لا شيء .. حسنا لاشيء .. ابتعدوا عني .. أتوسل إلكم أن لا تكتروا لدمعي رجاءا . استلقيت في الفضاء و عانقت القمر . عانقته بشدة و ظللت أمدحه و أغازله بشتى أنواع الشكر و الإطراء .. فقط هو من لا يحمر لونه و يخون ثقتي .. سوى مرة فالعام و لا تطول خيانته لي أطول م ساعة و أربعون دقيقة .. أكون فيها أنا أقضي حاجتي و لا أنتبه لفعلته .. لا يهم .. انشغلت بعد النجوم لاعتقادي أنها تعويذة لجذب النعاس .. فالنوم فقط من يملك ترياقا فعالا لداء الألم .. فإذ قاربت غفوتي لتفتك بي .. انقض النيزك الأحمر ليحرق أحلامي الزرقاء . بحر ، غروب شمس و سماء .. و ربما يدا بيد .. هـه حسنا حسنا سأسكت أظن أني كدت الاعتراف بجرائمي الآن . لا تكترثوا لترهاتي هي فقط سذاجة و هذيان لمراهقة حالمة لازالت تلهو و تركض خلف الفراشات البيضاء و تتوهم بدفن نفسها تحت رمال الشاطئ الذهبية .. بجانب تلك البطيخة الخضراء تنتظرها تبرد بمياه الشاطئ لتشقها و تعاد فتح جراحها .. لتفاجئها بذاك اللون العفن يعود مجددا . فقد اعتدته سابقا و بصمت أنه فأل شر .. احمرار المشاعر داخل الغرفة و السعادة تملئ الشرفة . أي خطيئة ارتكبت أنا حتى أسحق بهذا الشكل يا ربي ؟ أي حماقة اقترفت أنا حتى ينسد دربي بهذا الشكل يا ربي ؟ في تلك اللحظة كنت لازلت أشاهد ذاك النيزك اللعين يجر لهيبه بعنف و يهرب خاشيا أن أثور عليه مجددا كالمعتاد .. لكني اخترت أن ألملم مجرتي و أذهب بها لدرب آخر و أغفو بعيدا عن ذاك الأحمر اللعين .. فقد كانت مجرتي سوداء تأبى تغيير حلاسها معلنة جنازة الشمس لثلاث مئة و ثلاث و ثلاثون كيلومتر من السنوات .. و أظن أنكم فهمتم أن الشمس كانت قلبي و قلبها .