في الأيام الأخيرة كان عدد من عناصر النظام ممن يمثلون فكرة أو زمرة في النظام يتحدثون عن الصبر والحلم للشهر ونصف الشهر القادم. وهي قضية هذه الفترة البالغة شهرا ونصف شهر وما الذي من المقرر أن يحدث بشأن الاتفاق النووي؟
وبين السياسات المؤجلة للنظام هناك قضيتان لهما موعد؛
أولهما انطلاقة المرحلة الجديدة من العقوبات في 5تشرين الثاني/ نوفمبر وقبل التأريخ بشهرين.
والآخر هو انتخابات الكونغرس الأميركي من المقرر إجراؤها بعد شهرين. ويؤكد بعض العناصر والخبراء التابعين للنظام على القضية الأولى غير أن معظمهم علقوا آمالهم على الثانية.
وسوى هاتين القضيتين هناك موعد أو تحول آخر وهو 26أيلول/ سبتمبر حيث أعلن أن الرئيس الأميركي يتولى رئاسة الوفد الأميركي في مجلس الأمن وجدول الأعمال لهذا الاجتماع تركز على إيران. ألا يأتي هذا الأمر بمعنى وتأثير خاصين له؟
وينبغي القول إن هذا الموعد هام رغم أن النظام لم يأخذه في الحسبان بعد، ويأتي الموعد أقل من ثلاثة أسابيع وهو من التطورات التي لا يرحب بها النظام. لأن الموعد تم اختياره ليعرض النظام للمأزق بشدة. لأنه في 25أيلول/ سبتمبر يلقي روحاني الكلمة في الجمعية العامة ويحضر الرئيس الأميركي ويلقي الكلمة بعده بيوم واحد إلى أن يرسل للنظام رسالة أنه وكلما تدلي كلمة وتتخذ موقفا، كلما تستلم ردك بعده بيوم وفي مجلس الأمن. الأمر الذي يفرض المزيد من الضغوط على النظام.
ومن الواضح أنه وإذا ما تتغير تركيبة الكونغرس فلا يربح النظام.
لأنه وفيما يتعلق بمواجهة النظام والتعامل الصارم تجاهه، هناك إجماع بين الحزبين في الولايات المتحدة.
والمؤشرة هي التصويت لمرتين في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأميركيين.
وحول التعامل مع النظام الإيراني، يكاد أن يكون الرأي العام الأميركي برمته ضد النظام حيث أثار الكشف عن شبكات التجسس والإرهاب للنظام في الولايات المتحدة في الأجواء الحقيقية والمجازية هذه القضية، ومن هذا المنطلق لا يتصور أن يصب التغيير في تركيبة الكونغرس في مصلحة النظام.
ولكن الحقيقة الرئيسية التي سوف تجعل خامنئي وباقي الرموز في النظام نظير الحرسي جعفري يساورهم المزيد من الذعر هو خطر يهددهم من داخل البلد. بحيث أنه وبإلقاء نظرة على المواقع التابعة للنظام يتضح مدى تعرض الملالي وجهازهم السياسي لمشكلة باسم المقاومة ومجاهدي خلق.
والمثال التالي نموذج واضح عن هذا التورط:
وكتب موقع بهارستانه يوم 4أيلول/ سبتمبر 2018 في مقال تحت عنوان «أيادينا قصيرة و…!» يقول:
«يحتفل المنافقون بعد مغادرة العراق في 2016 والإقامة في ألبانيا بهذه المغادرة الجماعية تحت عنوان ”الهجرة العظيمة“ سنويا.
وبما يعود الأمر إلى مسؤولينا ومديرينا الحكوميين والعسكريين، لم يتطرق هؤلاء أخيرا إلى قضية مجاهدي خلق في العراق إلا قليلا، وذلك ليس من منطلق القيد وعدم القدرة والتحفظ تجاه الحكومة العراقية أو الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة وإنما وصلوا في دراساتهم إلى أن المنافقين وفور ما يدخلون أوروبا، سوف تبدأ قواتهم تنهار إزاء بريق العالم البورجوازي ومن جراء السنوات من المضايقات والقيود في العراق ويغادرون تنظيم المنافقين تدريجيا ويتم حلهم في أجواء أوروبا بعد ما يذهبون إلى عيشهم الشخصي.
غير أن سير التطورات أثبت أن الظروف لم تكن حسب ما كان من المتوقع ولم يفتح باب المراد على مصراعيه.
واليوم يصرخ المسؤولون في النظام أنه وحيثما يوجد عصيان وشغب في البلاد، فتظهر بصمات المنافقين، وكلام القائد المعظم في 9كانون الثاني/ يناير 2018 خير دليل على دور المنافقين في أعمال الشغب في كانون الثاني/ يناير الماضي.
كنا نتوقع أنه وعندما يتم نقل قوات النفاق من جانب الدجلة والفرات إلى أوروبا، يتم جفاف أوراقها وفروعها وجذورها في نهاية المطاف ولكن يبدو أن الأسلوب كان أسلوب ”العلاج السيئ“».
إن كل ناظر محايد أو منحاز! ومن خلال نظرة واحدة على مقال من هذه الشاكلة في وسائل الإعلام التابعة للنظام هذه الأيام بكلمات وألفاظ مختلفة أنه وبعد مرور 38عاما منذ ما أشار خميني بعد كلمة مسعود رجوي في ملعب أمجديه إلى مجاهدي خلق قائلا: ليس عدونا «أميركا ولا الاتحاد السوفيتي ولا إسرائيل!
عدونا هنا في طهران»! يدرك أن العدو الرئيسي للملالي لا تزال مجاهدي خلق وليس إلا! وهي مشكلة طغت على الملالي منذ 4عقود ولم يتخلص الملالي من كابوسها ولو لحظة واحدة! العدو الذي لا يعرف الزمن ولا المكان ولا يؤثر عليه مرور الزمن!
* عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في لندن