بقلم / طلعت الفاوى .
كثر الحديث هذة الأيام عن تجارب أجنبية تريد الحكومة تطبيقها فى مصرفى التعليم والنقل والاقتصاد ونحن مع ذلك لأن مصر فى موقع استراتيجى بين ثلاث قارات :افريقيا واسيا وأوربا ..فهى نقطة التحام حضارى ولا تملك العزلة ولا تملك سوى أن تعيش هذا الالتحام ولا تملك الا أن ننفتح عليه من كل الأقطار.ولكن لابد من أن نضع على عقولنا مصفاة ناقدة ترشح وتنقى وتجادل وتناقش كل ما يلقى اليها .ولا ننسى أننا دولة اسلامية ذات حضارة وتاريخوالاسلام كفكر لايخشى الالتحام والانفتاح ولا يهاب المواجهة بل أن نقاء جوهر الاسلام لا يظهر الا بالمواجهة وقوتة لا تتجلى الا بالتحدى ..فنحن مع الانفتاح الكامل ولكن مع الوعى التام فى ذات الوقت بحقيقة وخطر الغزو الفكرى ..وأن نأخذ من تلك الحضارات والثقافات مع يتناسب معنا ويفيد لنا ونأخذ من التجارب ما يمكن تطبيقة فى بيئتنا المصرية ..وهناك الكثير من علمائنا من تبنوا هذا المنهج ومنهم رفاعة الطهطاوى والشيخ محمد عبده والعقاد والحكيم وطه حسين ونجيب محفوط ..هؤلاء جميعا رسل تنوير أخذوا النافع والمفيد من كل جديد وأنتقوا الصالح من كل حضارة ونبذوا الضار وتركوا الباطل .فأثمرت فى النهاية ثمار مصرية وفاكهة عربية ولم تفقد جذورهم هويتها ولم تفقد صلتها بالتربة العربية ولا بالأرض المصرية العريقة ..اليوم الانفتاح أصبح حقيقة والعزلة غير ممكنة فالعالم أصبح قرية صغيرة .وفى نفس الوقت الاستسلام للأفكار الغربية والتجارب الأجنبية دون تميز وتدقيق هو انتحار حضارى يؤدى بنا الى الرجوع للخلف. لذا علينا فى كل موضوع يطرح علينا أو تجارب تريدون تطبيقها فى بلدنا أن تجعلوا نصب أعينكم بيئتنا وعقيدتنا ووضعنا الاقتصادى ومدى الفائدة التى ستعود علينا من تلك التجارب والثقافات الأجنبية .