الثقافةصفحات من تاريخ مصر

** محمية وادى الجمال **

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم المهندس/ طارق بدراوى

 

في الشمال من محمية علبة وعلي بعد 50 كم تقريبا من مدينة مرسي علم جنوبا وعلى بعد 350 كم جنوب الغردقة توجد محمية تسمي وادي الجمال والتي تم إشهارها عام 2003م بقرار رئيس الوزراء رقم 143 وهي محمية صحاري تقع في جنوب محافظة البحر الأحمر في مصر بمساحة إجمالية قدرها 7450 كم مربع وتضم قطاعا من ساحل البحر طوله 60 كم وعرضه 60 كم منها 50 كم في جبال الصحراء الشرقية والعشرة كيلومترات الباقية في البحر الأحمروتتميز المحمية بملامح طبيعية ومعالم جيولوجية تمثلها تراكيب جيولوجية ومناظر ذات قيمة جمالية كما أنها تشمل عناصر بيئية متعددة تتمثل في تعدد النظم البيئية وما بها من كائنات حية سواء كانت برية أو بحرية وأهمها حوض وادي الجمال وهو أحد أكبر وأغنى أودية الصحراء الشرقية بالكائنات الحية وجبل حماطة وهو أحد أعلى جبال الصحراء الشرقية ويأوى أعداد وأنواع عديدة من الكائنات الحية أبرزها أحراش نبات المانجروف أو نبات الشورى كما يسمي أحيانا والتي تمتد على طول سواحل المنطقة وايضا الشعاب المرجانية وهي توجد على طول الشاطئ أو توجد كجزر مغمورة في وسط البحر الأحمر ولا تزال تحتفظ بطبيعتها البكر والحشائش البحرية ولها أهمية خاصة لبعض الكائنات النادرة ولعملية تكاثر الأسماك أيضا والشواطئ البحرية وتتميز في عدة جزر تتكاثر بها الطيور والسلاحف والكائنات والأسماك البحرية والشواطئ الرملية وتتميز بكثرة السلاحف البحرية عليها …..

14040181_10208473331688645_7837409821779378691_n

منظر طبيعي خلاب بمحمية وادى الجمال


وتنقسم محمية وادي الجمال إلى عدة محميات هي محمية منطقة جزيرة وادي الجمال وتبعد 8 أميال عن وادى الجمال وهي ثاني أكبر تجمع لطائر صقر الغروب إضافة إلى محمية منطقة حنكوارب التي تبعد 18 كيلو مترا جنوبي وادي الجمال وهي تتميز بالشواطئ والشعاب المرجانية ثم محمية منطقة القلعان التي تبعد مسافة 9 كيلومترات شمال قرية حماطة وتمتاز بوجود مساحات شاسعة من نبات المانجروف والعديد من أنواع الطيور المتوطنة والمهاجرة ثم محمية جزر حماطة وهي تقع على بعد ميلين من الشاطئ المقابل لقرية حماطة وتتميز بأماكن لممارسة أنشطة السباحة والغوص وجاءت تسمية وادي الجمال بهذا الإسم نتيجة وجود نبات بها مستساغ للجمال ولذلك كانت تأتي لكي تأكل منه حيث كانت قبائل العبابدة المتواجدة في المنطقة تعثر على جمالها الشاردة في هذه المحمية فكانت تسمى أيضا الجمال التائهة أو الغريبة وكان لا بد من تعريف الجمل فكان كل جمل يحمل عنوانه والعلامة الخاصة به ونظرا إلى أن العرب حافظوا كثيرا على الجمال وكانت تعد بمثابة الثروة إليهم فقد سمي الوادي أيضا بوادي المال ويتواجد بالمحمية أيضا الماعز الجبلي الإيبكس ويصل عمره الإفتراضي إلى 20 سنة والذي يحافظ على نفسه من الإنقراض بالصعود إلى أماكن بعيدة وعالية فيصعب صيده إذ أنه يتعرض للصيد بواسطة الشراك الخداعية كما يتواجد بالمحمية أيضا غزال دوركاس والذي يعرف أيضا بإسم العفري وغزال الأريل وهو أحد أصغر أنواع الغزلان وأكثرها شيوعا وذلك إلي جانب الأرانب البرية والوبر والوعل أو التيتل والجمال والثعالب ومنها الثعلب الأحمر وثعلب الرمال كما يوجد بالمحمية العديد من الزواحف وأبرزها الثعابين ومنها الطريشة وثعبان الرمال كما توجد بالمحمية أنواع عديدة من الطيور منها طيور النورس وطائر الخطاف وأبو ملعقة والبلاشون وصقر الغروب وتعد المحمية أكبر تجمع له على مستوى العالم …..

