اخبار عربية وعالميةاسليدرالتقارير والتحقيقات

مرحباً بالخلافة العثمانية

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم: أحمد سمير

بعد اتمام عمليات الخناق العسكرية و القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم ” داعش” في العراق و بعض الأراضي السورية إعلان الجيش التركي السيطرة على منطقة عفرين السورية بعد معارك ضد مقاتلين أكراد و التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش و قد حررها الجيش السوري الحر ليتم دخول القوات التركية بسهولة تامة و السيطرة عليها بالكامل بحجة القضاء على العدو اللدود ل-أردوغان و هو حزب العمال الكردستاني الكردي و ليس فقط ذلك و انما يظهر أردوغان  ليعلن عن قيامه بعمليات عسكرية في سنجار شمال العراق ضد الأكراد ، التي يصنفهم أردوغان بالمنظمة الإرهابية .

وأعلن أردوغان عن تلك العمليات العسكرية قائلاً: “سبق أن قلنا إن عملياتنا العسكرية لن تقتصر على عفرين، خاصة أن إرهابيين انسحبوا باتجاه سنجار، والآن بدأت العمليات في سنجار”.
وأضاف أردوغان: “نحن نحارب الإرهابيين في الداخل والخارج، لسنا دولة احتلال، وهمنا الأكبر مكافحة الإرهابيين”. وتابع بالقول إن عملية “غصن الزيتون نجحت في تحييد 3747 إرهابيا في عفرين” منذ انطلاقها في 20 يناير الماضي، مؤكدا: “قلنا إننا سندخُل سنجار أيضا، والآن بدأت العمليات العسكرية هناك”.

وقد أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في أول يوم من بدأ عملية غصن الزيتون إن أكثر من 2000 مدنيا على الأقل، بينهم 500 طفلا، قتلوا في معركة عفرين فقط.

ليس فقط ذلك بل تعهد أيضاً بالسيطرة على مدينة “تل رفعت” شمالي سوريا، يأتي هذا بعد إعلان تركيا السيطرة على مركز مدينة عفرين بشمال غرب سوريا، بدعم من مسلحي “الجيش السوري الحر” الآفات في التدخل العسكري التركي داخل الأراضي السورية هي نفس المناطق التي كانت تسيطر عليها تنظيم داعش وحررها الجيش السوري الحر المعروف بالديمقراطي واما عن أعلان أردوغان بتدخله

العسكري شمال العراق حتى حدود محافظة الموصل وذلك في إطار عملية عسكرية تشنها قوات بلده ضد مسلحين أكراد الذي يصفهم بالإرهابيين في كافة تصريحاته أو خطاباته بالمنطقة ليس إلا لأجل الذهب الأسود خاصة وان حكومة كردستان العراق قد دخلت في صراع سياسي مع الحكومة العراقية لأجل النفط.

ودعا أردوغان الولايات المتحدة إلى تسلّم السيطرة في منطقة منبج من وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني، اللذين وصفهما بـ “الإرهابيين” وتسليمها إلى من وصفهم بـ “أصحابها الحقيقيين”. وقال أردوغان إنه “في حال عدم إخراج التنظيم الإرهابي من منبج، فإن تركيا ستضطر لتحقيق ذلك بالتعاون مع سكان المنطقة”.

الغريب في الأمر ايضاً ان الأدارة الأمريكية لم تعترض على تلك العمليات العسكرية التركية على الرغم من انها دائماً تعلن انهاء الصراع العسكري داخل الأراضي السورية وتسليم مقاليد الحكم إلي الشعب السوري ولكن من الواضح انها تدعم افكار رجب طيب اردوغان وهذا ما اوضحه في خطابه قبل التدخل العسكري على حدود شمال العراق قائلاً: ” أن أشقاؤنا يبعثون برسائل يطالبون فيها تركيا بإحلال الأمن والاطمئنان والاستقرار، بدءا من تل رفعت ومنبج وتل أبيض ورأس العين وكل المناطق هناك”. وتابع بالقول: “لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه نداءاتهم وسنلبي طلبهم”.

وعندما رأى أردوغان ان الأدارة الأمريكية تتلاعب كعادتها فقد اعلنت الخارجية الأمريكية بدعم الأكراد عسكرياً بالتسليح الجيش الكردي مما لاجئ أردوغان إلى التحالف العسكري بينه وبين روسياوإيران كاستفزاز للأدارة الأمريكية والتي لم تنهي الصراع السياسي بينها وبين روسيا من ناحية وبينها وبين إيران من ناحية أخرى.

