كتب – أمير ماجد في مراسم تضامنية أقيمت أمس السبت في المقر المركزي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في ضاحية باريس، لتخليد ذكرى ضحايا الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا قبل 10 أيام، شددت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية على أن ارتكاب المجازر باسم الإسلام هو التهجم على الإسلام والمسلمين، مؤكدة أن نضال المسلمين الديمقراطيين هو العامل الأكثر فاعلية وأهمية لإزالة التطرف الإسلامي باعتباره خطرا عالميا أخذ يحدق بحياة البشر في كل مكان. وبصفتها امرأة مسلمة والناطقة باسم مقاومة الشعب الإيراني فقد أنهت السيدة مريم رجوي كلمتها بالتأكيد على سبع نقاط مفصلية يتجسد فيها موقف شعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من التطرف المغطى بلباس الدين. وما يلي نص كلمة السيدة مريم رجوي في المراسيم:
أيها النواب أيها المنتخبون أيها الفرنسيون الأعزاء أشكركم على حضوركم هذه المراسم التضامنية.. قلوبنا تعصر دماً بسبب مقتل (130) انسان عازل وجرح 350 شخصاً في باريس بيد الإرهابيين، وأن ضمير البشرية جريح من هذه البربرية التي تنفذ بسم الله والدين. الشعب الإيراني يرى نفسه شريكا في مصيبة الفرنسيين. لقد تعرض المجاهدون في ليبرتي خلال أسابيع مضت لقصف صاروخي من النظام الإيراني وفقدوا (24) من رفاقهم ولايزال مخيمهم شبه المدمر ولم يتم ترميمه وتصليحه ولكنهم أكدوا إن قلوبهم تنبض مع الفرنسيين. انهم غنوا في الدمار الحاصل عن القصف بجوار العلم الفرنسي والعلم الإيراني نشيد «المارسيز» ونشيد «يا إيران الوطن الذاخر باللئالي». لا أحد في إيران اليوم يشعر بآلام الشعب الفرنسي أكثر من ضحايا المتطرفين الإسلاميين ونحن أبناء الشعب الإيراني ونحن المسلمون الديمقراطيون الضحايا الرئيسيون لهذه الظاهرة الخبيثة. إن نيران التطرف المغطى بالإسلام التي اندلعت في عام 1979 مع وصول خميني للحكم قد حصدت حتى الآن أرواح 120 ألفا من المعارضين السياسيين في إيران. في عام 1988 وبفتوى صادرة عن خميني وخلال أشهر تم ارتكاب المجازر في إيران بحق (30) ألف سجين سياسي لمجرد اعتقاداتهم. واليوم عوائل هؤلاء المعدومين في إيران هم الذين يشعرون بآلام عوائل مجزرة (13 نوفمبر) في باريس أكثر من طرف آخر. وفي هذه الأيام تسمع أصوات أمهات الشهداء والسجناء السياسيين الإيرانيين الذين يعربون عن تعاطفهم مع الفرنسيين. اننا بهذا التضامن نرسل جوابنا للذين أتخذوا القرار لمجازر باريس. انهم لم يستهدفوا أرواح الفرنسيين فقط وانما استهدفوا تسامح المجتمع الفرنسي أيضا واستهدفوا التعايش القائم على الصداقة واحترام أصحاب الثقافات والعقائد المختلفة. انهم باسم الإسلام العيش المتضامن بين المسلمين والمسيحيين وأتباع الديانات الأخرى في فرنسا. انهم وكما قال الرئيس هولاند يوم الاثنين: «ليس الأمر أننا في حرب الحضارات كون هؤلاء القتلة لا يمثلون أية حضارة».
ان هجماتهم أكدت أن هناك اصطفاف يقف في طرف منه الداعون إلى الديمقراطية وفصل الدين عن الدولة وهم مسلمون أصحاب التسامح والديمقراطية وفي الطرف المقابل تقف جبهة الاستبداد والشقاء والتحجر. داعش وبشار الأسد وملالي إيران واقفون في هذه الجبهة. لهذا السبب نرى بعد ساعات من كارثة باتاكلان، ان الملالي يدينون ذلك في موقف رئائي من جهة فيما أبدوا فرحتهم في وسائل أنبائهم من جهة أخرى.
انهم شنوا حملات على فرنسا لم يسبق لها مثيل منذ ثلاثة عقود. انهم حتى ألقوا المسؤولية على القادة الفرنسيين كمقصرين في هذه المجازر. فمن جانب يقتل تنظيم داعش عشرات الشباب ومن جانب آخر وباستناد ذلك يتوعد الملالي بأن هناك مزيدا من الهجمات على الأبواب لولا تقبلون حكم بشار الأسد. وهذا هو توزيع أدوار مقزز بينهم.
ولكن لماذا يجب أن يبقى هذه الطاغية الدموية على الحكم؟ في حين أن نصف سكان سوريا تشردوا الآن في ظل حكم بشار الأسد، وفي وقت الشعب السوري يرفض هذا الحكم؟ كما أن استمرار حكم الأسد يعني استمرار تشرد المواطنين السوريين وتدفق ملايين اللاجئين الى اوربا واستمرار حكم الأسد يعني الإبقاء على حاضنة داعش.
هناك طرفان يخسران كثيرا من تنحية بشار الأسد: داعش التي تفقد بيئتها الحياتية والطرف الآخر هو الملالي الذين تنهار جبهتهم الاقليمية. وهناك من يقول يجب التعاون مع الأسد للقضاء على داعش. يجب أن لاننسى أن بشار هو الذي قتل (300) ألف سوري و منذ البداية كان وجود داعش معتمدا على وجود بشار الأسد والنظام الإيراني. وفي غضون هذه الأيام قال وزير الخارجية الأمريكي إن بشار الأسد والمالكي تعمدوا في إطلاق سراح (2500) سجين من المتطرفين لتتشكل مجموعة داعش.
أيها الأصدقاء الأعزاء، ان التطرف تحت لواء الإسلام لا يمت للاسلام بصلة بل هو ضد السنة النبوية. كل شيء من قبيل الإرهاب والديكتاتورية هو ضد الإسلام. كل شيء ينتهك حرية الشعب وكل شيء ينكر مساواة المرأة مع الرجل فهو ضد الإسلام. انه أكبر ظلم بحق الإسلام والمسلمين عندما ينسب القتلة هجماتهم الى الإسلام.
لذلك يجب تجنب شيئين يريدهما داعش: الصاق هذه الهجمات الى الإسلام والشيء الثاني لامبالاة المسلمين. ان نضالنا نحن المسلمين الديمقراطيين هو العامل الأكثر فاعلية لإزالة التطرف الإسلامي كخطر عالمي. وعلى هذا الأساس، اني وبصفتي امرأة مسلمة وباسم مقاومة الشعب الإيراني أؤكد على نقاط عدة: 1- ان كارثة (13 نوفمبر) ارتكاب مجزرة بحق أناس عزل باسم الإسلام هو تهجّم على الإسلام والمسلمين. 2- المسلمون الديمقراطيون يقفون بجانب فرنسا في محاربتها ضد تنظيم داعش وسقوط بشار الأسد. ان محاربة داعش لاتؤدي إلى نتيجة بدون اسقاط الأسد. 3- الشعب الإيراني يستنكرون فرحة الملالي بعد كارثة باريس. الملالي أثبتوا أنهم يقفون في جبهة مشتركة مع المجرمين. 4- التطرف تحت لواء الإسلام سواء في رداء الشيعة وولاية الفقيه أو في رداء السنة وداعش هو عدو المسلمين والبشرية وقلبه في طهران في ظل حكم النظام الفاشي الديني. 5- اننا بصفتنا مسلمين حقيقيين ندافع عن الديمقراطية وفصل الدين عن الدولة والمساواة بين المرأة والرجل والتسامح. 6- اننا نرفض القوانين التي تصدر باسم الشريعة لتفرض العمل القسري والأحكام الجائرة باسم الإسلام والتمييز الديني. 7- اننا نهيب بكل المسلمين من أي نحلة كانوا خاصة المسلمين الفرنسيين للإصطفاف في جبهة ضد الإرهاب والتشدد تحت لواء الإسلام.
أعود من جديد وأتضرع الى الله لشفاء الجرحى ومعافاتهم وعودة الأمن والهدوء للمجتمع الفرنسي وأشكركم جميعا.