تزخر مصر بالمواهب الأصيلة في شتى المجالات ومن الذين جمعوا بين حفظ القرآن الكريم والخطابة وكتابة الشعر والقصة والمسرحية الشيخ محمد شرف الدين الكراديسي المولود في شهر ديسمبر عام 1968 بقرية كراديس مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية،ويرجع نسب والده (رحمه الله) إلى الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنه وأرضاه وابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى اللهعليه وسلم ،ويرجع نسب أمه (رحمها الله) إلى آل الجندي التركي العباسي والذي تصل جذوره إلى عبد الله بن عباس بن عبد المطلب حبر الأمة وترجمان القرآن وابن عم رسول الله صل الله عليه وسلم .
الشيخ محمد شرف الدين الكراديسي حفظ القرآن الكريم وهو ابن ثمانية أعوام وكان يقرؤه في المناسبات بجانب الابتهالات الدينية وحصل على شهادة المعهد الفني التجاري وبكالوريوس التجارة شعبة المحاسبة وشهادة معهد قراءات القرآن الكريم ومعهد الخطابة الكائن بمدينة بنها عاصمة محافظة قليوبية.
حقق الشيخ محمد شرف المراكز الأولى ونال شهادات تقديرية كثيرة في حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على مستوى الجمهورية في المراحل الأولى من حياته ويعمل حاليا بوظيفة متابع مالي بوزارة الشباب والرياضة وداعية إسلامي وباحث إسلامي في السيرة النبوية وخطيب بالمساجد الأهلية والأوقاف ومحفظ للقرآن الكريم ويشارك في إلقاء الندوات والمحاضرات والأمسيات الدينية في وزارتي الشباب والرياضة والأوقاف وفي عام 2005 أجريت عملية جراحية بحنجرته ولذا يقوم بالخطابة ويكتب المسرحية والقصة والشعر بالفصحى والعامية.
ويشارك في المسابقات الأدبية وقد فاز بالعديد من الجوائز والتكريمات،وللشيخ والأديب محمد شرف الدين الكراديسي أكثر من كتاب قيد الطبع ونذكر هنا على سبيل المثال:قطوف دينية من هـــدى خـير البريــــــة،رسالة الإسلام والدفاع عن خير الأنـــام،الحيوانات المباركة في القرآن الكريم،عندما تعاملت مع الشاب الشيخ محمد شرف لمست فيه الحكمة والأخلاق الطيبة والعلم والموهبة وقد وجه طاقاته الشابة لخدمة الإسلام والوطن ولذا عندما نتأمل أحاديث خير البرية محمد صل الله عليه وسلم لابد أن نتوقف مع هذا الحديث..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله:إمام عادل،وشاب نشأ في عبادة الله،ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه،ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه،ورجل قلبه معلق بالمساجد،ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه،ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال:إني أخاف الله رب العالمين ) أخرجه البخاري ومسلم.
نرجو من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف الاستفادة بالشيخ محمد شرف وأمثاله في تحفيظ الأبناء الصغار كتاب الله من خلال فتح كتاب بكل قرية رئيسية مع الإشراف الكامل للأزهر وبذلك سوف نحفظ كتاب الله وفي نفس الوقت نقدم للمجتمع الأجيال المستقيمة الفكر واللغة والسلوكيات وعندما يشتد عودهم لايمكن لفكر منحرف أو تيار غريب أن يغزوهم وعندما نتأمل بداية حياة كل من برز من الكتاب والأدباء والمفكرين ورجال الدين سوف نجدهم جميعا قد تعلموا وحفظوا القرآن الكريم في كتاب القرية .
إن ماأفرزته الأحداث المؤسفة في السنوات الماضية لشريحة تتاجر بالدين وبعاطفة الشباب يستلزم من كل المخلصين ضرورة الاهتمام بمطلبنا فبناء الإنسان أصعب من بناء ناطحة سحاب .