و قد رأى بعض المعارضين الأتراك داخل و خارج تركيا الذي وصفهم أردوغان ” بالخونة و الإرهابيين ”  أن تلك العمليات العسكرية و التحالفات هي مجرد تبديل المنظمة الإرهابية داعش بالقوات التركية مما يعتبر ان ذلك يدين الدولة العثمانية بدعمها الكامل  للمليشياتالإرهابية و التي ادينت من قبل تركيا بدعمها للمليشياتالإرهابية في ليبيا و نقلهم جواً و بحراً من سوريا إلي ليبيا و مصرو أثبتت تلك الإدانة بأعلانه أرسال عناصر داعش  الذين خرجوا من الرقة  السورية إلي مصر و الشرق الأوسط و شراء النفط من داعش مقابل المعدات العسكرية و السلاح و علاج مصابي مقاتلي داعش بالمستشفيات التركية و فتح الحدود التركية كمعبر لهروب مقاتلي داعش و عودة كل فرد منهم إلي بلادهم.

وكانت رتو بيري مقررة البرلمان الأوروبي حول تركيا، قد نددت بموقف أردوغان، حيث كتبت تغريده “وصف متظاهرين مناهضين للحرب بأنهم إرهابيون من قبل الرئيس أردوغان، يجعل من التفكير النقدي سلوكا خطرا في تركيا الجديدة”.

جدير بالذكر أن هناك أكثرمن 500 موقوف في تركيا، بسبب التظاهر، أو بث رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تنتقد التدخل العسكري التركي في سوريا.

و يرى زعماء المعارضة التركية  في الخارج ان ما يفعله أردوغان هو عودة السلطنة العثمانية خاصة بأنه سمح لعشرات من قيادات تنظيم الإخوان في العالم” بالإقامة بتركيا و أعطاء الجنسية التركية لهم والذي يصنف ” تنظيم أرهابي ” من بعض الدول العربية و بعض أحزاب دول الاتحاد الأوروبيايضاً حيث أعتبر تنظيم الأخوان المسلمون تركيا الحضن الدافئ لإحياء ذكرى تأسيس التنظيم الذي يسعى منذ عقود لضرب مفهوم الدولة الوطنية في المنطقة، ما يسلط الضوء مجددا على دور تركيا في دعم جماعات مصنفة بأنها إرهابية لتحقيق ما يبدو أنه حلم توسعي تركي عثماني للسيطرة على العرب.

فبالرغم أن تنظيم الإخوان بات مصنفا في دول عربية عدة على أنه منظمة إرهابية بعد أن ثبت بالأدلة القاطعة دوره في نشر الفوضى عبر استخدام العنف المسلح للاستيلاء على الحكم، فإن تركيا تصر على استضافة قيادات التنظيم وتأمين ملاذ آمن لهم لعقد الاحتفالات والاجتماعات الرامية للتجييش والتخطيط لمزيد من المؤامرات.

وتؤكد استضافة تركيا لمؤتمرات تنظيم الإخوان، إصرار حزب العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد منذ 2002، على عدم استقرار الأمن العربي وعزمه استخدام هذه الجماعة، التي تدرس دول غربية عدة إدراجها على القوائم السوداء، وهو ما يراه المحللون أنه يهدف للتوسع وتحقيق حلم القيادة التركية بإعادة الزمن إلى الوراء لنحو 100 عام.
ويتضح من دعم تركيا لهذه الجماعات التي تهدد الأمن العربي أن القيادة التركية، تسعى للهيمنة على الدول العربية عبر استخدام جماعات إرهابية مثل تنظيم الإخوان كوسيلة غايتها واضحة وهي إحياء السلطنة العثمانية على حساب الأمة العربية، الأمر الذي يضع المنطقة أمام خطر حقيقي.

فالسياسة التركية هذه لا تخفيها أنقرة، فمستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ياسين أكطاي، قال علنا “ان إسقاط الخلافة الإسلامية تسبب في فراغ سياسي في المنطقة، وقد سعى تنظيم الإخوان لأن يكون ممثلاً سياسياً في العالم نيابة عن الأمة ، البعض منا يستخف بقوة الإخوان ويقول إنهم عبارة عن جماعة صغيرة، لكن جميع الحركات الإسلامية الموصوفة بأنها إرهابية اليوم ولدت من رحم جماعة الإخوان المسلمون “.
وأضاف أكطاي إن لجماعة الإخوان ” هي تمثل اليوم ذراع للقوة الناعمة لتركيا في العالم العربي، فهذه الجماعة ترحب بالدور التركي في المنطقة.. وهم بالتالي ينظرون إلى الدور التركي على أنه النائب للخلافة الإسلامية التي تم إسقاطها سابقا”.

ولتحقيق حلم عودة السلطنة العثمانية، وجدت تركيا في الإخوان حليفا وثيقا، لاسيما أن الحزب الحاكم ليس ببعيد عن مبادئ تنظيم الإخوان، الذي احتفال هذا العام بالذكرى التسعين لتأسيسها في إسطنبول، بمشاركة “العشرات” من قياداتها في العالم .
وعندما بدأت السلطات التركية تحركها التوسعي، كانت جماعة الإخوان إحدى الركائز التي اعتمدت عليها، ليرتبط الاثنان بعلاقة مصالح وثيقة، فالرئيس التركي يحتاج إلى “الإخوان” للتجييش الداخلي في الخطابات الشعبية والاستمرار بالسيطرة الكاملة على مقاليد الحكم، وفي نفس الوقت لاستخدامهم في مشروعه الخارجي وهوعودة الخلافة العثمانية.

أما الإخوان، فهم بأمس الحاجة للملاذ الآمن في هذه المنطقة التي لفظتهم بعد أن كشفت الشعوب العربية نفاقهم القائم علىالادعاء أنهم ضحايا لعقود من الاضطهاد، وأنهم يحملون الحلول لمشاكل العرب، لكنهم وفور وصولهم إلى الحكم نكلوا بالشعوب وضاعفوا المشاكل العربية، ففروا حاملين خيبتهم وقد خلفوا في بعض الدول العربية إرثا ثقيلا من الإرهاب والفشل كانوا السبب فيه، ووجدوا في تركيا الحضن الدافئ الذي يؤمن لهم القاعدة للانطلاق في تطبيق أفكارهم واللجوء إلى العنف المسلح “الإرهاب” لضرب الدول الوطنية .

إذن الإرهاب هو سلاح الإخوان، والجماعة هي في الوقت عينه سلاح تركيا للتوسع في المنطقة العربية وضرب استقرارها، إلا أن المفارقة الكبرى تتمثل بأن “الإرهاب” هو أيضا شماعة تركيا للتمدد شرقا وغربا، كما نرى في قضية الداعية فتح الله غولن الذي كان يوما حليفا وثيقا للرئيس التركي.
ف- تركيا تهاجم الدول التي ترفض تسليمه أنصار غولن الذي تصنفه بالإرهابي لضلوعه بمحاولة الانقلاب الفاشلة صيف 2016، وفي الوقت نفسه تفتح تركيا ذراعيها لمتطرفين من شتى البلاد، لتصل الازدواجية إلى تباهي الإعلام التركي باستضافة أشخاص تلاحقهم دولهم.
وقد ساعدت علاقات جماعة الأخوان بالجيش السوري الحر القيادات التركية في توغل بالأراضي سورية تحت زعم محاربة ” الإرهاب” الأكراد وباتت فعليا تسيطر على أرض دولة عربية و تدخلها إلي الأراضي السورية حتى الشمال العراقي ة وتهدد العرب بالتحالف مع إيران وتمد يدها لقطر بعد أن قاطعتها الدول المكافحة للإرهاب لإصرار الدوحة على دعم الإرهاب، تتباهى أيضا بأنها تأوي في بلادها قيادات إرهابية وتستضيف مؤتمرات واحتفالات لتنظيم الإخوان الذي لا يعمل إلا على نشر الفكر الإرهابي والعنف.

فيرى الرئيس التركي الذي تباها بأن أصول عائلته عثمانية لا يختصر الأمر فقط بالقوة العسكرية بل ايضاً، دعوته إلى ضرورة إدراج اللغة العثمانية في المناهج الدراسية متهماً “الثورة اللغوية” في الفترة الجمهورية بـ “تدمير” أصول اللغة التركية.

وقال أردوغان: “إنها واحدة من أكبر المشكلات في التاريخ الحديث، لدرجة أن لغتنا أصبحت موضوع مناقشات سياسية. باسم (ثورة اللغة)، هوجمت تركيتّنا بكلمات ليست جذابة، ومملة، وبلا روح”.

وقال أيضاً إن هناك من حاول إضعاف العلاقة بين “الأمة التركية وحضارتها القديمة”. وانتقد أردوغان التغييرات التي أحدثها مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك على اللغة العثمانية، قائلا إنها جعلت تركيا تفقد اتصالها بتاريخها.

يذكر أن التركية العثمانية قالب قديم من اللغة التركية يستخدم الحرف العربي، مع العديد من الكلمات المستعارة من الفارسية والعربية وكجزء من الإصلاحات الثقافية التي تزامنت مع إنشاء دولة علمانية على النمط الغربي، استبدل مصطفى كمال أتاتورك اللغة التركية العثمانية بالأبجدية اللاتينية.

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى