مقالات واراء

محمد عطية يكتب ” 6 أنشطة غير روتينية للمراهق للقضاء على الملل “

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم : محمد عطية
ما بين فترات الدراسة وممارسة الرياضة وزيارة الأصدقاء ومشاهدة البرامج وحضور الحفلات الغنائية، يجد الشاب نفسه في حالة من الملل والضيق. قد يرجع ذلك إلى صعوبة التأقلم أحيانا مع اجتيازه مرحلة الطفولة وتغير ملامحه الخارجية التي تتخذ مظهرا رجوليا أو أنثويا، على حسب النوع، وإحساسه بالغربة في عالم جديد لم يتعرف على جوانبه بعد. يجد المراهق في التعرف على أصدقاء من سنه ملاذا له من حالة الغربة التي تتلاشى ما أن يتمكن من بناء جسر للتفاهم معهم، والتي تتفاقم عند فشله في إيجاد وسيلة للتقارب. لا يصعب التفاهم مع الآخرين إن وجدت اهتمامات مشتركة معهم وتحمل المراهق تباين الآراء وتقبل انتقادات الآخرين، طالما كانت بدافع النصح وليس بدافع السخرية أو الإساءة.

تتنوع أنشطة المراهقين ما بين المفيد منها والضار، والمصلح منها والمفسد، ولا يجد المراهق سوى رفاقه للاستدلال على وسائل السلامة ولا يعينه على اتخاذ القرارت سوى أقرانه ممن لا يزيدون عنه خبرة ولا دراية بشؤون الحياة. نحاول معا أن نضع أيدينا على السلوكيات والأنشطة الواجب الانخراط فيها ليس فقط للقضاء على الملل، وإنما لتفادي كل ما هو شائن ومضر من السلوكيات التي قد ينقاد إليها المراهق دون وعي.

يمثل الانخراط في أنشطة غير روتينية للمراهقين على اختلاف أشكالهم وأحجامهم وسيلة رائعة للتعرف على أصدقاء جدد وممارسة أنشطة جديدة تساعدهم في اكتساب المزيد من الخبرات واستكشاف الذات والتعرف على مهارات شخصية لم يتعرف عليها المراهقون من قبل. بعيدا عن أسوار المدرسة وجدران المنازل، من المفضل أن يشترك المراهقون المتقاربون نفسيا وذهنيا في نشاطات تدعم تقاربهم وتسهم في التخفيف من أعبائهم النفسية الناتجة عن ضغوط الدراسة واضطرابات الحياة الأسرية.

لماذا يشعر بعض المراهقين بالملل رغم توافر كل وسائل التسلية ؟

هناك أسباب نفسية مرتبطة بالكآبة المرضيّة ، وهناك أسباب اجتماعيّة أي حين لا يقوم المراهق بأي نشاط اجتماعي خارج إطار المدرسة. فالمجتمع الذي لا يوفّر للمراهقين وسائل ترفيهية كالنوادي الرياضية أو الاجتماعية التي تقدّم خدمات إنسانية، أو نواد خاصة يلتقون فيها يمارسون فيها هواياتهم المفضّلة كالموسيقى أو الرسم أو المسرح، من الطبيعي أن يشعر المراهق الذي يعيش في هذه المجتمعات بالملل. فمن الضروري توظيف الوقت في شيء له مردود معنوي ينعكس إيجابًا عليه.

هل صحيح أنّ الضجر مفيد أحيانًا؟

صحيح الشعور بالضجر مفيد أحيانًا لأنه ضجر وجودي، بمعنى أنه يساعد المراهق على التفكير بحياته ومستقبله شرط أن لا يفصل نفسه عن محيطه الاجتماعي. ولكن حين يؤدي الملل إلى الانزواء وعدم التواصل مع الأصدقاء الحميمين من الضروري معرفة الأسباب فربما تعرّض المراهق لعنف من أحد أصدقاء الشلة.
ولكن في الوقت نفسه على الأهل ألا يلّحوا على ابنهم أو ابنتهم لمعرفة الأسباب أو يبدوا رأيهم في الموضوع بل يتركوا له مبادرة التحدث عنه، طالما أن الأمر مجرد مشكلّة عابرة.

يعترض الأهل وأحيانًا يشعرون بخيبة أمل حين يسمعون ابنهم أو ابنتهم المراهقة تقول أشعر بالملل رغم توفير كل متطلباتها؟
من الخطأ الشائع هو توفير الأهل كل متطلبات المراهق في شكل مبالغ فيه، مما يحرمه متعة التحدّي.
فحين تتاح له كل الأمور من دون قيد أو شرط وفي سن مبكرة لن يعرف قيمة ما يحصل عليه ويشعر بالملل الذي ربما قد يؤدي به إلى تجربة أمور تكون نتائجها سلبية على سلوكه الاجتماعي.
كالانحراف مثلاً. فبعض الحرمان المادي ضروري شرط أن يرافقه حوار بين الأهل والمراهق.

