قصه نجاح يرويها / عبدالوهاب علام
نسيت احلام الطفوله وظننت أنى ولدت رجلا في المهد ، الكرسي المتحرك هو شريك قصتى .
عندما أدركت أنى لن استطيع الحركه على قدمى وأن هذا الكرسي بات صاحبي أيقنت وقتها أن قدر الله قد كتب على أن أكون مختلفا عن أبناء جيلي ، وقتها لا أعلم كيف يكون هذا الاختلاف هل هو للأفضل أم للأسوأ ولكن بت أمام حقيقة واحده وهى انه لزاما على الرضاء بقضاء الله وقدره متسائلا بان السعادة ليست في القدم فيقينا أن هناك سعادة أخري لا أدرى ما هى ؟ ولكن سأبدأ بالبحث عنها وان ما أنا فيه ما هو إلا شحنه أمل وصبر وجرعة يقين بالله الذي كتب على هذا وهو الذي سيرشدني إلى طريق السعادة المفقودة .
كلمات قالها محمد رجب ابن قرية الكدايه بمركز اطفيح محافظة الجيزه صاحب الثمانيه وعشرين عاما وصاحب قصة التحدى للظروف والاعاقه استطاع بايمانه بالله ان يكون مختلفا عن ابناء جيله حتى الأصحاء منهم بدنيا استطاع أن يطوع الظروف التي مر بها في قصة كفاح ونجاح وليست حجر عثرة في طريق تحقيق حلمه
الاعاقه هى سبب كل نجاح وصل اليه هكذا يبدأ محمد كلامه
منذ أن كان عمري عامين أصيبت بارتفاع في درجة الحرارة ونتيجة تشخيص طبي خاطئ تتطور الأمر إلى أصابه بشلل أطفال وأصبحت قعيد هذا الكرسي الذي رافقنى وشاهدا على قصتي فبعد الله تعالى يرجع الفضل لهذا الكرسي قد أكون بدونه أنسانا عاديا أو فاشلا فعلمت أنى لا بد إن أصاحبه ولا انفر منه فالا عاقه ليست في البدن بل كثير أصحاء البدن ولكن مرضي القلوب من كبر وغرور ونفاق وحقد وحسد فصحت أبدانهم ولكن عميت قلوبهم وبصيرتهم
لم تكن الاعاقه هى مشكلة محمد الوحيده
تزول نظرة التحدى من عينى محمد لتحل محلها نظرة حسره قائلا :
منذ كان عندى خمسة اعوام انفصل والداى وتزوجت امى وتركتنا وتزوج ابي بامرأة اخرى وهنا فقدت الحنان الذي كنت احتاجه كثيرا ما كنت اتتوق لحضن امى كأى طفل ولكن حرمت حنانها وزوجة الأب لن يمكنها ان تحل محل الام كثيرا ما كنت انام جائعا ولا يؤنس وحدتى غير الدموع ، لم اجد يوما ناصحا او مرشدا كل الظروف حولى تدفعنى الى الانحراف أو اليأس والاحباط ،
تعود الى محمد نظرته التى قابلناه بها نظرة التحدى والاصرار وهزم كل الظروف ليكمل حديثه قائلا :
لم اترك الظروف تلعب بى ومن يوم ان عقلت الحياه تيقنت ان الله قدر الخير لى فعدت الى حلمى الاول البحث عن السعاده ، نظرة الشفقه او الاستغراب من الناس لم تأثر في ، كل هدفى ان انطلق باحثا عن ما يسره الله لى
عملت عجلاتى وقمت بالعمل في مزارع الدواجن وبائع بالمحلات قررت ان انسى اعاقتى وانسى ظروفى تعاملت مع نفسي انى انسان صحيحا بدنيا وعقليا وقلبي بيدى الله وطأت الظروف تحدت أقدامى ووضعت الايمان بالله نصب عينى واتجهت باحثا عن حلمى وعن ذاتى متسلحا بالايمان بالله والتحدى والامل
لن انسى تلك الليالى التى تهطل فيها الامطار والكل مختبئا داخل بيته وانا اصاحب كرسيي الى شيخى لحفظ القرآن وان عاندنى يوما صاحبي استعرت حمار من احد جيرانى المهم ان اصل الى هدفى وان احقق ذاتى
مثلى مثل اي طفل كنت اتمنى ان اجد حنان الام والاب حلمت ان احصل على مصروف مثل اقرانى ولكن حرمت من كل شيئ حتى احلام الطفوله ، اظننى ولدت رجلا وانا في المهد ؟
صمت يخيم علينا بعد كلمات محمد تلك التى يصف نفسه فيها بانه تحمل مالا يطيق الرجال تحمله ، ليقطع هذا الصمت صوت محمد بطلنا قائلا :
كنت اعيش حياتى لا احس بيها احس انى يوما سأصل الى ما اريد متعة ولذة النجاح انستنى الآم الشوك تحت قدمى حتى بات الشوك رفيقي وتعودت قدماى عليه، عيناى فقط على هدفى وانا موقن بان الله لن يخيب رجائي
ومع ابتسامة المنتصر يكمل قائلا :
النجاح هو مسكن لآى الآم مررت بها ويقرأ ضاحكا بيت الشعر ( انا وكنت الاخير زمانه لات بما لم تأت به الاوائل ) بيت الشعر هذا عندما يذكر لبعض شبابانا يتذكر شخصية رمضان مبروك ابو العلمين حموده ولكن عندما اقرأه اعمل به فاعلم انى لست بأقل من احد وان الله ليس بظلام للعبيد فلماذا لا أقدم مثل الاوائل بل واكثر منهم
هل استطاع محمدرجب ابن الريف ان يختلف عن جيله ؟ ورغم الظروف التى مر بها هل استطاع ان يجد السعاده التى كان يبحث عنها ؟
لا اقول بانى حققت كل ما ابحث عنه ولكن فقط اقول انى رفعت قدمى من على الاشواك لاضعها على سلم النجاح ،
فقد كنت دائما متفوقا في دراستى وفي الجامعه كنت من اوائل الدفعه ، وتم حصولى على لقب الطالب النموذجى عام 2011 وتم تكريمى من قبل شيخ الازهر ، حصلت على ليسانس الدراسات الاسلاميه والعربيه بجامعة الازهر بتقدير جيد جيدا وكان من المفترض ا ن اعين معيد ولكن دائما ارضي بقدر الله ، اعمل مدرسا بمعهد الفتيات بقريتى الكدايه ، حصلت على منحة جامعة الازهر لدراسة اللغه الانجليزيه من المعهد البريطانى للدمج بين الجانب الشرعى والعربي واللغه للرد على الشبهات التى تطعن في الاسلام ، وحاليا اقوم بعمل دراسات عليا تمهيدى ما جستير بكلية الشريعه والقانون ، حفظت القران الكريم منذ الصغر واتقنته وحصلت على شهادة التجويد من معهد القراءات ، عضو مقأه بالاوقاف لتعليم الائمه وخطباء المساجد ، العمل الاجتماعى لنشر الوعى والثقافه والتوعيه لاهلنا
ويضيف محمد استطعت بفضل الله ان اضرب الاعاقه والظروف بالضربه القاضيه حيث انى قد حصلت على بطولة الجامعات في التنس ثلاث مرات وكذلك قمت برفع الاثقال
سؤال وجهناه لمحمد بطل قصتنا كيف وصلت لهذا ؟
تبسم محمد قائلا . اخذت على عاتقى انى لست معاق وانى قادر على فعل ما قد يفعله الاصحاء بل وازيد ، نسيت الاعاقه والظروف بل صاحبتها حتى تعودت عليها فكانت لى معينا وحافزا في ان اجد ضالتى .
هذا بطلنا، وهذه قصته نعلم يقينا ان الجدران تخفى من وراءها مئات والالف القصص لشباب هم فخر وقدوة لاقرانهم قصص نجاح تسيرعلى الارض لا ندري بها ولا نعلم عنها شيئا
محمد رجب شاب تحدى الاعاقه بحث عن السعاده وطأ الظروف تحت قدميه لترفعه الى قمة النجاح نقدم قصته الى شبابانا الذي وضعوا الظروف فوق رؤسهم فهوت الارض من تحت اقدامهم