الجريمة والمذبحة التي ارتكبت في فجر اليوم الأول من شهر سبتمبر ٢٠١٣ في أشرف (90 كيلو متر شمالي بغداد و ٢٧ كيلو متر شمال مدينة الخالص في محافظة ديالى العراقية) لايمكن نسيانها أبدا. في هذا الفجر الملطخ بالدماء أغارت القوات المهاجمة على مقر أشرف بعلم ومعرفة وتوجيه من قائد قوات حماية معسكر أشرف نفسه واستباحت هذه القوات من كان في المعسكر قتلا وذبحا.
كانت القوات المهاجمة المسلحة مجهزة بأسلحة تحمل كواتم للصوت وبشكل خاطف كسرعة البرق قاموا بذبح ٥٢ شخص من سكان أشرف واختطفوا ٧ منهم كرهينة. في أثناء هذا الاعتداء الوحشي ومع أكثر من ٢٠٠ انفجار قاموا بتدمير وتخريب أموال وممتلكات السكان والتي تصل قيمتها لملايين الدولارات. سابقا كان مقر أشرف مكان إقامة جميع السكان الذين بعد ترحيلهم القسري تم نقلهم باستثناء ١٠٠ شخص منهم إلى مخيم ليبرتي بجوار مطار بغداد الدولي.
مئة شخص من سكان أشرف بقوا هناك وفقا لاتفاق رسمي بين الحكومة العراقية وهيئة الأمم المتحدة وأمريكا وذلك لحماية وتحديد المصير النهائي لحالة أموال وممتلكات السكان والتي تصل لقيمة ٦٠٠ مليون دولار.
جميع سكان أشرف ومن بينهم أولئك المئة شخص جميعهم كانوا مشمولين ضمن الحماية التي أقرتها اتفاقية جنيف الرابعة وكان لديهم جميعهم بطاقات أشخاص محميون.
وقد تم الهجوم الوحشي والدموي على أشرف بعلم واطلاع كامل من قبل نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي آنذاك وفالح الفياض مستشاره للأمن الوطني وبالتنسيق والتعاون مع قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس الإرهابي.
قبل عدة أيام كان قاسم سليماني قد قدم إلى بغداد وقام بعدة لقاءات مع نوري المالكي وفالح الفياض وذلك من أجل التنسيق والتحضير لهذه الغارة الوحشية الفظيعة.
كان إقدام النظام الإيراني هذا على أشرف بعد تحويل مهمة حماية معسكر أشرف من أمريكا إلى العراق في يناير ٢٠٠٩. لأنه منذ ذاك التاريخ وما بعد استطاعت القوات المرتبطة بالنظام الإيراني بسهولة تامة وبدون أي حسيب أو رقيب و بالتعاون الكامل لعناصر النظام الإيراني مع الحكومة العراقية تنفيذ أي مؤامرة وعمل إجرامي ضد سكان أشرف مثل (الهجمات الصاروخية والمدفعية، جلب المرتزقة، سرقة أموال السكان وأذيتهم والإضرار بهم).
كما أن القوات المسلحة العراقية بأمر من نوري المالكي وبطلب من النظام الإيراني نفذت هجمتين بريتين دمويتين في تاريخ ( ٢٨ و١٩ يناير ٢٠٠٩ وفي ٨ أبريل ٢٠١١) راح ضحيتها ٦٤ شخص وأكثر من ١٣٠٠ شخص جريح. فيما بعد وخلال اللقاءات التي أجراها نوري المالكي في طهران مع الولي الفقيه، أعرب الولي الفقيه عن شكره وتقديره لنوري المالكي بسبب هذه الهجمات والإجراءات التي نفذها ضد المجاهدين.
الدكتور طاهر بومدرا والذي كان مسؤول مراقبة الحالة الإنسانية في أشرف منذ مارس ٢٠٠٩ والمستشار الخاص للأمم المتحدة حول أشرف منذ يوليو ٢٠١٠ حتى مايو ٢٠١٢ وتردد عدة مرات على أشرف ومن هناك كان يراقب الموضوع عن كثب حيث كتب في كتابه ( قصص أشرف الغير محكية) : ” حقيقة معسكر أشرف بقيت مكتومة لأنه لايمكن لأي شخص أن يدخل معسكر أشرف بدون مشاركة فعالة للقوات الأمنية العراقية “
الدكتور بومدرا في كتابه و بناءا على ملاحظاته الشخصية وعلاقاته التي كانت يملكها بشكل مستمر مع السلك الدبلماسي العراقي قام بفضح الاجراءات التي تتم خلف الكواليس وسياسة استرضاء نظام الملالي الحاكم في إيران.
فيما يتعلق بجريمة 1 سبتمبر، ذكرت المصادر الإخبارية و الدولية ما يلي:
كتبت وكالة أنباء رويترز : قالت مصادر أمنية عراقية إن الجيش والقوات الخاصة فتحت النار على سكان أشرف …
أفاد تليفزيون سي إن إن عن نفس القصة في نفس التاريخ : قال مصدران عراقيان، إلى جانب وزير الداخلية العراقي، لشبكة سي إن إن أن هناك هجومًا نفذته قوات الأمن على مخيم أشرف.
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فقد انتقدت الأمم المتحدة قوات الأمن العراقية، التي دربتها الحكومة الأمريكية مقابل مليارات الدولارات، بسبب الهجوم المميت الذي نفذته يوم الثلاثاء 1 سبتمبر 2013 على معسكر أشرف.
والحقيقة هي أن النظام الإيراني، بعد احتلال العراق، اعتبر العراق ساحته الخاصة ليلعب بها كما يشاء. ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف النظام عن التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، بما في ذلك العزل والتنصيب، وانتخاب الوزراء، وحتى رئيس الوزراء والرئيس، وانتخاب الممثلين البرلمانيين.
ولكن الآن قد ولى ذاك الزمن وحان وقت محاسبة هذا النظام المجرم الباغي والمتمرد. هناك مثل فارسي يقول:
“تلك الجرة قد كسرت وذاك الكأس قد سكب”
يجب أن يخضع قادة النظام الإيراني للمساءلة والمحاسبة الدولية الجادة بسبب الجرائم التي ارتكبوها في المنطقة، بما في ذلك في العراق وسوريا. لقد حان الوقت ليقوم مجلس الأمن الدولي بالتحرك ضد هذا النظام المزعزع للسلم والأمن الدولي، ويقوم باتخاذ قرار حاسم ضده. ومن بين أمور أخرى، يجب إحالة جرائم هذا النظام إلى المحكمة الجنائية الدولية وكما يجب محاكمة قادة هذا النظام، وعلى وجه الخصوص علي خامنئي، بصفته صانع القرار الرئيسي لهذه الجرائم.
هذا هو مطلب الشعب المنتفض ومطلب المقاومة للإيرانية، وكذلك هو المطلب الذي أشارت إليه السيدة مريم رجوي في مؤتمر الجاليات الإيرانية في يوم السبت، 25 آب / أغسطس من هذا العام، داعية المجتمع العالمي إلى الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني.