم الباطنة الى استاذ محمد للحصول على تذكرة اشعة .
ذهبت الى استاذ محمد وطرقت الباب وفتح لى قلت له اريد تذكرة اشعة طلب منى خمسة وثلاثون جنيهاً اعطيته المبلغ المطلوب وحصلت على التذكرة واعطيتها للفنى الذى اعطانا الفيلم الخاص بالاشعة فى يدنا بدون اى حافظة وكأن لسان حاله يقول لنا “خدوا اشعتكم اهى واتكلوا على الله” قلت له سنسير بها بدون حافظة او ظرف نضعها فيه قال لنا لايوجد لدى اى ظرف او حافظة واغلق الباب فى وجهنا لم افعل شيئ ولم اعلق على تلك المعاملى السيئة وعدنا الى الطبيب مرة اخرى ومعنا الاشعة فى يدنا فقال لنا انا لم ارى اى شيئ عليكم بالذهاب الى مستشفى الدمرداش هناك ستجدون الامكانيات واعطيهم هناك تلك الاشعة .
تعجبت جدا لكل ما يحدث ولم اتحدث معه فى اى شيئ واخذت زوجتى وذهبت وتركت لطبيب الجراجة غرفته المكيفة لكننى بضمير الصحفي لم اسيطر على الاستجواب فقمت باسنجوابه ما كل هذه المعاناة حتى نحصل على كشف متكامل رد قائلاً لان حالة زوجتك ليست طوارئ قلت له انا لااعلم التصنيفات وكل ما اعلمه ان زوجتى مريضة وذهبت بها الى المستشفى تركت الطبيب وتركت المستشفى وانا غاية الحزن على ما بدر من الموظفين والفنيين والاطباء فى تلك المستشفى المشؤمه التى من وجهة نظري تعد فيها المعاملة اسوأ معاملة لمرضى.