هل انكباب المراهق على مواقع التواصل الإجتماعي باختلاف تطبيقاتها مؤشر لشعوره بالملل؟
لا يمكن تجاهل دور الشبكة العنكبوتية وتطبيقاتها مواقع التواصل الإجتماعي، في حياة المراهقين بعامّة. وقد أشارت التقارير الأخيرة إلى أن 75% من المراهقين يستعملون بشكل دائم خدمة الـ«يوتيوب»، وغيرها من تطبيقات الشبكة العنكبوتية.
ولكن لا يمكن القول أن استعمال المراهق لتطبيقات التواصل الإجتماعي يبعد الملل، لأنها أصبحت من الأمور الروتينية التي يستعملها المراهق بشكل تلقائي أثناء قيامه بعدّة أمور مثلا تجدين مراهقًا يدرس وفي الوقت نفسه يستعمل تطبيق Selfie مثلا وينشره على موقعه الخاص.
ومع ذلك تجدينه أحيانًا يضع تعليقًا مثل «أنا أشعر بالملل» إذًا هذه الأمور لا تبعد الملل بل أحيانًا وعن طريقها يعبّر المراهق عن مشاعره.
لذا فإن تجنب الملل يتطلب إشراك المراهق في نشاطات تتطلب مجهودًا فكريًا أو جسديًا مثل ممارسة الرياضة التي يحبّها أو أي هواية أخرى لديه.

ما هي نتيجة الملل لدى المراهق؟

يولّد الملل طاقة سلبية ممكن أن تؤدّى بالمراهق إلى الإتجاه نحو السلوكيات غير المقبولة أو الخطرة مثال التدخين، والتعرّف إلى أصحاب السوء، والإنضمام إلى جماعات مشبوهة، وشرب الكحول، وما شابه. وممكن أن يؤدي الملل إلى شعور المراهق إلى القلق والإكتئاب والميل إلى الإنعزال والإندفاعية والإجرام وجميعها أمراض نفسية تتفاقم لتصل بالمراهق إلى مرحلة خطرة.

ما هي الحلول لتفادي الملل لدى المراهقين؟

هناك العديد من الخطوات التي يمكن إعتمادها ولعل أهمها

1- الحصول على وظيفة أو عمل خلال العطلات:
فالمراهق يتمتّع بطاقة كبيرة وإذا ما تمّ إرشادها بالعمل فالنتيجة ستكون إيجابية له إن لناحية الخبرات والمهارات التي سيكتسبها وإن لناحية المجتمع، فإننا نسعى للحصول على أعضاء فعّالين ومنتجين.
2- الرياضة:
وذلك من خلال الإنضمام إلى نادي أو فريق، فالشعور بالإنتماء والسعى وراء هدف مشترك يعطي طاقة إيجابية.
3- العمل الإجتماعي:
وذلك من خلال التطوّع في الجمعيات الأهلية أو الكشفية للمساعدة في جميع المجالات مثال تعليم الأيتام، ومساعدة المسنين، وتنظيف الشواطئ، وما شابه.
4- تنمية الهوايات:
ويكون ذلك بأن يمضي المراهق وقته في القيام بما هو ممتع له وربما يساعده في ما بعد ليكون مجاله العملي مثل الرسم أو الموسيقى أو البرمجة وما شابه.
5- الرحلات والنشاطات الترفيهية:
هناك العديد من النوادي والجمعيات التي تنظّم هكذا رحلات لإستكشاف الطبيعة ولتمضية الوقت في تقصي حقائق الأشجار والنباتات وإستكشاف المحيط وما شابه.
6- العمل المنزلي:
تحدّد مجتمعاتنا الشرقية دور العمل في المنزل بالأم ومن يساعدها إذا وجد، ولكن ذلك غير صحيح، ولا يجوز أن تقتصر المساعدة على البنت المراهقة، بل المراهق أيضًا فهو فرد من الأسرة وإشراكه في المسؤوليات المنزلية مهم جدًا لتدريبه لما بعد حين يصبح هو صاحب المسؤولية، ودليلنا على ذلك أن أهم الطباخين هم رجال، وأهم مصممي الأزياء أيضا هم من الرجال ولهذا يجب ان لا نفرق بتقسيم العمل المنزلي بين المراهق والمراهقة.

كيفية المفاضلة بين مختلف الأنشطة

تعد الطريقة المثلى لاختيار الأنشطة لمن يود توسيع دائرة معارفه هي اختيار النشاط الأنسب مع مهاراته واهتماماته الشخصية. لا داعي للانخراط في نشاط لمجرد الإعجاب به ظاهريا أو لتقليد الآخرين. بدلا من الانهماك في ممارسة نشاط لمجرد التسلية، من الممكن الاستفادة من النشاط في تحويله لوسيلة لكسب العيش في فترات العطلات الدراسية. هناك أنشطة مثل التدرب على العزف أو التصوير أو إعداد المأكولات والحلوى أو تصفيف الشعر أو رسم الصور الزيتية تصلح أن تكون في المستقبل مهنا تعين صاحبها على تحسين دخله في حال تعسره.

تكوين صداقات قوية
أفضل ما تمنحه الأنشطة غير الروتينية للمراهق إتاحة التشارك مع الأقران في أعمال تنتج عنها إبداعات خلاقة، وأول وسيلة للتفاهم مع الآخرين هو مشاركتهم نفس المشاعر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى