بقلم المهندس/ طارق بدراوى
شرم الشيخ مدينة سياحية مصرية تقع عند ملتقى خليجي العقبة والسويس على ساحل البحر الأحمر. وتبلغ مساحتها 480 كم مربع ويصل عدد سكانها إلى 35 ألف نسمة وهي تابع إداريا محافظة جنوب سيناء وتعد أكبر مدنها وتضم المدينة منتجعات سياحية يرتادها الزائرون من جميع أنحاء العالم وتشتهر بأنها أحد مراكز الغوص العالمية التي تجذب هواة ومحترفي هذه الرياضة كما تشتمل على مطار دولي ومن أهم مناطقها رأس نصراني ورأس أم السيد ورأس جميلة ورأس كنيسة وشرم الميه ونخلة التبل وخليج نعمة إلي جانب محمية رأس محمد الواقعة جنوبها ومحمية نبق بينها وبين مدينة دهب وتشتهر مدينة شرم الشيخ بإسم مدينة السلام وقد تطورت المدينة في الثلاثين عاما الأخيرة بشكل سريع حتى أصبحت من أشهر المدن السياحية في سيناء والعالم وتعد واحدة من أجمل أربع مدن في العالم طبقا لتصنيف البي بي سي لعام 2005م كما أدى تحول المدينة إلى النظم الحديثة في نوعية التصميمات المعمارية لمنشآتها والنواحي الترفيهية والأمنية بها وكذلك الخدمة الفندقية المتميزة والمتنوعة والمتعددة المستويات لتأهيلها للفوز بجائزة منظمة اليونسكو لإختيارها ضمن أفضل خمس مدن سلام على مستوى العالم من بين 400 مدينة عالمية
وتكمن أهمية مدينة شرم الشيخ في موقعها الذي يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا على رأس مثلث شبه جزيرة سيناء عند رأس البحر الأحمر بين خليجي السويس والعقبة مما أدى إلى وجود بيئة طبيعية ومناخية متميزة تعتبر العنصر الأساسي في تميز النشاط السياحي بها حيث تشتمل مدينة شرم الشيخ على العديد من أماكن الجذب السياحي مثل منطقة السوق القديمة التي تقع على أطراف المدينة وتتميز بأسعار البضائع المنخفضة بعيدا عن الأسعار السياحية ويجد بها السائحون كل متطلباتهم وقرية التراث البدوي التي تقع علي مساحة 20 ألف مترمربع وقد أقيمت بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي البدوي وتضم 100 محل ومسرح مكشوف وبرجولات وأماكن أسرية وعائلية وميدان سوهو أو سوهو سكوير المضاء بأحدث وسائل تكنولوجيا الإضاءة الجمالية والترفيهية علي غرار إضاءة الميادين والشوارع العالمية السياحية مثل الشانزليزيه في باريس وأوكسفورد في لندن وهو ما يشكل نقطة جذب سياحية كبيرة كما تعتبر المدينة موطن لشتى أنواع النشاطات السياحية ومنها عروض الدولفين التي تعد واحدة من أكثر الأتشطة السياحية جذبا للزائرين بالإضافة إلى ركوب الخيل والجمال والدراجات الهوائية والتزلج على الماء والغطس والغوص ورحلات السفاري بالصحراء والألعاب المائية المختلفة والتزلج الهوائي بإستخدام المظلات والملاحة بالقوارب الشراعية والتزلج على الرمال وبسبب رياحها المعتدلة يفضلها هواة الطائرات الورقية فضلا عن أنها تحتوي علي ما يزيد عن 200 فندق وقرية ومنتجع بالإضافة إلى المطاعم المختلفة والمقاهي والمدن الترفيهية والأسواق التجارية والكافيهات والكازينوهات
ومما تشتهر به مدينة شرم الشيخ مستعمرة سكنية كان إسمها عوفيرا وهي مستعمرة عسكرية شيدتها القوات الإسرائيلية على أرض شرم الشيخ عام 1968م كمقر لقواتها الجوية أثناء إحتلالها لسيناء وعقب حرب أكتوبر عام 1973م وهزيمة العدو الإسرائيلي تسلمت مصر المستعمرة عام 1979م خلال مراحل تنفيذ إتفاقية السلام بين الدولتين وسميت مساكن اليهود وتحولت إلى مساكن للموظفين الحكوميين في شرم الشيخ وتضم المستعمرة 500 وحدة سكنية بنيت على شكل مدرج حتى يسهل القفز من دور لآخر ومن مبنى إلى آخر تفاديا للهجمات وأسفلها بنى الكثير من الخنادق التي تحولت إلى ثكنات للعمال الذين كانوا يعملون في بناء المنشآت الحكومية في شرم الشيخ بعدما عادت شرم الشيخ وسيناء كاملة إلى الوطن الأم مصر عام 1982م
ويصل مدينة شرم الشيخ بباقي مدن مصر غربا طريق القاهرة/رأس سدر/الطور/شرم الشيخ بطول أكثر من 500 كم عن طريق المرور بنفق الشهيد أحمد حمدي أسفل قناة السويس وبسبب عدم إزدواج هذا الطريق بداية من النفق وحتى شرم الشيخ بطول 360 كم فقد وقعت العديد من الحوادث المرورية به مما دعا الحكومة المصرية لإطلاق مشروع إزدواج الطريق على عدة مراحل تتمثل المرحلة الأولى منه في المسافة بين النفق ومدينة رأس سدر بطول نحو 60 كم وبتكلفة تصل إلى أكثر من 100 مليون جنيه في حين يربط المدينة شرقا طريق طابا/نويبع/دهب/شرم الشيخ بطول 240 كم وهو أيضا طريق من حارة واحدة وأطلق مشروع إزدواجه في المسافة بين شرم الشيخ ودهب بطول 80 كم وبتكلفة قدرها 50 مليون جنيه
وتتميز مدينة شرم الشيخ بوجود مطار دولي بها تأسس في عام 1982م تحت إسم مطار رأس نصراني وكان يستقبل طائرتين فقط أسبوعيا ثم توالت مراحل تطويره وتغير إسمه عام 1993م إلى ميناء شرم الشيخ الجوي وزادت طاقته الإستيعابية إلى 5164 حركة إقلاع وهبوط وفي عام 2006م إرتفعت إلي 40 ألف حركة كما إرتفعت حركة الركاب من 250 ألف راكب إلي 5 ملايين راكب سنويا وزاد عدد مواقف الطائرات من 3 أماكن إنتظار إلي 39 موقف ومثلت حركة الطيران في مطار شرم الشيخ حوالي 20% من حركة المطارات المصرية مقابل 2.5% عام 1993م وتمثل نسبة الرحلات الدولية في مطار شرم الشيخ 88% من حركة الطائرات بالمطار وفي عام 2007م تم إفتتاح مبني الركاب الجديد بالمطار والذي أقيم علي مساحة 44 ألف متر مربع بتكلفة قدرها 494 مليون جنيه وإستغرق إنشاؤه 28 شهر ليسهم في رفع الطاقة الإستيعابية للمطار إلي 8 ملايين راكب سنويا بما يخدم حركة السياحة المتزايدة لشرم الشيخ داخليا وخارجيا وروعي في إنشاء المبني الجديد أن يكون مجهزا بأحدث صالات الوصول والمغادرة ووسائل التكنولوجيا الحديثة وتم ربطه إلكترونيا مع المبني الأول بالمطار بالإضافة إلى نظم خدمة الركاب وتأمين الحقائب وتسهيل حركة وصول ومغادرة الركاب والوصول إلي منطقة الأسواق الحرة وبدأت دراسات إنشاء المبني الجديد مع البنك الدولي في شهر يونيو عام 2003م وتم توقيع عقود الإنشاء في شهر مارس عام 2004م وصمم المبنى علي شكل قارب له جناحان أحدهما مخصص لصالات الوصول والآخر لصالات السفر والجزء الأوسط للمبني خصص لأماكن الكافتيريات والمطاعم وصالونات لكبار الزوار وغرفة عمليات لإدارة المبني كما تم تغطيته بسقف عبارة عن خيمة ضخمة مصنوعة من نسيج مكون من 7 طبقات يتميز بالمرونة والقوة ومقاوم للحرارة حتي 220 درجة مئوية ويبلغ عمره الإفتراضي 30 عاما علي الأقل …..
وبالإضافة إلي مطار شرم الشيخ الدولي يوجد بالمدينة ميناء وهو أحد الموانئ المصرية التابعة للهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر ويقع على ساحل البحر الأحمر في أقصى جنوب شبه جزيرة سيناء عند ملتقى خليجي السويس والعقبة عند رأس المثلث الجنوبي الذي تمثله شبه جزيرة سيناء على مسافة 156 ميل بحري من ميناء السويس و380 كم جنوب مدينة السويس و490 كم من القاهرة وتبرز أهمية الميناء نظرا لموقعه المتميز وخدمته لنشاط السياحة بمنطقة البحر الأحمر وسياحة اليخوت بأنواعها كما يوجد خط ملاحي قصير منتظم يعمل عليه عدد من العبارات مابين مدينتي شرم الشيخ والغردقة لتسهيل حركة السياح بين المدينتين السياحيتين الكبيرتين
وجدير بالذكر أن المدينة قد تعرضت لحدثين مؤسفين هامين في السنوات العشر الأخيرة أولهما مجموعة من العمليات الإرهابية المتزامنة التي وقعت ليلة 23 يوليو عام 2005م وتمثلت في ثلاث إنفجارات متتالية ضربت مدينة شرم الشيخ وقد بدأت العمليات الإرهابية بتفجير سيارة مفخخة إستهدفت منطقة السوق التجاري القديم تلاها الإنفجار الثاني بعد نحو 5 دقائق وإستهدف أحد المنتجعات السياحية على خليج نعمة ثم وقع الإنفجار الثالث بعد ثلاث أو أربع دقائق عن طريق عبوة ناسفة شديدة الإنفجار أمام المراكز التجارية بمنطقة وسط خليج نعمة وأسفرت الإنفجارات الثلاث عن وقوع ضحايا تراوح عددهم ما بين 64 إلى 85 قتيل وبين 110 إلى 200 مصاب وتحطم نحو 80 سيارة بين ملاكي وأجرة وأكثر من 50 محل تجاري وأتت هذه التفجيرات الإجرامية لتضرب أحد أهم المناطق السياحية في مصر وذلك على غرار عدة تفجيرات عالمية ضربت كل من لندن وبيروت وتركيا وكان ثاني الحدثين عدة هجمات من أسماك القرش وقعت في شهر ديسمبر عام 2010م داخل شواطئ مدينة شرم الشيخ مما أسفر عن مقتل سائحة ألمانية وبتر أطراف لأربع سائحات روسيات وسائح أوكراني وأدت تلك الهجمات على الشاطئ إلى إتخاذ عدة إجراءات إحترازية كان منها منع الغوص الشاطئي في مناطق التجمعات السياحية بإستثناء ست مناطق هي خليج نعمة وشرم الميه ومحمية نبق ورأس أم السيد وخليج القرش ورأس جميلة وهي التي سمح فيها فقط بدخول البحرعن طريق الشاطىء مع إبقاء جميع مواقع الغوص التي يتم الوصول إليها بإستخدام اللنشات ومراكب الغوص مفتوحة أمام الغواصين