لا أتصور أن هناك شاعر و خاصة شاعر فصحى لا يقرأ القرآن باستمرار لأن الجماليات الأدبية فى آيات القرآن كثيرة جداً و تجعل للشاعر زخيرة ضخمة جداً من التعبيرات الجمالية التى تعينه على كتابة نصوصه الشعرية. أيضا بالنسبة للروائى قبل أن تكتب روايتك فكر كثيراً فى هذا السؤال تحديداً, هل موضوع روايتك تمت صياغته بشكل يستحق النشر, هل فكرة الرواية مجدية؟, أو بالأحرى هل هى جديدة أم هى نسخة رديئة أخرى من أعمال سابقة؟, و لو افترضنا أن تكرار طرح هذه الفكرة لا يمنع من إعادة طرحها مرة أخرى و لكن كما قلت فى مقال سابق هل لديك طرح مختلف للفكرة أم أنه استنساخ لنفس الأطروحات السابقة أم أن لديك زوايا مختلفة ستطرح بها فكرة روايتك؟, هذه أسئلة مهمة يجب أن تجيب عليها قبل أن تشرع فى العمل على روايتك. لا تفرح بأنك أنهيت روايتك و تدعو أصحابك لإبتاعها أو قراءتها, عيون القراء لست لعبة و لكنها مسئولية بالفعل أن تجعله يجهد عينيه فى قراءة عمل يستحق كتب الروائى محمد الجيزاوي منشور على الفيس بوك عن استايل احلام مستغمانى فى الكتابة و قد أعجبنى منشوره الذى أعرب فيه عن رفضه لنمط أحلام مستغمانى فى الكتابة, و أيضاً ربما يكون للمرة الثالثة التى أعيد فيها طرح أسلوب أحلام مستغمانى فى الكتابة و للأسف هناك الكثيرمن الكاتبات المصريات المغرمة بهذا الأسلوب و تتصور أنها تترقى لأفضل أساليب الكتابة الأدبية و لكنها فى حقيقة الأمر تعبر بالنسبة لى عن قمة الإفلاس فى الكتابة. أنا لا أراها تقدم عمل أدبى, اتذكر أنى حاولت أن أقرأ لها رواية عابر سرير, قرأت تقريباً عشرون صفحة و لم أستطع أن أكمل الرواية, رواية سخيفة جداً, يمكن اعتبارها نوع من أنواع الدرشة, مجموعة من الخواطر العبثية لا رابط يجمع بينها و قد ذكرت من قبل أنها تذكرنى بأسلوب شعراء العصر الفاطمى الذين اهتموا بزخرفة الكلام على حساب مضمون النص, مثلها مثل الحرفيين الذين يقومون بنقش صينية ناسية بأيد محترفة, و لكن ليس فيها أى روح و لا يمكن اعتبارها تنتمى لجنس الرواية بأى حال من الأحوال و لكن كما قلت هى مجموعة من الخواطر فى قالب شعرى يمتلىء بصور شعرية مقولبة يستخدمها كل من يعتلى منبر فيسجع الكلام كما يفعل الأزهريون فى خطبهم الدينية. و هى عبارة عن إسهال مفرط من مشاعر الحب التى تنتمى إلى جنس رومانسية المراهقة و للأسف أرى أن ذلك النمط من الكتاب انتشر بين الكثير من الكاتبات المصريات و أصبح يمثل موضة فى عالم الكتابة و كما قال الكاتب محمد الجيزاوى صاحب رواية ما عاد الخمر يسكر أحد أن النمط المعبر عن الأدب النسائى فعلا هو روضى عاشور و الذى قرأ لها ثلاثية غرناطة سيدرك ما أقوله جيداً, هذه من نوعية الكتاب الذين يجب أن تقرأ لهم أما روايات أحلام مستغمانى فهى لفتاة مراهقة ليس ألا! نصيحة للكاتبات المصريات لو انتهجتم هذا الخط من الكتابة ستتحولن لنسخ رديئة من أحلام مستغمانى و الأفضل أن تحاولن الخروج من عباءتها و يحضرنى أيضاً رواية لأديبة فلسطينية أسم سلام عيدة بعنوان الاستثناء الجميل تناقش البعد الاجتماعى للمجتمع الاسرائيلى و تفاعله مع الفلسطينين, بالنسبة لى هذا يمثل طرح جديد لم أقراءه من قبل و موضوع مثير للقراءة لنتعرف على مجتمع لا نعرف عنه شيئاً تقريباً, هذا هو نوع الأعمال الأدبية التى تحتاج الأديبات المصريات أن تخوض فيه ليس بتناول نفس موضع و لكن على نفس هذا النسق. نصيحة لأى كاتب مع أحترامى لقلة من نقاد الأدب لا تلفت كثيرا لأراء النقاد و لا تجعلهم يسببوا لك هاجس يستحوذ على تفكيرك خاصة و أنت تكتب قصة أو رواية أو ديوان شعر, أجعل دائماً الهاجس الذى يطاردك و أنت تكتب العمل هو القارىء, حاول أن تضع نفسك مكانه دائماً, كيف سيكون تعليقه على عملك بعد أن ينتهى من قراءته؟, هل ستثير إعجابه؟, هل ستترك أثراً فى نفسه؟, بالنسبة لهذه الجزئية من العمل هل من الممكن أن تكون مملة بالنسبة للقارىء, أو بالنسبة لهذه الجزئية هل تتمتع بالواقعية و المعقولية الكافية ليهضمها القارىء, طبعاً لن تستطيع أن ترضى كل القراء و لكن بالتأكيد ستكون قادراً على إرضاء قطاع عريض من القراء و الطريقة الإيجابية التى سيتجاوبون بها معك.