بقلم المهندس/ طارق بدراوى
تعتبر محمية وادى الريان بالفيوم من أهم المحميات الطبيعية في مصر إلي جوار محميات رأس محمد وسانت كاترين ووادى علبة وقد سمي وادى الريان بهذا اﻹسم نسبة إلي ملك يدعي الريان بن الوليد الذى عاش في المنطقة مع جيشه فترة زمنية وكان يسقي الماء من العيون الطبيعية المتواجدة في المنطقة ومن الغريب أن هذه التسمية ليست علي مسمي فالمنطقة ليست واديا فهي منخفض مغلق من جميع الجهات كما أن أرض المنخفض غير مشبعة بالمياه فهو ليس ريانا ولكن البدو الذين يسكنون في المنطقة إتفقوا علي تسميته بهذا اﻹسم
ويقع وادى الريان في الصحراء الغربية جنوب غرب الفيوم وعلي مسافة حوالي 40 كم منها وبذلك يبعد عن القاهرة حوالي 150 كم ويمتد بين خطي طول 29 درجة ودقيقة و29 درجة ودقيقتين وبين دائرتي عرض 30 درجة و30 درجة ودقيقة ويفصله عن منخفض الفيوم حاجز من الحجر الجيرى يصل عرضه إلي 15 كم
ويتكون وادى الريان من عدة مناطق يمكن تقسبمها علي النحو التالي :-
1- البحيرة السفلية وتقع بوادى الريان ومساحتها 100 كم مربع ونسبة الملوحة بها مرتفعة نسبيا وتبلغ حوالي 2.5 جرام/ لتر وأقصي عمق لها حوالي 34 مترا والبحيرة تعتبر بيئة طبيعية نظيفة وهادئة وجميلة وخالية من التلوث
2- البحيرة العليا وتبلغ مساحتها 65 كم مربع وتوجد بمنطقة تسمي وادى المساخيط ويرتفع منسوبها عن البحيرة السفلية بمقدار 20 مترا ودرجة الملوحة بها أقل حيث تبلغ 1.5 جرام/لتر وأقصي عمق لها حوالي 22 مترا ومياهها شبه مالحة ومتجددة
3- منطقة الشﻻﻻت وتشغل المنطقة التي تصل بين البحيرة السفلية والبحيرة العليا وتسمي هذه المنطقة وادى القصيمات وفارق المنسوب بين البحيرات حوالي 20 مترا وهي عبارة عن 3 شﻻﻻت طبيعية ينساب فيها الماء وهي بحق تعد منطقة جميلة رائعة تصلح لممارسة رياضة الغوص إلي جانب اﻷنشطة الترفيهية والسياحية مثل ركوب الخيل والجمال وممارسة رياضة الجولف وتحتاج هذه المنطقة إلي بعض التطوير لكي يمكن إستغﻻلها في نشاط السياحة علي نطاق واسع فيلزم مد طريق مرصوف إليها وتوصيل المرافق بأنواعها المختلفة إليها وإنشاء كوبرى مشاه علوى ليربط جانبي الشﻻﻻت وبعض الشاليهات ﻹستقبال السياح
3- منطقة جبل المنورة وهي منطقة عبارة عن هضبة عالية علي شكل دائرة تقابلها 3 هضاب قريبة الشبه باﻷهرام وينساب الماء بينها علي شكل لسان من البحيرة السفلية ويوجد أسفلها شاطئ بطول حوالي 500 مترا ويتميز بأن الهضبة تظلله والمنطقة من المناظر الطبيغية الخﻻبة التي أبدع الله الخالق العظيم في صنعها
4- منطقة قارة جهنم أو وادى الحبتان وتقع شمال غرب البحيرة العليا في منطقة صحراوية نائية يبلغ عمرها 40 مليون سنة قال العلماء المتخصصون إنها كانت قاعا لبحر وكنتيجة للتغيرات الجيولوجية إنحسر منها الماء تاركا خلفه بقايا بعض الحيوانات البحرية فقد تم إكتشاف مئات الهياكل العظمية المتحجرة لبعض أنواع الحيتان اﻷولية وأسنان سمك القرش وعثر علي هيكل حوت كامل معروض اﻵن في المتخف الجيولوجي المصرى
5- منطقة عيون الريان وهي تقع جنوب البحيرة السفلية وتبلغ مساحتها 150 كم مربعا وهي منطقة ذات بيئة صحراوية متكاملة وتوجد بها عدد 4 عيون مياه كبريتية تصلح للسياحة العﻻجية وبها أيضا العديد من الكثبان الرملية الطويلة والكثيفة والمتحركة وهي منطقة غنية بالحياة النباتية ففبها غابات نخيل وغردق كما توجد بها حياة حيوانية فتتواجد أنواع من الحيوانات البرية مثل الغزال المصرى والذئب المصرى والثعلب اﻷحمر والغزال اﻷبيض النارى المهدد باﻹنقراض وكذلك يوجد أكثر من 100 نوع من الطيور المقيم منها والمهاجر مثل الصقور والبط البرى والبﻻشون والبشاروش وأيضا يوجد حوالي 16 نوعا من الزواحف كالسﻻحف والثعابين والحيات بأنواعها
6- منطقة جبل الريان وهي المنطقة المحيطة بمنطقة عيون الريان وتسمي أيضا مناقير الريان حيث الجبل يأخذ شكل منقار الطائر وتحتوى المنطقة علي بعض الحفريات البحرية وعلي بعض أنواع من الصقور المصرية مثل صقر الشاهين والصقر الحر