14089087_10208473442051404_3696229445381850870_n

أشجار المانجروف بمحمية وادى الجمال


وتضم المحمية آبار وعيون مياه وتخلو من أنشطة التنجيم والمحاجر المنتشرة في جبال البحر الأحمر أما نباتاتها فهي متعددة ويبلغ عددها 141 نباتا ومعظمهم من النباتات الطبية النادرة كما تضم المحمية زواحف وثدييات وتستمد قوتها من تنوع فصائلها وليس من كم الحيوانات بها وتتميز المحمية البحرية بإنتشار سمك قرش ويل شارك والدلافين والسلاحف البحرية وسمكة عروس البحر وشعاب الغدير وشعاب شرم في الحدود الشمالية وشعاب سطايح والتي تعتبر بيت الدلافين في البحر الأحمر أما الثروة النباتية فتتصدرها أشجار المانجروف التي كانت تتعرض في السابق للتقطيع الجائر قبل تحويل وادي الجمال إلى محمية لها أما دلتا وادي الجمال فهي غنية بالنباتات الطبية النادرة التي تجري لها عملية إكثار في الصوبات فضلا عن إنتشار أشجار الدوم والتاماركس والنخيل ولا تخلو المنطقة أيضا من الآثار حيث يحتضن الجبل معبد سكيت الواقع على بعد 60 كيلومترا داخل وادي الجمال في منطقة تسمي وادى سكيت كان يستخرج منها حجر الزمرد في العصر الفرعوني وإستمر الحال كذلك في زمن الرومان فكان يتم إستخراج حجر الزمرد ايضا من المنطقة وقد شيد الرومان بالوادى معبدا صغيرا وسط الجبل سمى معبد سكيت أو معبد سرابيس الرومانى ويقال إنه خصص لعبادة الآلهة لإيزيس وأوزرويس حيث كان مشهورا عن الرومان أنهم يقلدون الفراعنة وقد وجد بالقرب من وادى سكيت أو معبد سرابيس أبنية عرف عنها أنها كانت مدينة العمال الذين كانوا يعملون في عملية إستخراج حجر الزمرد في زمن الفراعنة والرومان وكان هؤلاء العمال يطلق عليهم العنج حيث كانوا ذوى أجسام ضخمة قوية وبشرة سوداء …..

14055171_10208473436211258_8410399910043211105_n

صورة بانورامية لأحد المناظر الطبيعية بمحمية وادى الجمال


ولمحمية وادى الجمال أربعة مداخل وتم إنشاء ثلاثة مكاتب إدارية لها للإشراف عليها فضلا عن وجود متحف لقبائل العبابدة تعرض فيه الأدوات التي يستخدمونها كما يتم أيضا تعليم سيدات القبائل المشغولات اليدوية وتسويقها وبيعها لتكون المحمية سببا في زيادة الدخل وتقوم وزارة البيئة بتوفير دوريات للملاحظة والمراقبة والتفتيش بالمنطقة لتطبيق قانون المحميات وقانون البيئة والرصد البيئي والتي تتم من خلال الباحثين البيئيين وأيضا بواسطة حراس البيئة الذين تم التعاقد معهم من أهل المنطقة لمراقبة المحمية على مدار اليوم …..

14068248_10208473466252009_4965485125709985873_n

الأرنب البرى من الثدييات التي تعيش في محمية وادى الجمال


وقد إنتشرت المحميات في العالم بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة مما يعد مؤشرا على إهتمام العالم كله برقي البيئة وهذا جعل العالم ينتبه إلى أن وجود المحميات يقترن دائما بوجود فقراء حولها مما تطلب إحداث تغيير نحو التنمية والتطوير لمناطق المحميات بدلا من الحماية فقط وهو المفهوم الذي نحتاج إلى تغييره في مصر ويعد فصل الربيع أو وقت الفجر تقريبا في الساعة الخامسة صباحا أو وقت نهاية النهار قبل الغروب مباشرة هي الأوقات المناسبة لمشاهدة الحيوانات البرية في المحمية ومن الملاحظ أن الحيوانات المتواجدة في المحمية علي درجة عالية من المهارة في عملية الصيد وذلك نتيجة مواجهتها لظروف صعبة من أجل الحصول علي غذائها فعلى سبيل المثال فإن القط البري الكاريكا علي درجة كبيرة من المهارة في الصيد لأنه يعاني ظروفا صعبة في من أجل الحصول علي غذائه في المحمية …..

14068210_10208473540093855_6836831082262718800_n

طائر أبو ملعقة من طيور محمية وادى الجمال

 


ومن أجل تنشيط السياحة بمحميةة وادى الجمال فقد تم عمل دليل لبرنامج رحلة إلي المحمية تقوم وزارة البيئة بتقديمه للسائحين مطبوعا باللغة الإنجليزية في طبعة أنيقة ملونة ويشمل البرنامج جولة رائعة عبارة عن جولة مدتها 45 دقيقة في مساحات أشجار المانجروف بواسطة قوارب تقليدية ثم المرور علي نقطتين لمتابعة الطيور ثم الوقوف علي رصيف للسفن بطول 40 متر لمراقبة أكثر من أربع فصائل من سلطعون البحر وأكثر من 13 فصيلة من الأسماك الصغيرة وأكثر من 13 نوعا من الطيور المستقرة حول المكان ثم قضاء بعض الوقت في الخيمة التقليدية لقبائل العبابدة وإحتساء المشروب التقليدي لهم وهو قهوة الجبنة كما يمكن شراء الأعمال اليدوية التقليدية لسيدات القبائل التي يقمن بعرضها علي الزائرين أثناء تواجدهم في الخيمة وسط منظر طبيعي خلاب وجدير بالذكر أن عملية تطوير السياحة البيئية تشمل في جزء منها التوجه إلى زبائنها من هواة هذا النوع من السياحة خاصة في قارة أوروبا رأسا وتقديم العروض إليهم كأفراد وليس كمجموعات عن طريق شركات السياحة …..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى