انجبت السينما المصرية نجما قريب جدا لواقعنا بتمثيله ويأخذنا الي سماء الفرحة بمنولوجاته الرائعة
فهيم هو نجم انجبته حقا السينما المصرية بجينات مصرية أصيلة لا يعمل لأجل المال فقط ولكن اعماله توضح رسالته الشفافة المبهجة واختياراته الفنية التي تمتعنا بدون اختلاف اثنين عليه ..
من السهل أن تجسد شخصية في نفس العمر وقت تجسيده ومن الصعب أن تقلد طفلا بحركاته لكن من الاصعب أن تسبق الزمان بسنك وحركاتك بتجسيد رجل يناهز الستين من العمر
هكذا ظهر محمد فهيم في المسلسل الدرامي الجماعة في ٢٠١٠ والذي يحكي حياة الإخوان الذي كان دوره تجسيد سيد قطب ..
محمد فهيم حقآ اثبت جدارته وموهبته الفنية عندما جسد دور سيد قطب ليس فقط لأنه شبيها به ولكن كانت حركاته حركات هذا الرجل العجوز وكئابته ومرضه النفسي وعقده
كل هذا جمعه فهيم في دوره وهذا كان من الاصعب وبالأخص أن فهيم شاب صغير .
لم يكن هذا غريبآ علينا حدث هذا قبل ذلك من قبل نجوم غيره وبعده أن يجسد فنان شاب دور الرجل الشيخ كبير السن.
لكن كان فهيم يختلف تماما لدرجة عندما تشاهده في دور سيد قطب اخر ما تتوقعه أن من يجسد هذا الدور هو شاب في العشرينات
نعم فكان هو الأجدر بهذا الدور وبالفعل اثبت جدارته ولم تكن هذه هي بداية الحياة الفنية لفهيم كما يعتقد البعض ولكن الحقيقة كان بهذا الدور لفت انتباه لكثير من النقاد صناع الدراما مما جعلوه الأحق بكثير من الأدوار ..
وكان لفهيم ادوار أخري تستحق التقدير ففي بدايته الفنية وقف لأول مرة أمام الكاميرا في فيلم كليفتي للمخرج الراحل محمد خان ثم في ٢٠٠٤ قدم مسرحية قهوة سادة علي مسرح مركز الابداع الفني بدار الأوبرا المصرية ثم شارك في مسلسل الشحروره
وها هو يقدم دور المهرج المرافق للملك في الملك لير وليس مجرد ممثل علي خشبة المسرح ولكن يظهر لنا مدي ابداع الممثل في لبسه ومظهره الفني البحت وحركاته ونظراته ..
فكان دوره مزيج بين التمثيل والغناء والشو في آن واحد .
ثم أن فهيم كان يعمل علي نفسه من بروفات قبل خوض التجربة في الملك لير
هذا هو الفنان الذي يريد أن يقدم رسالة حقيقية وليس مجرد تلقي اي عمل يجلب المال كما يفعل غيره من تقديم للبلطجة بتجسيد المافيا المنتصره ورسالة الفشل وضجة السماعات في الميادين فقط طالما هناك “سبوبة ” المال ..
فكان لاختيار محمد فهيم لاعماله الفنية وادواره الصعبة هي الفارق بينه وبين غيره من نجوم الفن
فهو حقا ابن السينما الحلال ..