بقلم المهندس/ طارق بدراوى
الفيوم محافظة مصرية قديمة وعاصمتها مدينة الفيوم والتي تنقسم إلى حيين سكنيين تفصلهما ترعة بحر يوسف الذي يتوسط المدينة كما يتبعها ضاحيتى قحافة ودار الرماد وتشتهر المدينة ومراكزها بأنها مركز تجارى هام يضم ديوان عام المحافظة وفروع الوزارات كما تشتهر قراها بصناعات منتجات النخيل وصناعة السجاد وكذلك زراعات التين والمانجو وتربية وتفريخ الدواجن وكانت الفيوم في عهد الفراعنة جزءا من المناطق العشرين من مقاطعات الوجة القبلى وكانت عاصمة لإهناسيا في ذلك العصر هذا وتقع محافظة الفيوم في مصر الوسطى غرب نهر النيل في قلب الصحراء الغربية ضمن إقليم شمال الصعيد وبالتحديد في الجنوب الغربي من محافظة القاهرة علي ملتقى طرق صحراوية إلى سقارة ودهشور والواسطى وميدوم وسدمنت الجبل ووادي الريان والواحات البحرية وعلى مسافة حوالي 92 كم من العاصمة القاهرة وهي محاطة بالصحراء من كل جانب عدا الجنوب الشرقي حيث تتصل بمحافظة بني سويف …..
وتبلغ المساحة الكلية لها حوالي 6 آلاف كم مربع وتعرف بإسم مصر الصغرى حيث تعد صورة مصغرة لمصر حيث تلتقى على أرضها البحيرات والخضرة والصحراء في صورة فريدة تتنوع فيها المناظر الطبيعية والأنشطة السكانية والمدنية والريفية والبدوية والساحلية بمعني أنه تتوافر فيها خصائص ومظاهر البيئة الريفية والساحلية والصحراوية والحضرية لذا فهي تعد واحدة من محافظات مصر التي تنفرد بخصائص تميزها عن بقية المحافظات حيث تمثل بحيرة قارون البيئة الساحلية وبحر يوسف نيلها والأراضي الخصبة على جانبيها دلتاها وقد تعاقبت عليها جميع العصور التاريخية التي مرت بمصر بداية من العصور الحجرية القديمة وعصور الفراعنة والبطالمة ثم العصر القبطي وأخيرا العصر الإسلامي وترك كل عصر آثاره الباقية التي دلت عليه كما تمتاز الفيوم بمناخها المعتدل طوال العام لذا تعتبر إحدى مناطق الجذب والنشاط السياحى في مصر…..
الزراعات والأشحار بمدينة الفيوم
وكان الإسم القديم للفيوم في أيام الفراعنة هوChdat أو Chedit ومعناها الجزيرة لأنها كانت في ذلك الوقت واقعة في بحيرة موريس وكان إسمها الدينى Per Sebek ومعناها دار التمساح لأنه كان معبود أهل الفيوم قديما ولهذا السبب أسماها الرومان بعد ذلك كروكوديبوليس Crocodilopolis أى مدينة التمساح وفى أوائل حكم البطالمة سماها بطليموس الثانى أرسينويه Arsinoe كما سمي الإقليم أيضا أرسينويه نسبة لزوجته أرسينويه ثم سماها القبط Piom ومعناها قاعدة بلاد البحيرة لأن كلمة piom التى عرفت فيما بعد بإسم Phiom تتكون من كلمتين وهما pi وتدل على المكان والتعريف وكلمة om ومعناها اليم أو البحيرة أو البحر ومن Phiom أخذ العرب كلمة فيوم وأضافوا إليها أداة التعريف كما أضافوا إلى كثير من أسماء المدن والقرى المصرية فصارت الفيوم وهو إسمها العربى المعروفة به حتي الآن …..
سواقي الهدير بالفيوم
ومن الناحية الإدارية تضم الفيوم ستة مراكز إدارية هي الفيوم وسنورس وإطسا وطامية وأبشواي ويوسف الصديق كما أن مدينة الفيوم مقسمة إلي عدة أقسام إدارية هي قحافة والحادقة وكيمان فارس والصوفي والحواتم ولطف الله وباغوص وهي تعتبر من اغنى المحافظات المصرية بما تضمه من مقومات ومعالم سياحية نادرة تتمثل في المحميات حيث يوجد بها محمية وادى الريان وتقع علي بعد 77 كم من مدينة الفيوم ويوجد بها مناطق طبيعية متعددة مثل منطقة العيون والشلال ومناطق مراقبة الطيور ومساحتها حوالي 35 ألف فدان وأيضا توجد محمية وادى الحيتان وهي تقع في الصحراء الغربية على بعد 200 كم غرب القاهرة وتعد من أهم المناطق التي تضم حفريات ترجع تاريخها إلى ملايين السنين وقد تم إدخال كل من هاتين المحميتين حديثا في قوائم التراث العالمي …..
وتتميز الفيوم بتنوع الآثار فيها حيث بها آثار فرعونية وأخرى بطلمية وأخرى قبطية وأخرى إسلامية ومن الآثار التي تعود للحقبة الفرعونية نجد هرم سيلا وهرم هوارة وهرم اللاهون ومسلة سنوسرت وأطلال مدينة ماضي ومقبرة الأميرة نفرو بتاح وقصر اللابرنت ويسمي أيضا قصر التيه وذلك لوجود عدد كبير من الحجرات والقاعات داخله يتوه فيها الزائر من كثرتها كما تضم المحافظة آثارا رومانية ويونانية تتمثل في أطلال مدينة كرانيس ومدينة أم الأتل وآثار فيلادلفيا ومعبد قصر قارون ويسمي ديونسايس وأطلال مدينة ديمية السباع المسماة سكنوبايوس أما بالنسبة للآثار القبطية فإن المحافظة تزخر بعدد كبير من الأديرة القبطية مثل دير العزب ودير الملاك بخلاف العديد من الكنائس الأثرية القديمة ومن أمثلة الآثار الإسلامية بها مسجد قايتباي والمسجد المعلق ومسجد الروبي …..
كما توجد بالمحافظة بحيرة قارون وهي بحيرة مالحة نتيجة تسرب مياه الرى المحملة بالأملاح إليها وتعد من أهم محطات هجرة طيور السمان إذ تتجمع بأعداد غفيرة في الشتاء نظرا لدفء الجو كما تحتوى علي وتعيش فيها أسماك البلطى والبورى وسمك موسى وبعض أنواع الروبيان وتعد بحيرة قارون إحدى الظواهر الجغرافية بالفيوم ذات الجذب السياحي الكبير فهى ملتقى هواة صيد الطيور المهاجرة وكذلك هواة رياضة الإنزلاق المائي وتتميز بالإمتزاج الطبيعي بين البيئة الزراعية الخضراء والصحراء الممتدة والتي تجذب أيضا هواة رحلات السفاري وتنفرد الفيوم بوجود سواقي تسمي سواقي الهدير وهى آلة رى قديمة تدور بقوة دفع المياه من الهدارات وهى تعمل طوال العام وتصنع من خشب الشجر المحلي ويوجد منها بالفيوم حوالي 200 ساقية منتشرة في الحقول على المجاري المائية في مواقع الهدارات ولا يوجد هذا النوع من السواقي في مصر إلا في الفيوم فقط وأيضا هناك العديد من القرى السياحية المطلة علي بحيرة قارون أشهرها فندق هلنان أوبرج الفيوم وكانت له شهرة كبيرة في أيام الملكية حيث كان الملك فاروق من ضمن نزلائه الدائمين خلال فصل الشتاء من أجل ممارسة هوايته المفضلة وهي صيد البط وكذلك يوجد منتجع بانوراما شكشوك وجزيرة البط وأيضا يوجد بالقيوم متنزه شهير يسمي عين السيلين وهو متنزه يقع وسط حدائق الفاكهة ويحتوى على عين كبريتية لكنها نضبت منذ فترة و أيضا تحتوى مدينة الفيوم على عدد من النوادى الرياضية منها نادى المحافظة ونادى قارون ويوجد بها إستاد لكرة القدم والذي تم تجديدة ليلائم مباريات الدورى العام الممتاز المصري والذي يعتبر الملعب الخاص بنادى مصر المقاصة وكذلك فهناك العديد من مطاعم الوجبات السريعة المنتشرة بكثرة في شوارع المدينة ……
المسجد المعلق بالفيوم
وبخصوص أهم الأنشطة الإقتصادية بالمدينة نجد الزراعة وهي النشاط الإقتصادى الأول بمحافظة الفيوم عموما ومن أكثر المحاصيل إنتاجا القمح والذرة والطماطم وبنجر السكر والمانجو والتين والبلح ثم يليها النشاط التجارى حيث يتركز هذا النشاط في وسط المدينة وتشتمل الحركة التجارية على تجارة الملابس والإلكترونيات والهواتف المحمولة والمأكولات ثم يأتي نشاط صيد الأسماك وذلك لإنتشار المجارى المائية وبحيرة قارون ووادى الريان إضافة إلي نشاط الصناعات الفخارية والخوص هذا طبعا بخلاف النشاط السياحي بالمدينة والذى يعمل به العديد من أهل المدينة والوافدين إليها للعمل في فنادقها وقراها ومنتجعاتها السياحية السابق الإشارة إليها وفي مجال الخدمات السياحية التي يتم تقديمها لزائرى المحميات الطبيعية القريبة من المدينة …..